شنَ حزب الجبهة الأردنية الموحدة هجوماً مزدوجاً على قوى الشد العكسي وتيار الفساد في الأردن معتبراً أن قوى الشد قد نجحت تماما على مدى الأشهر الماضية في صياغة خطاب يصور وكان الدنيا " قمرة وربيع " وأن قابل الأيام ليس سوى مستقبل زاهر مليء بالأمل ، فيما حث الحزب على خلع تيار الفساد.
وقال الحزب في بيان صدر عنه الاربعاء " إننا ومن منطلق فهمنا الواقعي لما يجري ومن منطلق أن المجاملة لا تليق في مواطن المفاتحة والمصارحة نقول أن الأوضاع ليست على مايرام وأن الوضع مرتبك والمشهد ليس مطمئنا ، و تيار الفساد الذي تمكن من رقاب الوطن والعباد والذي صار له مناعة ضد كل شيء وعابرا للحكومات واللجان والتشكيلات بفضل مؤسسة الفساد التي تمكنت من مد جذورها عميقا فإن هذا التيار قد آن أوان خلعه من جذوره مهما كان الثمن ومهما كانت التضحيات".
وتابع " إننا في حزب الجبهة الأردنية الموحدة ، وحتى نسجل في كتاب التاريخ انتمائنا للأردن مرة أخرى بأحرف واضحة لا تقبل الشك والتأويل وحتى نسجل ولائنا للوطن وثوابته وقيادته ، وحتى لا يقال لنا " لماذا لم تقولوا " فها نحن نقول ، إن مؤسسة الفساد يجب ان تخلع من جذورها وإن التعاطي مع ملفات الفساد كان وما يزال منافقا مترددا خائفا مجاملا الى حد المهادنة او الإستسلام ، و نقول أن علينا أن نحشد حشدا من رجال الأردن لتشكيل حكومة تقود المرحلة التي هي بحاجة الى أصحاب الهمم العالية والوجوه الشريفة ، وإلى دماء جديدة ، ليس لهم ملفات فساد ولا عليهم تهم كومسيون او سرقات او عطاءات او شراكات أو قضايا في الخارج والداخل وايديهم لم تلغ في المال العام ولا في اراضي الدولة ولا في ارزاق شعبها ، حكومة قادرة على فهم وتنفيذ رؤى وتطلعات وتوجهات الملك التي تعكس رؤى وطموحات الشعب والتي لو اخذت بعين الإعتبار لما كنا حيث نحن الآن".
وحذر من نفاد صبر المواطنين على الفساد حيث قال الحزب " نقول أن اليوم أولى من غد في التنفيذ وأن كل يوم يمر من نعيم الفاسدين هو يوم ينقص من صبر الشعب وسكوته ، والذين لا يريدوننا ان نقول ذلك او نتكلم بهذه اللهجة إنما هم لا يفهمون فقه الأوطان ولا يستوعبون كرامة الشعوب ولا يفهمون الا الكومسيون والمال الحرام أما نحن اليوم فكالأم التي تنازعت في ابنها مع أم مدعية فما أن طلب القاضي أن يقطعه نصفين ليعطي كل ام نصفه حتى تنازلت الأم الحقيقية للأم المدعية و قلبها ينفطر لضياع ابنها حيا على أن تأخذ نصفه ميتا".
وتساءل " هل استوعب الفاسدون القصة ، لقد ترككم الشعب تسرقون الوطن كله سنوات طويلة حتى استعصيتم علينا وعلى جلالة الملك الذي مافتيء يقول حاربوا الفساد حتى وصل به الأمر أن يقول " حاربوا الفساد ولو كان عندي في الديوان " في رسالة لهم ، واليوم نحن نقف وراء القيادة في الإصلاح ونطالب بكل قوة وبلسان عربي فصيح أن الأمور ماعادت لتستقر وتستوي وهي على ماهي عليه".
وفي الشأن العربي قال الحزب " بعيدا عن التفاصيل والتحليل السياسي والمناكفة فإن ما يحصل في العالم العربي بركان ولن يتوقف حتى تختفي المحرضات التي تنفخ في اواره و تدفع الى اعالي السماء بلهيبه وناره ، وما حصل ويحصل حتى الساعة لا يجب ان نمر عليه دون أن نفهم أبعاده ، فبينما ثلاثة زعماء ولأول مرة في تاريخ منطقة سايكس بيكو يعانون السجن والهرب والحريق وأخرون يكابرون وهم يقاتلون شعوبهم في الرمق الأخير لا يبدو أن بعض من البقية الباقية من الحكام العرب تقرأ المشهد السياسي قراءة صحيحة ولا تريد أحد أن يسلك ولا حتى أن يستسيغ فكرة أن هناك ثورة شعبية عربية ، ويخرج كتاب وشيوخ ومنظري الدعسة السريعة ليبرروا كل شيء ويجدوا للحاكم لكل سؤال جواب يرضيه ويطرب مسامعه ، والأمر ليس هكذا".
وأضاف الحزب الذي يترأس أمانته الوزير الاسبق امجد المجالي " إن الإفراط في توكيد المشاعر الشعبية وغليان الجماهير واكتظاظ الشوارع العربية بمظاهر الإحتجاج والمطالبة بالعدالة والتغيير هو شيء منطقي ، كان متوقعا وكنا أشرنا اليه وأشار اليه عقلاء أخرون كثيرون ، ونحن لانجد غضاضة أبدا في التأكيد على أن غلو المشاعر الشعبية العربية وبعض ملامح التطرف في الطرح الفكري والتكرار اللفظي شيء مفهوم تماما ، لأن ستين أو سبعين سنة من القهر والظلم والفساد والهزائم والوعود الكاذبة كانت كافية لتراكم كما هائلا من القهر والظلم والغضب الذي كان لا بد أن ينفجر ، وقد انفجر".
وتساءل " هل تستثمر بعض القوى العظمى هذه الثورات لجني أرباح ومصالح لها ، بالتأكيد هذا يحصل ، ورغم أن الثورات شعبية ، عربية ، نظيفة ، شريفة طاهرة ، الا أن منطق الأشياء يفرض ان يحاول كل طرف ان يستفيد من هبوب رياح التغيير الشعبية العربية هذه الا أننا نجد نكوصاً لدى النظام الرسمي العربي الذي لا يريد أن يستفيد من شيء ولا يريد حتى أن يقر بأن هناك شيء ما يحدث ، غير أن التمنيات شيء والواقع شيء آخر ، والواقع يقول ان التغيير لن يتوقف قبل أن يستكمل دورته تماما ، وما وجود زعيم عربي في قفص الإتهام وقد كان يوم امس من أركان الأمر والنهي في الإقليم ومن أعظم حلفاء الغرب واسرائيل الا رسالة واضحة من جملة رسائل كثيرة تبعث بها جهات الإختصاص الى من يهمه الأمر ، غير أن من يهمهم الأمر لا يقرؤون ولا يكتبون ولا يكترثون بالرسائل".