بعث المنتخب الوطني لكرة القدم اشارات متباينة حول مستوى الجاهزية لتصفيات المونديال بعد تعادله مع نظيره التونسي (3/3) في المباراة الودية التي جرت الليلة قبل الماضية على ستاد عمان. وفي الوقت الذي اظهر فيه النشامى نجاعة هجومية مبشرة اثمرت اصابة الشباك التونسية في ثلاث مناسبات، الا ان حالة عدم الاستقرار في الجانب الدفاعي عكرت المشهد العام للقاء بعد ان عاد نسور قرطاج بالنتيجة وسط اخطاء نالت من صورة التماسك الدفاعي الذي اشتهر به المنتخب خلال الفترة الاخيرة.
وكانت المباراة بدأت بتكريم نجم المنتخب الوطني والفيصلي سابقاً عدنان عوض عبر حفل اعتزاله للعبة، حيث شارك المدافع الدولي في الدقائق الثلاث الاولى من اللقاء قبل ان يترك أرضية الملعب ويسلم قميصه الذي يحمل الرقم (5) الى المدافع محمد منير وسط تصفيق زملائه في الفريقين الى جانب كبار الحضور في المنصة الرسمية والجماهير المتواجدة، قبل ان يعلن الحكم السوري صفوان عثمان بداية اللقاء رسمياً.
مثل المنتخب: عامر شفيع، انس بني ياسين( حاتم عقل)، بشار بني ياسين، خليل بني عطية (سليمان السلمان)، باسم فتحي، بهاء عبد الرحمن، شادي ابو هشهش، عامر ذيب، عبدالله ذيب (سعيد مرجان)، حسن عبد الفتاح، احمد هايل (محمود شلباية).
مثل تونس: ايمن المثلوثي، سامح الدربالي (شاكر البرقاوي) ، فاتح الغربي، محمود بن صالح، عمار الجمل، شادي الهمامي، مجدي تراوي، عادل الشاذلي( اسكندر)، ايهاب المساكيني(امير العمراني) ، لمجد الشهودي، سلامة القصداوي (محمد سلامة).
قصة الأهداف
الأردن
د(20): هيأ هايل الكرة الى عبدالله على مشارف الجزاء التونسي، فسدد الاخير كرة قوية اختارت القائم الايسر للمرمى وارتدت نحو جسد الحارس المثلولي قبل ان تعاود طريقها الى المرمى.
د (47): ارسل ذيب كرة عرضية طار لها هايل وحولها برأسه الى المرمى لترطم بالعارضة وتتجاوز بعد ذلك خط المرمى.
د (53): قاد بهاء هجمة عكسية من منتصف الملعب حتى مشارف الجزاء التونسي، ليرسل بينية وجدت عبدالله الذي راوغ مدافع ثم سدد بقوة كرة حاول الحارس ابعادها لكنها استقرت على يمينه.
تونس
د(31): ركلة جزاء نفذها الجمل على يسار شفيع.
د (33): تسلم لمجد كرة في منتصف ملعب المنتخب قبل ان يسدد كرة قوية أخطأ شفيع في تقديرها بعد ان تجاوزت قبضته واستقرت على يساره.
د(80): ركلة جزاء نفذها الجمل بنجاج على يسار شفيع مجدداً.
شريط الفرص
الأردن
د (9): عكس ذيب كرة عرضية على رأس هايل الذي سددها بضعف بين يدي الحارس.
د (40): ضرب فتحي الدفاع التونسي بكرة عرضية وضعت حسن في مواجهة المرمى، لكن الاخير لم يحسن استقبال الكرة فذهبت للخارج.
د (77): ارسل ذيب بينية وضعت حسن في مواجهة المرمى، لكن الدفاع التونسي ابعد الكرة في اللحظة الاخيرة.
تونس
د (23): لنفرد لمجد بالمرمى، ثم حاول راوغ شفيع قبل ان ان يتدخل الدفاع ويبعد الكرة الى ركنية.
د (27): عاد لمجد بتسديدة قوية امسكها شفيع على دفتين.
د (88): تسديدة قوية من تراوي اوقفها شفيع.
قرار
د(30): تقدم بني عطية نحو الغربي ليبعد من امامه الكرة داخل الجزاء، لكنه اصاب المنافس بدلاً من الكرة ليحستب الحكم عثمان ركلة جزاء.
د(47): سدد هايل كرة رأسية ارتطمت بالعارضة وتابعت طريقها نحو خط المرمى قبل ان ترتد داخل الملعب، ليحستب الحكم هدفاً للمنتخب الوطني باعتبار تجاوز الكرة للخط وسط احتجاج المنتخب التونسي خاصة وان الحكم المساعد لم يشير برايته الى تجاوز الكرة.
د(80): تقدم أمير بالكرة من ميمنة المنتخب فتعرض للاعاقة من ابو هشهش، ثم تابع طريقه داخل الجزاء قبل ان يعيق عقل تقدمه فاحتسب الحكم ركلة جزاء.
الرسم التكتيكي
غلب على مجريات اللقاء الطابع الرسمي رغم ودية المناسبة في ظل الاندفاع البدني القوي بين الطرفين الى جانب سرعة نقل الكرة وصرامة الانضباط التكتيكي في منطقة العمليات.
وعلى عكس المتوقع، اظهر المنتخب جرأة هجومية منذ البداية رغم اعتماده على هايل وحيداً في الامام، حيث عمل الثلاثي حسن وذيب وعبدالله على مناورة الدفاع التونسي عبر التنويع بين الكرات العرضية والاختراق من العمق، في حين بدا المنافس نداً قوياً في الشق الهجومي على وجه التحديد بعد ان انتهج طريق الهجمات العكسية سلاحاً فعالاً لايقاف الامتداد الاردني نحو مرماه.
الثغرات الدفاعية واخطاء حارسي المرمى شكلت عاملاً مشتركاً بين الجانبين، الامر الذي عرج بالمباراة نحو تعزيز الاسناد الخلفي والتريث بالبناء الهجومي، ما منح الضيوف فرصة الاحتفاظ بالكرة بشكل اكبر، في حين قدم المنتخب بداية مثالية في الشوط الثاني منحته هدفين حولا التأخر بالنتيجة الى تقدم، لكن تواصل الاخطاء الدفاعية اعادت تونس الى المباراة بهدف كشف خلل التركيز الدفاعي مبكراً.
فنياً، بقي المنتخب محافظاً على شكله العام عبر اسلوب (4/5/1) وبتفصيل (4/2/3/1) مع اعطاء الواجبات الدفاعية حيزاً اكبر داخل الملعب، في حين سار المنتخب التونسي على نفس الخطة مع الاعتماد بشكل عام على التسديد البعيد والاختراق من العمق والذي اقلق كثيراً الدفاع الاردني واظهر هشاشة السد الخلفي في مناسبات عدة.
أفضل لاعب
عبدالله ذيب/ الاردن: قدم عبدالله مباراة مميزة في الشق الهجومي بعد ان تحرك كثيراً بدون كرة ونجح في اصابة المرمى التونسي مرتين عبر التسديد البعيد والاختراق من العمق، كما حافظ على دوره في الشق الدفاعي بعد ان ساهم بشكل فعال في تكسير الطلعات الهجومية للمنافس في مناسبات عدة.
رؤية فنية
عدنان حمد/ المنتخب الوطني: قدمنا مباراة جيدة وكنا اكثر جرأة في الجانب الهجومي كما تمنينا وسجلنا ثلاثة اهداف امام منتخب قوي، لكن بعض الاخطاء الدفاعية ساهمت في عودة المنتخب التونسي بالنتيجة، ما يتوجب علينا اصلاح الخلل الذي ظهر سريعاً وعبر المباراة الودية القادمة امام اندونيسيا، وعموماً استفدنا كثيراً من المباراة كما كنا نطمح.
واشار المدير الفني للمنتخب الى بعض السلوكيات السلبية التي ظهرت على لاعبي المنتخب خلال اللقاء، «سنتوقف طويلاً في هذا الجانب، ادرك ان الشد العصبي اثر على بعض اللاعبين خاصة وان المباراة اخذت طابعاً تنافسياً قوياً، لكنني اشدد على ضرورة التحلي بالهدوء والروح الرياضية وسنعمل على ذلك».
اسامة الطرابلسي/ تونس: اعجبني كثيراً المنتخب الاردني، واخص بالذكر الثلاثي هايل وعبدالله وحسن بعد ان اظهروا مهارات فنية عالية على الصعيد الفردي والجماعي، وبصورة عامة المنتخب الاردني مميز ويملك مقومات عدة تؤهله مواصلة التقدم والارتقاء، كما اننا حققنا الهدف المطلوب عبر الاحتكاك القوي وتحديد ملامح التشكيلة التي ستخوض مباراة مالاوي المقبلة في التصفيات الافريقية رغم الغيابات المؤثرة عن فريقنا، لكن المنتخب التونسي ظهر بصورة جيدة وحقق الفائدة.
واوضح الطرابلسي بان المنتخب الذي واجه النشامى حقق قبل اشهر قليلة لقب كأس افريقيا للمحليين، مشيراً الى انه المنتخب الاساسي رغم احتجاب بعض الاسماء التي ستلتحق قبل نهاية الشهر الجاري.