نشر نشطاء سوريون على "اليوتيوب" فيديو يظهر عنصرين إيرانيين ناطقين بالعربية يعترفان بأن الأمن العسكري الإيراني أرسلهما ضمن مهمة المشاركة في قمع المعارضين للنظام السوري.
ويرجع تاريخ نشر الفيديو إلى الاحد الماضي، ويشير العنوان إلى اعتقال "العنصرين الأمنيين الإيرانيين" في وقت سابق من هذا الشهر بمدينة حماة السورية التي تتواصل فيها المظاهرات المناوئة للنظام السوري، ويعترف الشخصان اللذان يبدو أنهما في قبضة المحتجين السوريين بأن الأمن العسكري أرسلهما، ويؤكدان قدومهما من إيران.
وليست هذه المرة الأولى التي تتحدث أوساط المعارضة السورية عن مساعدة النظام الإيراني وحزب الله اللبناني لحليفهما في دمشق، كما سبق أن كشفت تقارير استخبارية بريطانية عن استعانة قوى الأمن السورية بعناصر من حزب الله اللبناني وتلقيها المشورة والمعدات من طهران، حسب ما جاء في صحيفة "ديلي تلغراف" في عددها الصادر يوم الاثنين 6 يونيو/حزيران عن مصادر بارزة بوزارة الخارجية البريطانية تأكيدها أن هناك معلومات موثوقة بأن طهران تقدم معدات مكافحة الشغب وتدريبات شبه عسكرية لقوات الأمن السورية.
وكان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ وصف السلوك الإيراني بأنه يمثل "تناقضاً صارخاً لإرادة الشعب السوري".
وبالرغم من أن تقرير المصادر الاستخباراتية البريطانية لم يؤكد عما إذا كانت عناصر إيرانية سافرت إلى سوريا لدعم نظام الأسد، "غير أن أعضاء من حزب الله المدعوم من طهران تردد أنهم يشاركون في القتال إلى جانب قوات الأسد".
هذا ويظهر الفيديو الجديد تأكيد المعارضة السورية أن الإيرانيين لم يكتفوا بتزويد دمشق بالأسلحة و"بمعدات إلكترونية متطورة لحجب الوصول إلى شبكة الانترنت ومنع انتشار أخبار قمع المدنيين" بل بلغ الأمر اتهام إيران بالضلوع المباشر في قمع المظاهرات في المدن السورية.
هذا وقال مصدر مطلع - رفض الكشف عن هويته - في حديث لـ"العربية.نت": لا مجال للشك أن الحرس الثوري الإيراني ومن خلال فيلق القدس يقوم بتوظيف الناطقين باللغة العربية الموالين له من مختلف الشعوب لتحقيق أهدافه الأمنية والعسكرية في مختلف بلدان المنطقة؛ لذا ليس من المستغرب إلقاء القبض على ناطقين باللغة العربية أرسلتهم إيران لقمع الثوار السوريين.
وكانت صحيفة "الغارديان" البريطانية نقلت تصريحات سابقة لدبلوماسي غربي أكد صحة المعلومات حول قيام طهران بمساعدة السلطات السورية في قمع المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية، في وقت "تتباكى" على المحتجين الشيعة في البحرين، حسب تعبيره.
هذا وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله الموالي لطهران قد دعا بدوره السوريين الى "الحفاظ على بلدهم ونظامهم المقاوم والممانع". ودعاهم إلى إعطاء المجال للقيادة السورية بالتعاون مع كل فئات شعبها لتنفيذ الإصلاحات المطلوبة.
كما دعا نصر الله أمام الآلاف من أنصاره إلى "رفض أي عقوبات تسوقها أمريكا والغرب ويريدان من لبنان الالتزام بها ضد سوريا".
ونقلت صحيفة "ذي ناشونال" التي تصدر في أبوظبي باللغة الانكليزية في أبريل الماضي نقلاً عن الدكتور تريتا بارسي الخبير الأمريكي بالعلاقات الإيرانية الأمريكية قوله إن الاحتجاجات في سوريا ضربة قاسية للمصالح الايرانية الاستراتيجية. مضيفاً "اذا نظرتم الى رقعة الشطرنج كاملة فإن العديد من التطورات في المنطقة تمثل صورة إيجابية لصالح ايران، لكن إذا وقع (الاسد) من على الرقعة فإن الصورة تتغير بشكل كبير بالنسبة لطهران".