عصام مبيضين
يعيش كثير من المواطنين في بعض محافظات الجنوب في رعب شديد؛ نتيجة استمرار هجوم حيوانات مفترسة من ذئاب وضباع على مناطقهم، التي قامت أخيرا بافتراس طفلتين، ومهاجمة رجل مسن وتهشيم أنفه، وهاجمت في منطقة الربة وأم حماط وجدعا في الكرك والحسا والطفيلة، وأخيرا هاجمت أحد الرعاة أمس الأول.
وقال خالد محادين من منطقة الأغوار الجنوبية إن هذه الحيوانات المفترسة تحمل خاتما نحاسيا وأرقاما عبرية معلقة، حيث تم اكتشاف ذلك بعد اصطياد أحدها.
وقال محادين إن الاعتقاد السائد أن هذه الحيوانات تأتي من محمية في "إسرائيل" في منطقة حدودية، كما هي الحال بالنسبة للخنازير البرية، فخلال السنوات الأخيرة لوحظ في المناطق الحدودية حيوانات مفترسة منها الخنازير البرية التي عاثت فسادا في المزارع والبساتين في المناطق الشمالية والجنوبية من المملكة.
وبين محادين أن الحيوانات تنتشر في مناطق السمار والمزرعة والصافي واللسان وغيرها، وأن الأهالي أصبحوا يغلقون أبواب منازلهم في الليل مبكرا خوفا من مهاجمتهم، بينما من يقطنون في بيوت الشعر بدوا بوضع أسيجة حديدية في محيط البيت بارتفاع مترين.
مواطنون آخرون أكدوا أن حيوانات مفترسة لا زالت تهاجم الأفراد والسيارات في منطقة السمارة واللسان في الأغوار الجنوبية، بأعداد كبيرة، وأنهم أصيبوا بالذهول من منظر حيوان مفترس غريب الشكل ومثير للرعب، بدا الصوف غازيا جسمه كصوف الخراف، ورأسه كرأس الذئب، ومخالبه مخالب نمر، لم يشاهد مثله السكان أبدا.
اشتيوى الجعارات قال إنه يعتقد أن هذه الحيوانات هي تزاوج بين كلاب وذئاب، حجمها يفوق الضباع والذئاب، وبين أن متصرف الأغوار الجنوبية قام بترحيل المواطنين إلى مناطق آمنة، وسط انتشار لدوريات من الأمن والجيش وقناصين ليلا للتعامل مع هذه الوحوش، وتم الاتفاق مع صيادين من المنطقة وتأمينهم ببنادق صيد؛ للقضاء على الحيوانات المفترسة.
إلى ذلك، قال مختص في وزارة الزراعة إن هذه الحيوانات مهجنة، ويعتقد أنها من أحد المختبرات الإسرائيلية، وتم إطلاق هذا النوع من الحيوانات في السهول القريبة من الأردن المحاذية لمناطق الجنوب، بينما كانت تعيش في إحدى المحميات الكبيرة على منطقة حدودية مع مناطق الأغوار الجنوبية.
وقال إن ظاهرة الضباع في مطلع الصيف تكاد تكون طبيعية، لكن ما هو غير طبيعي هو قيامها بمهاجمة القرى المأهولة رغم وجود أضواء الشوارع والمنازل؛ حيث إنه معروف عن الضباع أنها لا تقترب من الأضواء والمناطق المأهولة.
إلى ذلك، أطلقت عدة بلديات في محافظة الكرك حملات واسعة، وتم الاتفاق مع صيادين من المنطقة وتأمينهم ببنادق صيد؛ للقضاء على الحيوانات المفترسة، التي شكا منها أهالي اللواء، ونجحت إحدى هذه الفرق في قتل أحد الحيوانات المفترسة في منطقة خالية بين منطقتي القصر والربة، وآخر في قرية دمنة، وضبع في منطقة الأغوار.
مدير الجمعية الملكية لحماية الطبيعية مهدي قطرميز قال لـ"السبيل" إن فرق الصيد من الجمعية منتشرة في الأغوار الجنوبية، حيث اصطادت كلبا مسعورا يشتبه بأنه الحيوان الذي افترس الطفلتين في الأغوار الجنوبية.
وأشار إلى أنه يتم الآن فحص الحمض النووي للحيوان؛ للتأكد من مسؤوليته عن افتراس الطفلتين، بعد أخذ عينات بعثت إلى المختبرات الجنائية في مديرية الأمن العام، بانتظار النتائج؛ للتأكد من وجود بقايا حمض الطفلتين.
وأضاف قطرميز أن هناك فرقا موجودة في مناطق الأغوار منذ عشرة أيام، وتتضمن مختصين وقناصة.
وعن الشهادات الأولية حول هذه الظاهرة يقول إنها لعدد من الكلاب المسعورة والذئاب؛ بسبب عدم وجود طرائد متوفرة في المنطقة، وفي المقابل مكبات النفايات الكبيرة تساعد على جذبها، خاصة أن هذه الحيوانات تسير مسافة 60 كيلومترا للبحث عن طعام وفريسة.
وحول وجود أساور لدى بعض الحيوانات التي تم اصطيادها، قال إن هذه الأساور هي أجهزة تتبع تضعها الدول القادرة لمتابعة أنشطة الحيوانات والمسافات التي تقطعها؛ من أجل الدراسات العلمية، ومن المحتمل أن يكون مصدر هذا الحيوان "إسرائيل".
بيد أن مستشار وزير الزراعة الطبيب البيطري الدكتور ناصر الحوامدة يعتقد أن الحيوانات المذكورة في مناطق الجنوب من ضباع وذئاب هي معمرة وكبرت في السن وغير قادرة على صيد الغزلان والطرائد الأخرى، فتلجأ إلى صيد ما هو أسهل من الأغنام والأطفال الصغار.