اخبار البلد _جعلت لـ « إفطارنا « الرمضاني مذاقا خاصا. كنا نتناول طعامنا وعيوننا تتابع طلتها على الشاشة الاردنية التي أعادتنا اليها واعادتها الينا بعد طول غياب.
لم تكن أسيل الخريشا الا واحدة من أخواتنا وبناتنا بعذوبة صوتها وإشراقة وجهها وبساطتها في التعامل مع المشاهدين المتأملين والحالمين بجائزة تقضي لهم « مصلحة « أو تحقق لهم امنية في بيت أو سيارة تقيهم سوء انتظار السرفيس. عادت أسيل الخريشا وعدنا الى شاشتنا الاردنية طوال شهر رمضان ومن خلال برنامج « رمضان معنا أحلى «.
ومثل أي عمل يحتمل الانتقاد تماما كما يحتمل المديح، كان لقاؤنا معها في « الدستور « ليس لنبارك ونشاركها « نجاح « برنامجها؛ بل للغوص في التفاصيل والاراء التي واكبت بث البرنامج. مع الأخذ بعين الاعتبار، أن العمل الناجح لا يسلم من الاراء .
كان الهدف؛ البحث في التفاصيل وما لم يظهر من «جبل الجليد»، فالحقيقة لا يملكها شخص واحد حتى لو اجتهد.
تحدثت أسيل، وأسهبت وكنا نسمع أكثر مما نسأل فقد عرَفتْ غايتنا من اللقاء ؛ تبيان مختلف الاراء:
ضيفة
* لنبدأ من الاختيار، اختيارك للبرنامج كيف تم ذلك؟
ـ هذه أول مرة اقدم فيها برنامجا على الشاشة الاردنية تحت مسمى « رمضان معنا أحلى «. وبخاصة وأنه برنامج صعب ويخص العائلة الاردنية وفي وقت حرج وهو وقت الافطار وفي شهر رمضان المبارك. كما أن جمهوره ليس من الاردن فقط بل ومن الدول العربية.. أما كيف تم اختياري فقد كان ذلك من قبل مدير عام مؤسسة الاذاعة والتلفزيون عدنان الزعبي وبموافقة الشركة المنتجة للبرنامج.
* كنتِ بعيدة عن التلفزيون الاردني وعن شاشتنا، أين كنتِ؟
ـ فعلا كان غيابي لأسباب خاصة. حيث رزقت بتوأمين وتفرغت لهما لمدة سنة وهي فترة مهمة؛ بل وفي غاية الاهمية ولا يمكن تعويضها.
ولكنني لم أغب تماما. فقد كنت اقدم بعض البرامج والحفلات مثل سهرة بمناسبة عيد الاستقلال واخرى بمناسبة عيد التلفزيون وفي الوقت نفسه لم اكن بعيدة عن الوسط الإعلامي؛ حيث كنت مديرة حفلات وعريفة حفل لاكثر من مناسبة وفعالية.
* لنتحدث عن برنامج « رمضان معنا أحلى « ما هي الصعوبات التي واجهتك كمقدمة له ومما لا نعرفه كمشاهدين؟
ـ البرنامج صعب لكونه يظهر وقت الافطار وفي شهر رمضان. كما لا تنسَ انني كنت خلال 29 يوما بعيدة عن أُسرتي وزوجي وطفليّ. وكان لا بد من المواءمة بين نمط البرنامج وفكرته بحيث يسفيد الناس ونشجعهم على الاتصال والفوز بالجوائز. كان الهدف ان يكسبَ الناسُ وأن توزع الجوائز المختلفة.
بالنسبة لي كنت أشعر أنني ضيفة عزيزة على العائلة الاردنية بمختلف افرادها واعمارها وألوانها. وهو ما يعني أن أكون ضيفة رقيقة تحظى باحترام الجميع وضمن اطار البرنامج.
كما انها اطلالة بعد غياب طويل. وكان يهمني ترك بصمة واضافة جيدة الى رصيدي الجماهيري وكذلك تجربتي الاعلامية.
في اولى الحلقات لم أكن معتادة على طقوس البرنامج؛ من حيث التواجد في زمن معين، وكذلك التوافق مع فريق العمل والتحضيرات الفنية المتكاملة؛ كونه برنامجا يبث على الهواء مباشرة، وفي وقت حساس، وفي شهر مبارك؛ هو شهر رمضان.
وكان لا بد من السيطرة على المزاج وعلى الظروف ونجحنا في ذلك، بمساعدة الجميع المخرج شحادة الدرابسة والمنتج المنفذ طارق ابو لغد والشركة المنتجة « تقارب».
زوجي كان له دور في ضبط ايقاع مزاجي وايضا اسرتي واهلي والاصدقاء والزملاء الصحفيون الذين كانوا يقدمون لي النصح والملاحظة والرأي بموضوعية. وكنا نأخذ بها ونستفيد من النقد البناء.
«معنا أحلى»
* ماذا عن طبيعة البرنامج وحساسيتك تجاهه؟
ـ من اسمه يظهر أن « رمضان معنا أحلى» يعني بالدرجة الاولى ادخال الفرحة الى قلوب وبيوت المشاهدين والمواطنين عن طريق تقديم الجوائز النقدية أكثر من سواها وكذلك السيارات والشقة وغيرها من الهدايا القيّمة.
كانت الزغاريد والفرحة تمتزج بمشاعري وهي تأتينا من بيوت الناس وكنت أشعر بفرح الناس. وبخاصة اننا نقدم لهم الجوائز باحترام وبما يحفظ كرامتهم. ولكن البرنامج مثل سواه من برامج المسابقات هناك من يفوز وهناك من لا يحالفه الحظ. هناك أسئلة تبدو او هي كذلك «صعبة» وهناك الاسئلة السهلة. تماما مثل كل المسابقات التي تبثها الفضائيات.
* الانتقادات التي وجهت لكم كانت حول « المساعدة « و « تمرير الاسئلة « والبذخ في الجوائز في ظل ظروف الناس العامة؟.
ـ نعم، حدث هذا . البرنامج لم يسلم من النقد وهو امر نتوقعه ونتقبله ولكن الحقيقة أننا لم نكن نمرر أسئلة ولا نسهل اجابات الا بما يظهر على الشاشة .
بعض الناس لا تعجبهم طريقتنا بينما يتقبلونها من برامج المسابقات الاخرى وبالرغم من ارتفاع فاتورة الهاتف هناك. فلماذا الرفض هنا والرضا هناك؟
البرامج الاخرى تقدم جوائز اكبر لاسباب تتعلق بها وبالرعاة وبالظروف التي يقدم بها البرنامج.
نحن هدفنا ليس طرح الاسئلة فقط بل اسعاد الناس وتحقيق احلامهم ومدهم بالمعلومة.
الاتصالات كانت تتم من خلال الكمبيوتر. وهناك لجنة رقابة مكونة من 4 اشخاص من ديوان المحاسبة والرقابة والدائرة التجارية وشركة تقارب. وبالتالي كان الكمبيوتر هو الذي يختار وهذا يظهر للمشاهدين على الشاشة ولا مجال للاخفاء او التلاعب. كما لا يظهر اسم الشخص ولا منطقته التي يتصل منها ولا المدينة ومعنا كان مراقبون داخل الاستوديو من أجل تسجيل الهدايا المقدمة للفائزين.
لقد عملنا ضمن شفافية عالية وكاملة.
نعم، كنت احرص على أن يفوز الناس دون تمييز وما المشكلة في ذلك؟ هذا هدف البرنامج. يهمنا كفريق العمل وكتلفزيون وشركة راعية ان يفرح الناس ويفوزوا وان تتحقق احلامهم. واستطعنا ان نحقق ذلك .
حظ
* إذن هو الحظ والنصيب؟
ـ نعم، تماما. وهي مسابقة والذي يفوز يمدح، وبعض الذين لا يكسبون يوجهون النقد القاسي.
* ما هي ابرز المواقف الصعبة او الطريفة او الغريبة التي واجهتك خلال تقديم البرنامج؟
ـ شكّل البرنامج ضغطا عليّ وكنت احيانا مطالبة بمشاركة الناس فرحتهم ومنهم من لا يجيد التعبير عن فرحته فكنت اسهم في ذلك وضمن اطار مقبول. ولكن الحرج كان حين كان يلح بعض المتصلين يريدون المساعدة او ان يطلبوا الفوز وهو ليس من مهمتي. أنا اقدم الاسئلة التي تظهر على الشاشة مع المرونة في طرح السؤال بما يوحي بالتسهيل على المتصل دون عملية « التغشيش». كما ان المخرج او اي من اعضاء الفريق يخبرني ان المتصل « نائم « أو غير ذلك فامسك نفسي عن الضحك.
اناقة
* لاحظنا اناقة ووقار في اللباس واشراقة في المظهر، من ساعدك على ذلك؟
ـ في البداية كنت ارتدي ملابس من تصميم ميرفت يمق وكان الهدف ملابس وقورة ومحتشمة وغير تقليدية. ثم وبعدها كانت الملابس من احدى المحال. وكنا نستقبل اراء الناس ونسعد بذلك. اما المكياج فكان لمركز حنين المتخصص بمكياج المذيعين والشعر كان بفضل هيفاء جميل. وكنا نرتدي ما يتناسب مع البرنامج الرمضاني واحدى المشاهدات اتصلت وقالت انها تنتظر ما ارتديه وتتابعه بفراغ الصبر.
* امور اخرى؟
ـ كان بعض المشاهدين يتساءلون عن موعد تناولنا للافطار. ومتى نعود الى بيوتنا. الحقيقة كنا نعود الساعة التاسعة مساء ولا نتناول خلال البرنامج سوى حبة تمر وكوب ماء واكتشفت ان ذلك مهم وصحي جدا.
كنت اشعر انني وسط عائلتي طيلة فترات تقديم البرنامج وكان يسعدني احساس الناس تجاهي.
* تعرضت والبرنامج لنقد قاس من قبل بعض الناس والمنابر الاعلامية، كيف واجهت ذلك؟
ـ كل برامج العالم تتعرض للنقد وانا ادرك ذلك. لكنني سامحت الجميع وعلى الهواء في الحلقة الاخيرة. لكن كانت هناك انتقادات غير حقيقية وغير منطقية وشخصية . من يعمل لا بد ان يقبل النقد ولكن التجريح امر مختلف. ومع ذلك سامحت الجميع فالهدف من البرنامج وصل.
وكنت بعد انتهاء البرنامج اعود الى اسرتي وأصلي التراويح واقرأ القرآن واستعد لليوم التالي .
بدايات
تقول أسيل عن بداياتها.. بأنها كانت مع مولد الفضائية الأردنية من خلال برنامج (ما يطلبه المشاهدون). ثم انتقلت إلى برنامج (مع المشاهد) الذي خصص للجاليات العربية المتواجدة في الأردن خصوصا الطلاب، ومنه إلى برنامج (عالهوا سوا) الذي قدمته مع المذيع والإعلامي الأردني ايمن الزيود.
وتعتبر خريشا بأن.. أهم نقلة بالنسبة لها في المهنة كانت من خلال برنامج (يسعد صباحك)، وهو البرنامج الذي بقيت فيه مدة ثلاث سنوات لا يمكن نسيان روعة تلك الأيام، ومن بعد يسعد صباحك تدرجت خطوة خطوة في هذه المهنة المتعبة الرائعة من البرامج البسيطة إلى الصعبة فالأكثر صعوبة.
وتضيف.. بالرغم من أن (يسعد صباحك) كان المحطة التي انطلقت منها.. إلا أن هناك برامج أخرى كان لها التأثير الكبير في مشواري، كبرنامج فارس العصر الذي كان يدور حول حياة الراحل الحسين بن طلال، وكنت أسافر أنا والمخرجة الكبيرة الراحلة فكتوريا عميش إلى العديد من الدول والتقينا العديد من الشخصيات في الوطن العربي من رؤساء وصحفيين وأدباء، منهم: الرئيس المصري محمد حسني مبارك، الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، والرئيس الراحل ياسر عرفات.
وتتابع.. كذلك عملي من خلال تقديم مهرجان دبي للتسوق، وكانت تجربة جميلة جدا تعرفت خلالها إلى العديد من الشخصيات المهمة، إلى جانب التعرف إلى أماكن رائعة متعددة.
وتتابع..بالإضافة لذلك.. كنت أقدم برنامج لقاء مع فنان حيث كنت ألتقي في كل مرة فنانا ونجما عربيا مشهورا، وعليه هناك العديد من المحطات المهمة التي أثرت في مشواري الإعلامي، مثل ليالي رمضان الذي استضفت من خلاله الكثير من نجوم المسلسلات التي كانت تعرض في ذلك الشهر الفضيل.
وتبرر الخريشا غيابها عن الشاشة قائلة.. غيابي لفترة محدودة كان بسبب زواجي وحملي ومن ثم الولادة والتفرغ لطفلي.. الذي يحتاج منذ لحظة ولادته إلى الرعاية والحنان حاله كحال كل الأطفال، وأنا بطبيعتي أحب الأطفال كثيرا، واجد أن من حق الطفل أن يحظى بحنان والديه، خاصة أن الانتقال إلى حياة جديدة تعتبر نقلة نوعية في حياة أي شخص، وبالتالي زواجي غير في حياتي، وجعل مسؤولياتي أكبر.
صفات
وعن صفات المذيعة الأردنية الناجحة تقول أسيل: أنا كمذيعة يجب أن يكون لدي إلمام بالموضوع الذي أقدمه كحد أدنى، فالثقافة مهمة جدا وتساعد المذيعة على سرعة البديهة وتصحيح الأخطاء التي تحدث أثناء البرنامج خصوصا إذا كان على الهواء.
وتضيف: ربما كانت المذيعة الأردنية تتصف بقليل من الجمود في مرحلة ما قبل الفضائيات، أما في مرحلة ما بعد الفضائيات فقد أصبح الشكل المطلوب للمذيعة هو أن تكون على طبيعتها وتبتعد عن التصنع والتقليد.. فالمذيعة الناجحة يجب ان تتمتع بكاريزما خاصة؛ لتكسب احترام وإعجاب الجمهور، وليست بحاجة للابتذال .
وعن رأيها بأن التلفزيون الأردني أصبح قادرا على صنع مذيعين نجوم تقول.. لقد أصبح الآن التلفزيون الأردني قادرا على صنع مذيعين نجوما، بفضل وجود الكفاءات من مذيعين ومخرجين وفنيين، والإدارة الجديدة التي بدأت بإحداث تغييرات بهذا الشأن، نتمنى أن تتحول خططها إلى واقع.
أسيل الخريشا: لم نمرر أسئلة وكان هدفنا إدخال الفرحة للناس
أخبار البلد -