كانت رحله جميله ومريره ازاحت عن كاهلي هموم الصغائر والبستني ثوب الكبائر ولكنها كانت خروجا عن المألوف لمواطن اردني ارهقته الحياه ولعبت الديون على كتفيه وضاع حيأوه على عتبات البنوك .كانت البدايه في البنك عندما تقدمت بطلب سلفه صغيره على أثر عمليه جدوله السلف القديمه والتي كنت أقوم بجدولتها سنويا لاكمال المصاريف اليوميه والجامعيه للعائله فخرجت بمبلغ زهيد قررت ان اشتم فيه هواء الوطن وأن اكون فيه لنفسي ولو لمره واحده فكان الاختيار ان اذهب الى العقبه وان اشتري بعضا من الحاجيات لوجود فرق في الاسعا ر بين العقبه وعمان وكان اهمها حرام مجوز للشتويه التي عانينا فيها ما عانينا من البرد لعدم تمكني من توفير وقود التدفئه بشكل يومي فقمت بتعبئه السياره بالبنزين واعتقد بأن هذه المره الاولى التي يتم بها ذلك في عهدي وانطلقت متوكلاا على الله من طريق البحر الميت . كانت رحله هادئه لم يعكر صفوها سوى بعض من الحصينيات (نوع من الثعالب) والتي تقطع الطريق بذيولها المضيئه وبكل الاتجاهات في منظر غريب ولااعرف لماذا كانت تنتابني لحظه من الخوف عند رؤيتها فقد يكون ذلك لمنظرها الجميل وغير المعهود او لعلها وحشه الليل لاأدري وفرحت كثيرا عند اقترابي من العقبه ووصولي لمنطقه الريشه فقررت الارتياح قليلاالشرب القهوه فتوقفت بجانب احد بائعي القهوه من اهل المنطقه كان بدوي الملامح دار بيني وبينه حديث فسألته يا أخي طول الطريق لاحظت حصينيات بتقطع الشارع وبكثره فأبتسم وقال (اي الحصيني أحنا نسميه ابو سليمان ترا فاله زين ) . أجتذبتني العباره كثيرا فسألته مستوضحا فقال بأن العرب سابقا اذا ذهب احدهم للسفر واعترض طريقه الحصيني أو أبو سليمان كما يسمونه فأنهم يتفأئلون خيراويمضوا في سفرهم . ولا انكر بأن نشوه غريبه دارت في جسدي فشعرت بأنني لست بحاجه للراحه فشربت القهوه على عجل وهممت بركوب السياره فناداني الاخ البدوي ( ترا يا أخوي العجل عندك مبنشر) كنت ما زلت في نشوتي واستبدلته بمساعدته وانطلقت الى العقبه فوصلت منتصف الليل فامضيت الساعات المتبقيه من الليل في احدى الشقق بمبلغ لابأس به وفي الصباح ذهبت الى السياره فأبت أن تعمل انطلقت بعدها الى المنطقه الحرفيه واحضرت احد المهنيين لذلك فقام بنقلها وامضيت الليله وما بعدها حتى عادت السياره الى وضعها الاول واستنفذت ما بقي من النقود التي املكها حزنت كثيرا لانني لم استطع ان اشتري الحرام المجوز او اي شىء يدخل الفرح الى نفوس عائلتي وركبت سيارتي وقفلت عائدا وعادت الحصينيات بالتراقص امامي فكنت كلما ارى واحدا منها ينتابني القلق فاقوم بالدعس على البنزين للتأكد بأن السياره ما زالت تعمل وصلت بيتي متأخرا فأستغربت عائلتي الحكايه وسألتني زوجتي من اي اتجاه رأيت الحصينيات بتقطع الشارع من صحراءنا او من ناحيه ابناء عمومتنا او لعل الحصينيات التي رأيتها ليست من عائله الحصيني ابو سليمان الذي اخبرك عنه البدوي صاحبك نظرت اليها بحمق فلعنت الحظ وايقنت بأن صاحبنا البدوي لم يكن على حق فحمدت الله وقلت لعل حالي حال الكثييرين .