صحيفة لوس انجلوس تايمز هي ثالث صحيفة يومية أميركية في الأهمية بعـد نيويورك تايمز وواشنطن بوست. وقد نشـرت مؤخراً تقريراً لمندوبها في المنطقة يدّعي أن الأردن واقع تحت الضغط الخارجي من مصدرين بخصوص عملية الإصلاح السياسي والتحول الديمقراطي، هما أميركا والسـعودية.
تقول الصحيفـة أن أميركا تضغط على الأردن باتجاه الإسـراع في الإصلاح السياسي، تطبيقاً لمبدأ أن العـدو الحقيقي لأميركا هو الإرهاب الدولي، الذي لا ينشـأ ويترعرع إلا في ظل أنظمة الاستبداد والفسـاد، فالديمقراطية العربيـة من هذه الناحية مصلحة أمنية أميركية.
وتضيف الصحيفة أن المملكة العربية السـعودية تضغط على الأردن لمنع الإصلاح السياسـي لأن من شأنه إحـراج أنظمة الخليج، وأنها حوّلت للأردن 400 مليون دولار كدفعة بالحساب لإعطاء ضغطها قوة إضافية.
لا يخلو تقرير الصحيفة الأميركية من الذكاء، فإذا لم يكن متفقاً مع الوقائع، فإنه لا يخلو من المنطق، وبالتالي فهو يمثل توقعات وليس معلومات.
وهنا نلاحظ أيضاً أن أميركا والسـعودية هما بالفعـل الدولتان القادرتان على الضغط على الأردن، لأنهما المصدران الرئيسيان للدعم المالي الذي يشـكل ضرورة قصوى في الأردن بالنظر لأوضاعـه المالية التي تشـكو من العجز وارتفاع المديونية.
تقرير الصحيفة الأميركية لم يتطرق إلى جوانب أخرى من الصورة الكلية، فماذا عن الضغوط الداخليـة باتجاه الإصلاح التي تحظـى بدعـم الملك، وهي أقـوى وأهم من أية ضغوط خارجيـة، خاصة إذا كانت الضغوط الخارجية تأخذ اتجاهين متعاكسين بحيث يلغي أحدهما الآخر.
وماذا عن مصلحـة إسرائيل التي تهـم أميركا، ويقلقهـا الربيع العربي لأنها تعـرف أن التعامل مع الأنظمة العربية الحاكمة أفضل من التعامل مع الرأي العام الشـعبي (مصر مثالاً).
ُيضعف مصداقيـة تقرير لوس انجلوس تايمز أن سـلوك أميركا تاريخياً لا يدل على أنها حريصة جـداً على الديمقراطية والحرية في العالم العربي إلا على الصعيد الإعلامي، أما السـعودية فلا يحرجها نظام برلماني ديمقراطـي في بلد عربي مجاور بدليل تعايشها مع الكويت والبحرين.
الدعم المالي الأميركي والسـعودي يخـدم مصلحة الأردن، ولكنه يخـدم أيضاً مصلحة أميركا والسـعودية، ولذلك فهو مرشح للاستمرار بصرف النظر عن المسار الذي يأخذه الإصلاح السياسـي في الأردن، والذي يبـدو أنه على الطريق الصحيح.
د.فهد الفانك يكتب : من يضغط على الأردن؟
أخبار البلد -