دعا الأستاذ الدكتور عدنان بدران رئيس جامعة البترا صانعي القرار إلى وضع سياسات وبرامج قادرة على استثمار صفات الإبداع والتجديد لدى الشباب، مشيرًا إلى وجود صراع أفكار بين جيل الماضي والحاضر لمجابهة تحديات المستقبل والعولمة في القرية الكونية.
وقال أ.د رئيس الجامعة خلال محاضرة استضافتها لجنة حوار البترا بعنوان "الشباب والإصلاح" أنه "مع انتقال الأجيال من الثورة الصناعية إلى ثورة المعرفة وتكنولوجيا المعلومات، فإن التغيير في منهجية التفكير والتحليل أدى إلى بناء مدرسة تعليمية جديدة خرجت عن التقليد في الحفظ والتلقين والتكرار، مما أدى إلى بناء جيل التغيير الذي يتمتع بذكاء استنتاجي وتحليلي وفكر خلاق يقود إلى الإبداع والابتكار والوصول إلى المجهول".
وأضاف :"علينا نحن الآباء، أن نفهم أن الشباب يعيشون في بيئة مغايرة وفي زمان ومكان مغاير، ينطلقون إلى آفاق أرحب وأوسع، وإلى مبادرات ومعارف تختلف عما عهدناه نحن، وتعودنا عليه"، مضيفًا نحن نعيش في عالم متغير يتجدد باستمرار، فالحداثة سائرة والعلوم والتكنولوجيا تعمق الفجوة بين الماضي والحاضر والمستقبل".
واعتبر رئيس الجامعة أنه "لا بد من تحفيز الشباب للقيام بدور أساسي في مجتمعاتهم المعاصرة"، قائلا "علينا فهم شباب اليوم بكافة الأبعاد الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والنفسية، وأن ندرك التمايزات المتنوعة لكل مرحلة عمرية داخل فئة الشباب ككل".
وبين أ.د بدران إن "إشراك الشباب في مسيرة التغيير ستؤدي حتماً إلى شراكة فاعلة لتطوير مؤسسي للديمقراطية والشفافية وإغلاق منابع الفساد، وترسيخ مبادئ حقوق الإنسان والمواطنة والحريات المسؤولة، كما يعزز رفاه الشباب ونموه ومشاركته في صنع القرار".
موضحا أن "ظروف البيئة الشبابية في يومنا هذا تختلف عن ظروف الشباب الجامعي في بيئة الأمس"، وأن اتصال الشباب الدائم بما يحدث محلياً وعالميًا عن طريق شبكات المعلومات والفضائيات، يجعله عاملاً يتأثر ويؤثر على المجتمع، لذا فالفجوة ليست صراع أجيال، بل هي صراع أفكار بين ظروف بيئية لجيلين عاشا في ثقافة وقيم ومتغيرات معرفية وتكنولوجية متفاوتة".
وفي نهاية المحاضرة أجاب أ.د رئيس الجامعة على استفسارات الطلبة ومداخلاتهم حول مختلف القضايا والأمور .
وحضر المحاضرة أ.د مروان مولا نائب رئيس الجامعة، عميد البحث العلمي وعمداء الكليات، وجمع كبير من طلبة الجامعة .