في الحادي عشر من شهر تموز 2020 أطلقت بريداً/ سؤالاً/ بوستاً في الفيسبوك كان هكذا: أي الأقوام أو الشعوب أو الأمم التي يمكن أن يستمر العالم في أعماله كالمعتاد [من دونها] إذا انقرضت، ولماذا؟
وقد علق عليه كثيرون، اتفق معظمهم – للأسف – أن هذه الأقوام أو الشعوب أو الأمم هي العرب أو المسلمون. قلة قليلة جداً ذكرت المعايير أو المقاييس التي بنت عليها هذا الاختيار.
ولمساعدة المعلقين والقراء على معرفة الأقوام أو الشعوب او الأمم التي يطالب السؤال بتحديدها فإنني – وبكل تواضع – اقدم فيما يلي ما يمكن اعتباره معايير أو مقاييس لبناء الاختيار عليها، وعلى شكل أسئلة مستمدة من علوم الاجتماع والإدارة والاقتصاد والتاريخ…
• هل لدى هذه الأقوام أو الشعوب أو الأمم مخرجات (Outputs) مطلوبة أو لازمة كمدخلات (Inputs) لبقية العالم: اقتصادية أو علمية، أو تكنولوجية أو اتفاقية، أو سياسية …؟
• هل يؤمن شباب هذه الأقوام أو الشعوب أو الأمم وشاباتها بها، ويعتزون بالانتماء إليها، ويثقون بمستقبلها؟
• هل لها صورة عامة (image) في العالم كأقوام أو شعوب أو أمم متحضرة أو سائرة على طريق الحضارة والنهوض والتقدم، اي حية ونامية وناجحة، يتمنى الآخرون لو يحصلون على جنسيتها أو على الإقامة أو على العمل أو على التعليم فيها؟
• هل تصفها وسائل الإعلام العالمية بذلك، تشير إلى انجازاتها العالمية بين الحين والآخر؟
• هل تقضي معظم وقتها في العمل والإنجاز أم أنها تقضيه في الصراعات والتمردات الداخلية أو الحروب الأهلية والإقليمية؟
• وإذا اختفت أو انقرضت هل يندهش العالم ويسأل عنها؟
إذا كانت هذه المعايير أو المقاييس مناسبة للموضوع فعلى من تنطبق؟
من جهتي لا أعتقد أنها تنطبق على العرب والمسلمين فقط، بل على كثير من الأقوام والشعوب والأمم غيرهم في أسيا وأفريقيا وأمريكا الوسطى والجنوبية، ولكن بدرجات متفاوتة فيما بينهما في الإجابة عن هذ الأسئلة. وربما لو طرح البوست نفسه هناك لأجاب المعلقون والقراء عنه بالمثل عن أقوامهم وشعوبهم وأممهم، فهي تعاني مثل ما تعانيه أقوامنا وشعوبنا وأممنا.
بالنسبة للأمة العربية أين مخرجاتها اللازمة لبقية العالم كمدخلات؟ كان النفط هو منتجها الأول اللازم لتحريك العالم ولكنه آخذ في تأكل الحاجة إليه بالطاقة البديلة، وبالتكنولوجيا الجديدة التي تستخرجه من الصخور في أميركا التي كانت جائعة إليه في الماضي ثم صارت تصدره.
ولتدرك المعنى قارن ذلك بمدخلات إسرائيل في العالم بدءاً من الري بالتنقيط وانتهاءً بالهندسة الجينية في الخضار والفواكهة.. والتقنية الرقمية المدنية والعسكرية.
والتفكير في هذا المصدر يجعلك تتألم من سوء استخدامه، ومن أن أصحابه العرب لم يكتشفوه أصلا، ولم يستخرجوه ولم ينقلوه ولم يكرروه ويجعلوه مصدرا ًللطاقة. لقد قام الغرب بكل ذلك.
هل العرب مستقلون سياسياً واقتصادياً نسبياً، أو أفضل تعليماً وثقافة وبحثاً واكتشافاً واختراعاً وتأليفاً وأكثر نيل جوائز نوبل من غيرهم؟
مثلما أجابت تلك المعايير أو المقاييس على تحديد القوم أو الأمة أو الشعب الذي لا يحس بالعالم بزواله فإنها تصفح كذلك لبيان معالم الطريق للنهضة والتقدم.
لماذا يريد ترامب سحب قواته من المانيا؟
فجأة قرر ترامب سحب القوات الأميركية من ألمانيا وتوزيعها في أوروبا، لماذا؟
في الجواب عن ذلك يدعي ان الدول الأوروبية الأعضاء في حلف الأطلسي لا تنفق 2 % من الدخل القومي على الحلف، مما يكبد أميركا أموالاً باهظة في بقائه وتطوره وقوته. وهو أمر لن يسمح باستمراره.
والحقيقة أن ترامب يكذب، لأنه لا يستطيع أن يصدق في أمر. ان السبب الرئيس هو حقده على ميركل مستشارة ألمانيا، التي قالت في لقاء، ان الكورونا لا يحارب بالكذب. وما إن صدرت هذه العبارة منها حتى تلقفها الإعلام الأميركي وعدها طعنة في صدر الرئيس الذي يتبع استراتيجية الكذب في كل ما يقول ويفعل. وبما انه حقود أيضاً ولا يفوت نقداً له من أحد إلا ويرد عليه بأقبح العبارات واقلها أدباً فقد قرر عقاب ألمانيا بسحب القوات الأميركية منها وبالتالي خسارتها مئات ملايين الدولارات التي تنفقها أميركا سنويا عليها هناك. هذه كل الحكاية ولكن العاملين عنده لا يشيرون إليها لأنهم مرتزقة يعملون كالعبيد أو القن في مزرعته في البيت الأبيض والإدارة الأميركية، فيكررون ادعاءاته.
لعلّ سحب القوات الأميركية من ألمانيا وتوزيعها في أوروبا مجرد مقدمة في اعتقادي لانسحاب أميركا من الحلف إذا اعيد انتخاب ترامب، فهو أقرب إلى بوتين الباقي في السلطة منه إلى أي زعيم في اوروبا. وربما ينسحب من هيئة الأمم المتحدة أيضاً استكمالاً لانسحابه من اتفاقية باريس حول المناخ، ومن منظمة الصحة العالمية.