قبل بضعة أسابيع سمعنا على احدى الفضائيات بأن جلالة الملكة رانيا العبدالله تبرعت بإنشاء مأوى للأيتام في ألمانيا فلم نصدق ما سمعنا لأنه اذا صدقت هذه الرواية سيكون هذا العمل البسيط الرمز الذي قامت به جلالتها ما هو وسام شرف على صدر كل أردني وأردنيه نعتز به أكبر الاعتزاز لما له من دلالة واضحة على ايصال يد الخير والعطاء الهاشمية الى قلب اوروبا ومشاعر الانسانية التي نتحلى بها الاردنيين اتجاه الآخرين وخاصة الاوروبيين الذين أنهكونا بعبارات حقوق الانسان والانسانية وبهذا تكون جلالتها قد استطاعت اختراق هذا الحاجز الاوروبي الحصين بإقامتها للمأوى على نفقتها ليرفرف على مدخله علم الأردن, ويكفينا فخرا بأن المانيا تعتبر من الدول المانحة للأردن وهي أكبر ثالث قوة اقتصادية في العالم ونحن نعيش على المساعدات.
واستطاعت الملكة مهاجمتهم انسانيا في عقر دارهم مدشنة مأوى للأيتام رافعة علم الوطن في هذه الدول الغنية واستطاعت بحنكتها ان تفصل بين الغنى والفقر والعمل الانساني الذي من شأنه ان يجلب الخير كل الخير لوطننا.
ان هذا التبرع الرمزي من جلالتها سيقابله دعما ألمانيا أكيدا للأردن ماديا ومعنويا وسياسيا يفوق بقيمته مئات الاضعاف ما تبرعت به جلالتها هذا علاوة على الاحترام والتقدير الذي سيحظى به الاردن لدى الشعب الالماني ونحن بدورنا الاردنيين نشد على أيادي ملكتنا بمزيدا من العمل الانساني في هذه الدول وعلى رأسهم الولايات المتحدة الامريكية لإثبات الحضور الاردني في كل مكان وفي كل المجالات بالرغم من فقرنا, فهنيئا لك سيدتي على هذه المشاعر الانسانية.
أما الذين تطاولوا على جلالتها لفظا واعتبروا ان هذا العمل نوع من أنواع الفساد وهم لا يمثلون سوى أنفسهم ومصالحهم الخاصة فالاردنيون براء من أمثالهم ولو عرفوا قيمة هذا المأوى ومنافعه للأردن لصمتوا ولم يتفوهوا كفرا ونحن للأسف لا نستطيع ان نفتح مدارس لتعليم مثل هؤلاء دروسا في الاخلاق وتعليمهم فن السياسة والعلاقات الانسانية والاجتماعية, وقاموا باتهام الاجهزة الامنية بالتغطية على الفاسدين فالأجهزة الامنية ما كانت يوما ولم تكن تؤمن غطاء لأي من الفاسدين لكن رفضها لتمرير أعمالهم غير الشرعية على الارض الاردنية هي التي دعتهم لاتهامها, ولو انصاعت أجهزتنا الامنية لمطالبهم غير الشرعية لامتدحوها وأوصلوها عنان السماء بالمديح والثناء.
وأخيرا هنيئا لجلالتها على انسانيتها وهنيئا لأجهزتنا الامنية التي تحول دون تنفيذ الاشرار لمخططاتهم على حساب الوطن.
"محمد منير" ابوعين
مدير عام الوطنية لتنظيم العمالة الوافدة وحقوق الانسان -تحت التأسيس-
0796451623