أخبار البلد- قالت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبرية، إن السفير الإسرائيلي لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، شاما كوهين، توصل إلى تفاهم مع سفير من دولة عربية "لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل"، على أن يصوت ضد القرار الذي ناقشته لجنة الميراث في منظمة (اليونسكو)، يوم الجمعة في كاركوف في بولندا، حول طلب الفلسطينيين تسجيل الحرم الإبراهيمي ومدينة الخليل كمواقع ميراث عالمي فلسطيني.
ووفقًا لمزاعم (يديعوت)، فقد اشترط السفير العربي ذلك بإجراء تصويت سري تمامًا، لكنه تراجع عندما تبين له بأن التصويت لن يتم وراء ستارة، وإنما علنيًا، وبعث برسالة إلى كوهين كتب فيها: "يصعب القول أن التصويت كان سريًا، لم يكن أمامي أي مفر". ليرد عليه السفير الإسرائيلي قائلًا: "أعرف يا صديقي، بالنسبة لي سأعتبر الأمر، وكأنك فعلت ذلك".
وذكرت الصحيفة الإسرائيلية: "بما أن التصويت لو كان سريًا، فانه ليس معروفاً كيف صوتت كل دولة، ومن الواضح أنه بالإضافة إلى السفير العربي، فقد تراجعت دولة أخرى من الدول الخمس عن الاتفاق مع إسرائيل، وامتنعت عن التصويت".
وحاولت إسرائيل منع الهزيمة من خلال اتفاق سفيرها في (اليونسكو) كرمل شاما هكوهين، مع الرئيس البولندي للجنة على إجراء تصويت سري وراء ستارة.
ووصلت إسرائيل إلى هذه المعركة وفي حوزتها وعود من خمس دول بالتصويت ضد القرار: بولندا، كرواتيا، جمايكا، بوركينا فاسو، والدولة العربية التي اشترط سفيرها أن يكون التصويت سريًا كي يصوت ضد القرار، لكنه بدلاً من الستارة، اتضح خلال التصويت أن المقصود كتابة بطاقات على طاولة النقاش ووضعها داخل صندوق، ما يعني أن التصويت كان علنياً أمام الكاميرات الكثيرة التي تواجدت في المكان، وفق مصادر أخرى.
يشار إلى أن المصادقة على القرار كانت بغالبية 12 دولة، مقابل معارضة 3 دول وامتناع 6 دول، ويعتبر هذا القرار الثاني الذي تتخذه (اليونسكو) ضد إسرائيل في أسبوع واحد، فقد صوتت في الأسبوع الماضي على قرار يلغي الاعتراف بسيادة إسرائيل على القدس.
ويعتبر القرار المتعلق بالخليل والحرم الإبراهيمي إشكالياً بالنسبة لإسرائيل، فبالإضافة إلى الترسيخ في الوعي العالمي بأن الموقع هو أثر فلسطيني، سيتم فرض قيود على إسرائيل في كل ما يتعلق بأعمال البناء والصيانة والتطوير، وصولاً إلى اعتبار كل نشاط تقوم به إسرائيل في المكان، وحتى وضع حاجز للفحص، بمثابة ذريعة لتقديم شكوى ضدها بتهمة المس بموقع ميراث عالمي.
يشار إلى أن تركيبة لجنة الميراث في (اليونسكو) تمثل "إشكالية" لإسرائيل، فهي تضم سبع دول إسلامية ودولاً أخرى تصوت بشكل دائم ضد إسرائيل، كفيتنام وكوبا، وهناك سبب آخر عمل في غير صالح إسرائيل، وهو رفض إسرائيل السماح للجنة المهنية في (اليونسكو)، (ايكوموس) بزيارة الخليل.