اخبار البلد - في وقت تتحدث فيه تقارير عن وجود انشقاقات في الجيش السوري، وترنح الحكومة نتيجة قتل جنود وضباط شرطة في إحدى البلدات الشمالية هذا الأسبوع، أكد محللون وناشطون أن الرئيس بشار الأسد قد يلجأ على نحو متزايد إلى شقيقه، ماهر، الذي قد تكون لقوات النخبة التابعة له في ذلك الجيش المحبط دوراً حاسماً في مسألة بقاء الحكومة السورية الحالية.
ومن المعروف أن ماهر الأسد يقود الفرقة الرابعة بالجيش السوري وكذلك الحرس الجمهوري، بينما يحظي في الوقت ذاته بنفوذ كبير داخل أجهزة الاستخبارات السورية القوية، على حسب قول محللين. وقد ظهر طوال تلك الانتفاضة التي تشهدها سوريا على مدار ما يقرب من 3 أشهر الآن كمانع للصواعق بالنسبة للمعارضة، على خلفية دوره في الحملة القمعية الشرسة التي أسفرت عن وفاة 1300 شخص، وفقاً لإحصاء الناشطين، بالإضافة لإلقاء القبض على أكثر من 10 آلاف شخص.
ويرى كثيرون، كما نقلت عنهم صحيفة النيويورك تايمز الأميركية، أن النفوذ الذي يحظى به ماهر الأسد قد أكد على الدائرة الضيقة التي يترأسها شقيقه – وهي الدائرة التي تعتمد على علاقات العشيرة والأسرة والأصدقاء، وتبين أنها لم تُختَبَر بسب الأزمة الراهنة مثلما حدث مع النخبة الحاكمة التي سعى والدهما لتكوينها على مدار 3 عقود.
ثم مضت الصحيفة الأميركية تتحدث عن مشاعر الخوف والذعر التي استطاع ماهر الأسد أن يكرِّسها لدى كثير من السوريين، بفضل نفوذه وقوته، لا سيما بعد ظهور مقطع فيديو يُتَدَاول الآن على شبكة الإنترنت بشكل كبير، ويعتقد كثيرون أنه كان ذلك الشخص الذي لم تُحَدَّد هويته في ذلك المقطع وهو يطلق النار عن كثب على المتظاهرين.
وقال بسام بيطار، الدبلوماسي السوري السابق الذي يعيش الآن في المنفي بفيرجينيا إن تحكم ماهر الأسد في جهاز الأمن السوري يجعله الرجل الأول في القيادة، وليس الرجل الثاني. وأضاف بيطار "يحظي بشار الأسد بسمعة بين أفراد العائلة منذ نعومة أظافره عن أنه صاحب الشخصية الأضعف والأكثر تردداً. وأعتقد في بعض الأحيان أن بشار يعني ما يقوله عن الإصلاح، لكن شقيقه في المقابل لن يقبل بذلك".
وتابع بيطار حديثه بالقول إن العلاقة بين الرئيس بشار وشقيقه الأصغر تعكس العلاقة التي كانت تربط والدهما، حافظ الأسد، بشقيقه الأصغر، رفعت، الذي كان منفذاً لسياسات الحكومة وكان من وقف وراء مذبحة حماه التي وقعت عام 1982، التي قُتِل فيها ما لا يقل عن 10 آلاف شخص. وواصل بيطار "إذا عدت إلى الوراء ونظرت إلى تلك الانتفاضة التي استمرت في الفترة ما بين عامي 1979 و 1982، لاكتشفت أن رفعت كان الرجل الشرير والقاتل. والآن، يعيد التاريخ نفسه، وماهر هو الرجل الشرير".
ومع تصاعد الأحداث هناك بصورة تدعو للقلق العميق، أوردت الصحيفة عن شاب يدعى عمر، 28 عاماً، قوله: "هناك الآن اشتباكات بين الجنود من جهة، واشتباكات بين رجال الأمن والشباب من جهة أخرى. وقد بدأ يقف العشرات من الجنود الآن إلى جوار الأسر والمتظاهرين المدنيين. كما يقدم المدنيون الإسعافات الأولية لبعض الجنود الذين تم إطلاق الرصاص عليهم من جانب العناصر المنتمية للشرطة السرية".
وقال أيضاً صائب جميل، أحد منظمي التظاهرات في بلدة جسر الشغور (التي قُتِل فيها حسبما أوضحت الحكومة 120 ضابطاً وجندياً على يد عصابات مسلحة)، إن المواطنين المحليين يقدمون الدعم اللوجستي لضباط الجيش المنشقين، ويساعدوهم على مراقبة المنطقة، ويرافقوهم أثناء دورياتهم. وأشار جميل كذلك إلى أن الأطباء والممرضات تركوا أماكنهم في المستشفى يوم أمس الثلاثاء، خشية التعرض لعمليات انتقامية من قِبل القوات الحكومية. وأوضح أن المئات، وربما الآلاف، قد لاذوا بالفرار من المدينة، حيث توجه كثيرون منهم صوب الحدود التركية.