اخبار البلد- بقلم:رجا طلب
في الأسبوع الماضي كان سلوك الحكومة وتعاطيها مع ملفي كورونا وحادث التسمم في عين الباشا لافتا جدا وكان لهذا السلوك عنوانان، الأول وهو الاعتراف بالخطا والعمل على تصويبه والثاني كان التغاضي عن الخطا وتغطيته بالنكتة والتوصيف الشعبي المبسط والذي يُطرب الناس في العادة، وهو الاسلوب الذي اعتاده وزير الصحة سعد جابر صاحب النصيحة الأشهر للأردنيين والمعروفة «اقعدوا في البيت اسبوعين بنشف الفيروس وبموت».
في العنوان الأول كان اعتراف رئيس الوزراء بأن (الإجراءات في المراكز الحدودية لا ترقى إلى المستوى الذي كنا نأمل به، وجاء الفعل سريعا بزيارة الوفد الرفيع المستوى برئاسة وزير الداخلية للحدود لدراسة الوضع ومعالجته).
ففي حدود جابر تسبب عدم اتخاذ اجراءات السلامة العامة في انتشار الفيروس في مدينة الرمثا وإربد ووصل الفيروس الناتج عن عدم حجر القادمين في الدفعة الثانية من سوريا ولا فحصهم واختلاطهم مع العاملين في الحدود والذين كانوا أيضا يعودون لبيوتهم بشكل شبه يومي وبلا حجر خاصة من هم من سكان محافظة إربد إلى ما نراه اليوم من تزايد كبير في الحالات التى وصلت عمان وضواحيها، أما في العمري فقد تسبب عدم توفر أماكن حجر لائقة للسائقين القادمين من السعودية وفي اجواء حارة مع قلة المواد الغذائية وقلة ماء الشرب إلى تكدس السائقين وجلوسه? في ساحات الجمرك او نومهم في العراء او تحت شاحناتهم وكانوا يجلسون حكما مع بعضهم بعضاً ياكلون قلاية البندورة ويشربون الشاي وهي الجلسات التى ألقى عليها وزير الصحة باللوم واعتبرها السبب في نشر الفيروس متغاضيا عما اعترف به رئيس الوزراء من أن هناك قصورا في الاجراءات.
وفي الشق الثاني من العنوان الأول فاجأنا وزير التعليم العالي رئيس اللجنة المكلفة بتقصي الحقائق حول حادثة التسمم الغذائي في لواء عين الباشا الدكتور محيي الدين توق بجرأته واعترافه الذي ما ندر أن تقوم به الحكومات في الأردن حين قال: إن الحكومة تتحمل المسؤولية القانونية والأخلاقية عما جرى في عين الباشا، مشيرا في تقريره إلى أن المؤسسة العامة للغذاء والدواء ومديرية صحة البلقاء شاب عملهما قصور ونقص غير مبرر، وضعف في التنسيق والتكامل بينهما، وقال إن اللجنة ترى أنهما يتحملان معاً المسؤولية الإدارية لما جرى.
أما في العنوان الثاني والمتمثل بالتغاضي عن الخطأ والتقليل منه «بالنكتة وبالتوصيف المضحك» فقد مارسه الوزير سعد جابر وزير الصحة المعروف بخفة دمه عندما علل قبل أيام أن سبب تزايد الحالات كان عدم التزام المواطنين وتجمعهم على القلاية والشاي والقهوة.
الجرأة والاعتراف بالخطأ عند وقوعه هما من يجلبان النجومية ويعززان الاحترام للسياسي ولغيره سواء أكان وزيرا أو أي شخصية تتولى المسؤولية العامة.