زاد صمت حكومي في الكشف عن حقيقة مقتل مدير نادي القوة الجوية الرياضي العراقي وزوجته واطفاله الثلاثة من غموض الحادث المروع الذي اختلفت الروايات حوله بين الانتحار وقتل مجموعة مسلحة مجهولة لافراد العائلة الخمسة.
فبعد أن اعلنت الهيئة الادارية لنادي القوة الجوية العراقي مساء امس عن اغتيال مدير النادي، العقيد بشير فاضل الحمداني، برصاص مسلحين في بغداد ومقتل زوجته وأطفاله الثلاثة من قبل "فئة ضالة" لم تسمِها داخل منزلهم في حي المنصور الراقي، فقد اختلفت الروايات حول حقيقة الحادث الذي روع العراقيين واثار تعليقات شتى على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث اتهم ناشطون مليشيا عصائب أهل الحق بإرتكاب الجريمة.
وقال مصدر أمني إن مسلحين مجهولين اغتالوا مدير نادي القوة الجوية الرياضي العقيد بشير فاضل الحمداني وجميع أفراد أسرته داخل منزلهم . واوضح أن مسلحين مجهولين اقتحموا منزل الحمداني وأطلقوا النار على جميع من في المنزل. واشار الى ان الحادث أسفر عن مقتل الحمداني وجميع أفراد أسرته، وهم زوجته وأطفاله الثلاثة.
ومن جهته، أكد نادي القوة الجوية في بيان مقتل الحمداني وأفراد أسرته دون تقديم المزيد من التفاصيل، لكنه اوضح أن السلطات الأمنية فتحت تحقيقاً في الحادث.
واثر ذلك كشف مصدر عراقي عن رواية مختلفة للحادث، حيث اشار الى ان قوة من شرطة النجدة توجهت الى مكان الحادث في منطقة المنصور وبعد تطويق المكان والدخول الى المنزل اتضح ان هناك حالة قتل فتم تطويق مكان الجريمة ووصول عناصر جهاز الادلة الجنائية حيث تم تفتيش المنزل لمعرفة صاحبه، فاتضح انه الحمداني من مواليد عام 1974 .
![]() |
الحمداني قتيلا |
وأضاف المصدر أن تقرير الادلة الجنائية أفاد بأن العقيد قام بقتل زوجته المدعوة هبة بثلاث رصاصات استقرت في منطقة الصدر وبعدها قام بقتل ولديه ياسر ويوسف برصاصة لكل منهما، وبعدها قام بقتل ابنته ايلين، ثم اطلق النار على نفسه، ما اسفر عن مقتلهم في الحال كما نقلت عنه وكالات محلية اطلعت عليها "إيلاف". واشار الى ان الحمداني ترك المسدس بجانبه، وهو يحمل بصماته وفيه اربع طلقات نارية باقية لم تطلق بينما تم رفع الجثث ونقلها الى دائرة الطب العدلي .
وكان الحمداني قد اشتكى مؤخرًا من تدخل مجموعات مسلحة لم يسمِها في شؤون النادي الذي يديره من دون الكشف عن اسماء هذه المجموعات او اي تفاصيل أخرى تتعلق بهذا التدخل.
والاثنين الماضي، اتهم مرصد عراقي حقوقي مستقل السلطات العراقية بعدم الاكتراث في اتخاذ اجراءات رادعة ضد قوات امنية ومسلحين مجهولين قاموا بقتل مدنيين في بغداد والانبار داعيًا الى تحقيقات في جميع الجرائم المرتكبة وتقديم الجناة لمحاكمات عادلة انطلاقًا من مسؤوليتها عن ضمان وحفظ امن وسلامة المواطنين.
وقال المرصد العراقي لحقوق الانسان في تقرير إن حالات قتل وإعتداءات على المدنيين إرتكبتها القوات الامنية وعناصر مسلحة مجهولة، دون أن تقوم الحكومة بإجراءات تردع تلك المُمارسات التي تسببت بمقتل عدد من المدنيين في أقل من إسبوع.
يذكر ان العاصمة العراقية ومدناً أخرى تشهد بشكل متواصل عمليات قتل واختطاف تستهدف مدنيين وناشطين في ظاهرة تثير مخاوف السكان الذين يعبرون عن استيائهم بسبب عدم القبض على الجناة في معظم هذه الحوادث أو مواجهة تزايد عمليات حمل السلاح خارج نطاق الدولة ومؤسساتها العسكرية من مجموعات مليشياوية منفلتة.