اخبار البلد _ أكثر من رسالة وإشارة سياسية صدرت مؤخرا في عمان لتؤكد بأن العتب الأردني على السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس لم يصل لمرحلة الموافقة على نشاطات إعلامية او سياسية كان ينوي تنفيذها عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد دحلان انطلاقا من عمان.
وقبل أيام كانت مسألة دحلان وزياراته المتكررة لعمان محورا لاتصالات هاتفية وسياسية بين مسؤولين في الحكومة الأردنية واخرين في السلطة الفلسطينية حيث تعمدت الإذاعة الإسرائيلية تسريب خبر تشير فيه إلى أن دحلان غادر الضفة الغربية وهو في حالة غضب شديد، متوعدا بأن يبدأ حملة حقيقية ضد الرئيس عباس من الأردن.
ويبدو ان دحلان قال ذلك بانفعال بعد ساعات فقط من مداهمة منزله ومحاصرته والقبض على جميع حراسه ومرافقيه، فغادر رام الله غاضبا فورا وتوجه لعمان وأجرى اتصالا هاتفيا واحدا فيما يبدو مع صديق أردني متنفذ على أمل الإبلاغ عن رغبته بالإقامة في عمان نهائيا.
في هذه الأثناء كانت شخصيات أردنية بارزة تشارك جبريل الرجوب والشعب الفلسطيني فرحة مباراة دولية بكرة القدم أقيمت في ملعب الرام بين فلسطين وتايلند وبين هذه الشخصيات عمدة العاصمة الأردنية عمان سابقا نضال الحديد والنائب الشهير في البرلمان الأردني خليل عطية.
لكن الحكومة الأردنية كانت تلتقط إشارات التوتر الجديد بين عباس ودحلان بحرص واهتمام فقد تلقى مقربون من دحلان اتصالات هاتفية تؤكد بأن الحكومة الأردنية لن تسمح لدحلان أو لغيره بالإساءة للرئيس عباس انطلاقا من الأرض الأردنية.
وفيما كانت أطراف مقربة من عباس تضغط بشدة على حكومة عمان لزيادة جرعة التأكيدات الأردنية ردا على تسريبات الصحافة الإسرائيلية تطور الأمر أردنيا ووصل إلى الحد الأقصى، فقد تلقى دحلان شخصيا بعد عبوره الجسر إلى عمان اتصالا هاتفيا من مسؤول أمني كبير في الأردن كان مضمونه 'نرحب بك ضيفا صامتا للغاية في بلادنا'.
وصيغة الضيف الصامت هنا واضحة، فالمطلوب تجنب أي تصريحات سياسية أو إعلامية او نشاطات ذات طابع سياسي ضد سلطة رام الله وتحظر اللقاءات الصحافية وإصدار البيانات في عمان.. طبعا هذه صيغة لا تناسب دحلان فغادر عمان خلال ساعات إلى القاهرة.
وكانت عمان قد اعتادت على ظهور سياسي وإعلامي لدحلان بين الحين والاخر، فقد ظهر في عدة مناسبات اجتماعية ومآدب واجتماعات برفقة مديرالمخابرات الأردني الأسبق الجنرال محمد الذهبي، كما حضر عدة دعوات وأصدر بعض البيانات في عمان.
والمعروف ان دحلان يفضل التقاء الصحافيين في عمان، ويدعم عن بعد إثنين من أعضاء مجلس النواب الأردني، ولديه بعض الأصدقاء النافذين ماليا مما يوحي بأنه أسس قاعدة حلفاء متماسكة في العاصمة الأردنية.
لكن انطباع الأردنيين أن مداهمة منزل دحلان ومصادرة الأسلحة من داخله واعتقال حراسه جميعا خطوات تعني بأن الرئيس عباس مصر على المعركة مع دحلان وقد يصل معه إلى أقصى مدى وهي معركة لا تعتبر عمان نفسها طرفا فيها بأي حال من الأحوال، الأمر الذي دفعها للترحيب بإقامة دحلان كضيف صامت فقط.
مسؤول أردني كبير لدحلان: نرحب بك ضيفا او عابرا صامتا فقط
أخبار البلد -