اشترت السعودية نظاماً أميركياً متطوراً جداً، للدفاع الجوي الصاروخي بقيمة 15 مليار دولار، وهو لاعتراض الصواريخ القادمة داخل وخارج الغلاف الجوي للأرض على ارتفاع 200 كيلومتر رأسياً، وعلى بعد ألف كيلومتر أفقياً.
عندها تذكرت حديث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في رده على اتهام الغرب له بأنه مهووس بالتسلح، فأتى لهم بهذه الحادثة من التراث الروسي:
«كانت هناك عائلة تملك مزرعة واسعة، فيها خيول وأبقار وأغنام وتنتج حقولها غلات وخيرات، وكان في كل أسبوع يذهب رب العائلة مع أولاده الكبار إلى السوق لبيع محاصيل المزرعة، وكانوا يتركون شاباً يافعاً منهم يحرس المزرعة والبيت الذي تبقى فيه النساء، وفي أحد الأيام بينما هو يجوب أرض المزرعة جاءه نفر من رجال ليكلموه فأوقفهم، فلاطفوه بكلام معسول وقالوا له بأنهم مسالمون، ولم يكن أولئك الرجال إلا عصابة متمرسة في النهب، أروه ساعة يد فاخرة وجميلة، وأغروه بشرائها، أعجب بها وأبدى رغبته في امتلاكها، فسألهم عن ثمنها، قالوا له بأنهم يعرضون عليه مبادلتها ببندقيته، ورد عليهم: انتظروني إلى يوم غد، وانصرفوا وحين عاد أبوه وإخوته حكى لهم القصة، وراح يذكر لأبيه فخامة الساعة وجمالها، فقال له أبوه: طيب أعطهم سلاحك وخذ الساعة، وحين يهاجمونك ويسرقون قطعان ماشيتك وينهبون مزرعتك، ويغتصبون أمك وأخواتك، بعدها افرح بساعتك. فهم الولد وتمسك بسلاحه وأدرك أن الغباء والاندفاع وراء العواطف يعني الضياع والموت» - انتهى.
ما إن قرأت ذلك حتى خطر على بالي الشاعر زهير بن أبي سلمى، فاخترت من قصائده هذين البيتين المعبرين:
ومن هاب أسباب المنايا ينلنه وإن يرق أسباب السماء بسلّم
ومن لم يذد عن حوضه بسلاحه يهدم ومن لا يظلم الناس يظلم
ويحق لي أن أقول: صح لسانك يا عمنا زهير، وكل ما قلته صحيح وأضعه فوق رأسي، وإنما اعتراضي فقط هو على: ومن لا يظلم الناس يظلم - فهذا ليس على كل حال وليس بقاعدة.
يقول عز من قائل: وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل، والصواريخ في هذا العصر إنما هي بمثابة رباط الخيل.