قديما قيل "اللي استحوا ماتوا"، ولكن التجارب والاحوال الحالية التي نعيشها مع بعض المسؤولين حالين أم سابقين او بعض المثقفين والاعلاميين في العالم العربي تؤكد أن" اللي ما استحوا ما ماتو " .
فالواقع الحالي الذي تمر به الامة العربية والقضية الفلسطينية كشف برقع الخيانة الذي كان يتلطى خلفه بعض المسؤولين العرب السابقين والحاليين ومستوى التحاقهم بالمشروع الامريكي ،لعل ما ادلى به الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى، من تصريحات مطالبا من خلالها دولاً عربية أخرى،" بالحذو حذو دولة الإمارات في توقيع اتفاقيات مع الصهاينة من اجل تحقيق مزيد من المكاسب للفلسطينيين" بحسب زعمه يثبت ذلك بصورة فاضحة .
عمرو موسى الذي كان مسؤولا عن انهيارمؤسسة الجامعة العربية وتحويلها الى اداة تباع وتشترى هو نفسه الذي حاول في العام ،2002واثناء انعقاد مؤتمر قمة بيروت العربية اسقاط بند حق العودة للفلسطينيين من البيان الختامي للجامعة والذي تضمن المبادرة العربية للسلام مع الكيان الاسرائيلي والذي كان مقررا ان يصدر عن القمة ،قبل ان يتصدى له الرئيس اللبناني أنذاك إميل لحود ويمنع عقد الجلسة الختامية للقمة ،قبل تثبيت البند الخاص بحق العودة بحسب ما قال الرئيس لحود في مقابلات إعلامية عديدة ، كما كشف لحود أن موسى كان ينسق مع الامريكان من خلال وزير خارجية امريكا انذاك كولن باول حيث كان يطلعه على ما يجري داخل اروقة القمة حيث قامت اجهزة القصر اللبنانية بتسجيل ذلك التنسيق. .
واذا كان موقف عمرو موسى سلبيا من احتلال العراق عام 2003، فان موقفه من دعوة الامم المتحدة الى فرض حضر جوي في ليبيا أتاح لحلف شمال الاطلسي ضرب ليبيا وتدميرها ، كما أن موقفه من الازمة السورية كان سيئا بدرجة جعلت كل مواطن عربي ينظر للجامعة على انها الجسد العربي المتهالك، و كان من المفترض على موسى واي أمين عام للجامعة التحرك والقيام بدور ينزع فتيل الازمات العربية - العربية ولا يسمح لها بالانفجار، وهنا انا لا اقول ان مؤسسة الجامعة هي التي تملك الحل انا اتحدث عن المبادرات التي من المفروض على الامين العام القيام بها .
تصريح عمرو موسى لو كان متعلق بالتطبيع او اتفاقيات سلام مع الكيان الصهيوني لما كتبت فموقفنا واضح من هؤلاء ونحن نعرفهم ،لكن ان يقول موسى وغيره ان ما يتم من هرولة لحكومات عربية تجاه التطبيع مع الكيان الاسرائيلي بهذا الشكل وهذه الطريقة البائسة يخدم الفلسطينيين ويخدم القضية الفلسطينية هو ما دفعني للرد على عمرو موسى وغيره من المسؤولين او المثقفين والاعلاميين المطبلين لهم ،فالزج بالقضية الفلسطينية في تبريرالاندفاع نحو التطبيع مع الصهاينة مرفوض وهو أمر يؤكد أن هؤلاء ليس اكثر من أدوات بيد امريكا والكيان الصهيوني، خاصة وان موقف العدو الاسرائيلي واضح من رفضه الالتزام باي اتفاق تم التفاوض عليه مع الفلسطينيين أوأية قرارات صادرة عن المجتمع الدولي ومعروف ان ملف الضم لم يكن بحاجة إلى تعليق أو تجميد لأنه معلق ومجمّد فعلاً قبل خطة «أبراهام» وبعدها لأسباب ليست يجري الان ، ، لأن هذا التعليق اوالتجميد يعود بالدرجة الأولى إلى الرفض الرسمي الاردني والرفض الفلسطيني والموقف الشعبي الاردني الفلسطيني والعربي والاسلامي المساند لهاما ثم معظم القوى والدول في العالم.
إن الامورالان واضحة لكل مواطن عربي ويعرف" على المكشوف" ان الطعنات التي توجه للفلسطينيين وللقضية الفلسطينية ليست جديدة فهي موجودة منذ ان كانت القضية ومنذ ان ابتداء الصراع مع المستوطنيين الصهاينة الذين تم اسستجلابهم من اوروبا وامريكا ، وبالتالي يعرف هذا المواطن أن الصراع طويل ولن ينتهي بين يوم وليلة، فالعالم الذي يدعي دفاعه عن الحقوق والديمقراطية والعدالة يقف مكتوفا ومتفرجا عند ما يجري بحق فلسطين والفلسطينيين .
اليوم نستطيع القول لعمرو موسى وغيره من الاعلاميين والمثقفين العرب وبعض الفلسطينيين عكس المثل العربي القديم الذي كان يقول" اللي استحوا ماتو" ، لنقول لهم ان "اللي استحو ما ماتو "،
zazzah60@yahoo.com