إذا إستمرت المسيرات ... بقلم
كنا نتوقع أن تتوقف المسيرات خاصة في المحافظات لإعطاء الحكومة الجديدة وقت للعمل أي هدنه لحين أنتظار النتائج .
لم تجري في العاصمة مسيرات بسبب قرار الآحزاب السياسية خاصة جبهة العمل الأسلامي بعدم المشاركة لكن الأستنتاج العملي والموضوعي أن هناك قوى جديدة في المجتمع وهي قوى الحراك الشبابي والمجتمعي لا تتبع الأحزاب السياسية تقود المجتمعات في المحافظات أصبحت تمثل شريحة واسعة من الناس التي تطالب بالإصلاح ومطالبها محددة محاربة الفاسدين بجدية وإصلاحات أقتصادية وأجتماعية وتحقيق العدالة الأجتماعية في المحافظات البعيدة عن العاصمة هذه الظاهرة الجديدة في المجتمع هي بسبب فشل العمل السياسي الحزبي في الأردن منذ أنتخابات 89 حتى الآن وطريقة تشكيل الحكومات المتعاقبة بما فيها الحكومة الحالية .
عندما جاءت أحداث 89 وتم انتخاب المجلس النيابي الذي أصبح مشهوراً بمجلس 89 ( وأنا كنت شاهداً عليه ) وخضت المعركة الأنتخابية في محافظة الزرقاء كان توزيع كعكه المجلس بمشاركة جبهة العمل الأسلامي !! ونجاح أو إنجاح ممثلين عن الآحزاب التقليدية في تلك المرحلة من قوميين وشيوعيين وجبهة شعبية !! ويسار سمي باليسار الديمقراطي !! بالأضافة طبعاً للتمثيل العشائري ومكونات المجتمع الأردني الأخرى وكان اجتهاد الدولة في تلك المرحلة الأحتواء وتسكين الشارع ثم مباشرة ظهرت أحزاب وسطية ( وكنت شاهداً أيضاً حيث التحقت إلى أحدها ) كانت قيادات تلك الآحزاب شخصيات سياسية محسوبة على السيستم !! أحزاب ثبت لاحقاً أنها ديكورية !! لها يافطات فقط بلا قواعد شعبية !! والنتيجة أن قياداتها تبؤات مناصب وألقاب عُليا من دولة إلى معالي إلى سعادة النائب والعين !! .
أعرف حزباً كانت قيادته من ثلاث أشخاص أصبحوا جميعاً وزراء ونواب !! النتيجة فقدت تلك الأحزاب رونقها ومصداقيتها لدى الناس !! وخاب أمل الناس بالعمل السياسي الحزبي وأستمر الحال بالنسبة للمجالس النيابية المتعاقبة والتي لم تكن حره ونزيهة وشفافة ففقدت الثقة العامة بالمجالس النيابية وأستمر تشكيل الحكومات على نفس النهج ففقدت الثقة العامة بالسلطة التنفيذية ، النتيجة فقدان الثقة العامة بمؤسسات الدولة !! .
متى أكتشفنا أو بالتحديد متى أكتشفت الدولة أن سياسة الأحزاب الديكورية وطريقة أنتخاب المجالس النيابية وطريقة تشكيل الحكومات لم تعد تنفع في المرحلة الحالية عندما بدأ الربيع العربي وبدأت المسيرات في الأردن خسرت الدولة عقدين من الزمان كانت بأستطاعتها أن تبدأ بالمراجعة الشاملة !! وتنظيم العمل السياسي بدءاً من القواعد وليس من الهرم !! .
تشكلت مؤخراً تيارات سياسية وسطية جديدة لم تلقى التشجيع لا من الدولة ولا من مراكز القوى !! وتشكل تيار يساري جديد وهو فعلاً يمثل اليسار الحقيقي وليس الديكوري وأمينه العام أنتخب بلجنة الحوار الوطني !! كان من المفروض أن تشارك هذه التيارات الجديدة وأهمها القوى الشبابية والمجتمعية والتيارات الوسطية الجديدة وتيار اليسار الاجتماعي في تشكيله الحكومة !! لكن وللأسف جاءت تشكيله الحكومة حسب النهج القديم !! ومن هنا أستمرت المسيرات !! فالمجتمع الجديد الأردني لم يعد يثق بالأحزاب التلقيدية وبدأ يعبر عن واقعه بنفسه !! .
على الدولة أن تتنبه لهذا الواقع الجديد إذا أرادت البدء بمرحلة جديدة !! .
نعتقد أن سياسة كسب الوقت وسياسة الأسترضاء وإعادة إبتكار سياسة جديدة للأحتواء السياسي لم تعد نافعة !! فجيل اليوم يختلف والمزاج العام يختلف !! وحرية التعبير بعد الربيع العربي كافية أن لا تقبل بسياسة الإحتواء .
وإذا ما أعتقدت الدولة أن المسيرات الشبابية والمجتمعية هي أعداد محدودة تكون مخطئه !! لأن الغالبية الصامتة تريد التغيير ولكنها صامتة لأعتبارات متعددة أهمها الحفاظ على الأمن والأستقرار وهي وطنية بأمتياز متمسكة بالثوابت الوطنية النظام والوحدة الوطنية والأمن والأستقرار لكنها غير راضية عن الفساد ومراكز القوى ومجالس نيابية تعمل لصالح الحكومات وغياب العدالة الاجتماعية والفقر والبطالة والقوى الأقتصادية التي ما زالت تتحكم بالقوانين والتشريعات عن طريق الوزراء والنواب وغيرهم .
إذا المسيرات أستمرت ونعتقد أنها ستسمر وبقوة أكبر !! فهل مراكز أتخاذ القرار في الدولة تتنبه لهذا الأمر ؟!! أم ستبقى غائبه لا سمح الله فغياب التفكير ربما ستكون له نتائج لا تصب لمصلحة الوطن العليا .
الدكتور تيسير عماري
لم تجري في العاصمة مسيرات بسبب قرار الآحزاب السياسية خاصة جبهة العمل الأسلامي بعدم المشاركة لكن الأستنتاج العملي والموضوعي أن هناك قوى جديدة في المجتمع وهي قوى الحراك الشبابي والمجتمعي لا تتبع الأحزاب السياسية تقود المجتمعات في المحافظات أصبحت تمثل شريحة واسعة من الناس التي تطالب بالإصلاح ومطالبها محددة محاربة الفاسدين بجدية وإصلاحات أقتصادية وأجتماعية وتحقيق العدالة الأجتماعية في المحافظات البعيدة عن العاصمة هذه الظاهرة الجديدة في المجتمع هي بسبب فشل العمل السياسي الحزبي في الأردن منذ أنتخابات 89 حتى الآن وطريقة تشكيل الحكومات المتعاقبة بما فيها الحكومة الحالية .
عندما جاءت أحداث 89 وتم انتخاب المجلس النيابي الذي أصبح مشهوراً بمجلس 89 ( وأنا كنت شاهداً عليه ) وخضت المعركة الأنتخابية في محافظة الزرقاء كان توزيع كعكه المجلس بمشاركة جبهة العمل الأسلامي !! ونجاح أو إنجاح ممثلين عن الآحزاب التقليدية في تلك المرحلة من قوميين وشيوعيين وجبهة شعبية !! ويسار سمي باليسار الديمقراطي !! بالأضافة طبعاً للتمثيل العشائري ومكونات المجتمع الأردني الأخرى وكان اجتهاد الدولة في تلك المرحلة الأحتواء وتسكين الشارع ثم مباشرة ظهرت أحزاب وسطية ( وكنت شاهداً أيضاً حيث التحقت إلى أحدها ) كانت قيادات تلك الآحزاب شخصيات سياسية محسوبة على السيستم !! أحزاب ثبت لاحقاً أنها ديكورية !! لها يافطات فقط بلا قواعد شعبية !! والنتيجة أن قياداتها تبؤات مناصب وألقاب عُليا من دولة إلى معالي إلى سعادة النائب والعين !! .
أعرف حزباً كانت قيادته من ثلاث أشخاص أصبحوا جميعاً وزراء ونواب !! النتيجة فقدت تلك الأحزاب رونقها ومصداقيتها لدى الناس !! وخاب أمل الناس بالعمل السياسي الحزبي وأستمر الحال بالنسبة للمجالس النيابية المتعاقبة والتي لم تكن حره ونزيهة وشفافة ففقدت الثقة العامة بالمجالس النيابية وأستمر تشكيل الحكومات على نفس النهج ففقدت الثقة العامة بالسلطة التنفيذية ، النتيجة فقدان الثقة العامة بمؤسسات الدولة !! .
متى أكتشفنا أو بالتحديد متى أكتشفت الدولة أن سياسة الأحزاب الديكورية وطريقة أنتخاب المجالس النيابية وطريقة تشكيل الحكومات لم تعد تنفع في المرحلة الحالية عندما بدأ الربيع العربي وبدأت المسيرات في الأردن خسرت الدولة عقدين من الزمان كانت بأستطاعتها أن تبدأ بالمراجعة الشاملة !! وتنظيم العمل السياسي بدءاً من القواعد وليس من الهرم !! .
تشكلت مؤخراً تيارات سياسية وسطية جديدة لم تلقى التشجيع لا من الدولة ولا من مراكز القوى !! وتشكل تيار يساري جديد وهو فعلاً يمثل اليسار الحقيقي وليس الديكوري وأمينه العام أنتخب بلجنة الحوار الوطني !! كان من المفروض أن تشارك هذه التيارات الجديدة وأهمها القوى الشبابية والمجتمعية والتيارات الوسطية الجديدة وتيار اليسار الاجتماعي في تشكيله الحكومة !! لكن وللأسف جاءت تشكيله الحكومة حسب النهج القديم !! ومن هنا أستمرت المسيرات !! فالمجتمع الجديد الأردني لم يعد يثق بالأحزاب التلقيدية وبدأ يعبر عن واقعه بنفسه !! .
على الدولة أن تتنبه لهذا الواقع الجديد إذا أرادت البدء بمرحلة جديدة !! .
نعتقد أن سياسة كسب الوقت وسياسة الأسترضاء وإعادة إبتكار سياسة جديدة للأحتواء السياسي لم تعد نافعة !! فجيل اليوم يختلف والمزاج العام يختلف !! وحرية التعبير بعد الربيع العربي كافية أن لا تقبل بسياسة الإحتواء .
وإذا ما أعتقدت الدولة أن المسيرات الشبابية والمجتمعية هي أعداد محدودة تكون مخطئه !! لأن الغالبية الصامتة تريد التغيير ولكنها صامتة لأعتبارات متعددة أهمها الحفاظ على الأمن والأستقرار وهي وطنية بأمتياز متمسكة بالثوابت الوطنية النظام والوحدة الوطنية والأمن والأستقرار لكنها غير راضية عن الفساد ومراكز القوى ومجالس نيابية تعمل لصالح الحكومات وغياب العدالة الاجتماعية والفقر والبطالة والقوى الأقتصادية التي ما زالت تتحكم بالقوانين والتشريعات عن طريق الوزراء والنواب وغيرهم .
إذا المسيرات أستمرت ونعتقد أنها ستسمر وبقوة أكبر !! فهل مراكز أتخاذ القرار في الدولة تتنبه لهذا الأمر ؟!! أم ستبقى غائبه لا سمح الله فغياب التفكير ربما ستكون له نتائج لا تصب لمصلحة الوطن العليا .
الدكتور تيسير عماري