قالت مصادر تعمل في مجال الإغاثة الإنسانية إن الأمم المتحدة تعتزم اليوم الأربعاء إعلان وجود مجاعة في مناطق بجنوب الصومال الذي يعاني من موجة جفاف حادة أدت إلى نزوح مئات الآلاف من الأطفال والنساء والمسنين بحثا عن الطعام والماء بينما يعمق استمرار الاقتتال الداخلي من تداعيات الأزمة، فقد قال مسؤولو المعونات الإنسانية إن منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الصومال مارك بودين سيعلن "اليوم في نيروبي (العاصمة الكينية) قرار وجود مجاعة في مناطق بجنوب الصومال بناء على معلومات جديدة من وحدة تحليلات الأمن الغذائي والتغذية الخاصة بالصومال"، في السياق، صرح عامل إغاثة بجنيف لوكالة رويترز بأن "المجاعة ستعلن في مناطق عديدة بجنوب الصومال"، وهو ما أكدته للوكالة مصادر أخرى
.وفي وصفها لحجم الكارثة الإنسانية، قالت الأمم المتحدة إن "ما يزيد على عشرة ملايين شخص تضرروا
ويحتاجون لمساعدة طارئة بينهم 2.85 مليون في الصومال، حيث يعاني طفل من بين كل ثلاثة أطفال من سوء التغذية"، كما أفادت بأن حوالي 4000 شخص يفرون من الصومال كل يوم هربا من العنف والجوع، وعلق المسؤول عن منطقة القرن الأفريقي بـمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين رؤوف مازو من جنيف على الواقع الصومالي بالقول "نرى مزيجا خطيرا من الجفاف والعنف.
معدل الوفاة
وأضاف مازو أن "الكثيرين ممن يغادرون البلاد يعانون من الضعف الشديد، لذلك فإن معدل الوفاة في مخيم دولو أدو للاجئين التابع للأمم المتحدة في إثيوبيا أعلى عدة مرات من معدل الوفاة في مخيمات الأمم المتحدة الأخرى في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وتابع أن "هؤلاء الناس يحتاجون إلى مكان يلجؤون إليه بجانب المواد الغذائية والمساعدات الطبية"، مشيرا إلى أن "إثيوبيا وكينيا أبقتا حدودهما مفتوحة"، من جانبه، قال المسؤول عن قسم الصحة في المفوضية بول شبيغل إنه أصيب بصدمة قوية بسبب ما رآه في المنطقة، مؤكدا أن "الوضع في مخيم دولو أدو خطير للغاية، وأوضح أن حوالي 100 ألف لاجئ معظمهم من الصومال يعيشون هناك، وأن أكثر من نصف عدد الأطفال يعانون من سوء التغذية، وقالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين أمس الثلاثاء إنها تسعى للحصول على مزيد من الضمانات الأمنية من المسلحين في الصومال من أجل إيصال كميات أكبر من المساعدات ومنع تحول مزيد من الصوماليين إلى وضعية لاجئين
.عون عربي
وأمام هذه الأزمة الإنسانية، قررت جامعة الدول العربية رصد مبالغ مالية فورية من حساب الأمانة العامة من أجل تقديم مواد إغاثة طبية وغذائية على المتأثرين بالجفاف بالصومال، وقال الأمين العام للجامعة نبيل العربي، في بيان أصدره أمس الثلاثاء، أنه سيجري توزيع هذه المبالغ في الأيام القادمة من خلال بعثتي الجامعة العربية بالعاصمة الصومالية مقديشو والعاصمة الكينية نيروبي وبالتنسيق مع الهيئات الدولية المعنية، وقال العربي إن الأمر أصبح يستدعي تدخلا إغاثيا دوليا عاجلا للتخفيف من آثار هذه الكارثة الإنسانية داعيا كل الأطراف الصومالية المعنية بتسهيل توصيل المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها دون أي إعاقة أو تأخير
القرن الأفريقي
وغير بعيد عن الصومال، طلبت الولايات المتحدة من إريتريا الكشف عن مدى معاناتها من الجفاف الذي يضرب القرن الأفريقي، وقالت مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون الأفريقية جوني كارسون إن بلادها تشتبه بان إريتريا تعاني من الجفاف الذي أدى إلى مجاعة في الدول المجاورة مثل الصومال، وأضافت أن "إريتريا بلد مغلق ومتكتم وحكومته لا تميل إلى تقاسم المعطيات والمعلومات المتعلقة بنقص المواد الغذائية والجفاف، وأضافت "نحث الحكومة الإريترية على التعاون مع وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى من أجل حل مشكلة الجوع والنقص في المواد الغذائية في هذا البلد.