تزامن دخول فاطمة عبدالرحيم الشطي وعواطف حامد السطري مستشفى جرش الحكومي في حالة ولادة , وقرر الاطباء اجراء عملية قيصرية للاثنتين نظرا لتعسر ولادتهما ودخلتا نفس الغرفة ، ورزقت الاثنتان بطفلتين احداهما كانت ضعيفة للغاية وفي وضع صحي حرج وبقيت فترة في الخداج الى ان من الله عليها بالشفاء بعد عناء طويل.
مضت تسعة اشهر ونيف احاطت فيهما عواطف وليدتها "نور" بكل حنان وعطف الامومة الحقة محتملة كل الالام والمعاناة النفسية ونظرات الشك والريبة التي واجهتها منذ ولادة نور حسب وصفها.
وتستكمل عواطف حديثها: عندما كانت نور في الخداج عند ولادتها لم تكن ملامحها واضحة نتيجة لضعفها ومرضها ولكن بعد ان اخرجناها من المستشفى وبدأت تنمو بشكل طبيعي بدا واضحا للجميع ان ملامحها مختلفة تماما عني وعن والدها وكل عائلتنا، وبدأ الموضوع بكلمات مازحة تشير الى عدم وجود شبه بين طفلتنا وبيننا ، الى ان تطور الامر وبدأت اسمع كلاما سيئا واشارات تشكيك بي اهانتني وآلمتني للغاية ولكن كل هذا زاد من محبتي لنور واعتنائي بها بالرغم من هاجس دائم كان يقول لي بان هنالك خطأ ما بشانها.
واكد محمد جبريل السطري زوج عواطف ما ورد على لسان زوجته وتحدث عن معاناتهم من ملاحظات جيرانهم ومعارفهم بشان عدم وجود شبه بين طفلتنا نور وبيننا والاختلاف الواضح في المعالم.
واضاف كانت ملاحظة اخ زوجتي هي التي "قصمت ظهر البعير " ودفعتنا الى البحث وذلك عندما كانت زوجتي في زيارة لوالدتها المريضة في المستشفى وكان اخوها حاضرا وعندما راى نور بين ذراعيها سألها من هذه الطفلة ظنا منه انها ليست طفلتي، وعندما اخبرته بانها ابنتي دهش وقال لي: "هذه ليست ابنتك اطلاقا"!! من هنا اتخذنا القرار بالبحث في الموضوع.
وواصل محمد السطري وزوجته عواطف البحث عن عنوان المرأة التي تزامنت ولادتها مع زوجته وكانتا في نفس الغرفة في المستشفى الى ان وجداها ، فسارعا الى زيارتها ، وتؤكد عواطف السطري: حينما وقعت عيناي على الطفلة" عبير" التي كانت في حضن المرأة التي زرناها ادركت وزوجي انها ابنتنا من الوهلة الاولى نظرا لشبهها الكبير بنا.
من الجانب الآخر صعقت فاطمة عبد الرحيم الشطي ام عبير بما ورد على لسان عواطف السطري وزوجها وكانت رافضة للموضوع في البداية الا ان هدأت وبدأت وزوجها حازم المشاهره , الخضوع للمنطق ، واكدت فاطمة الشطي انها لم تشك للحظة بان عبير ابنتها وقالت: لقد احببتها اكثر من نفسي ولم اكن اتحمل مفارقتها لحظات وما سمعته صدمني للغاية ولكنني وافقت على البحث في الموضوع.
ويسرد محمد السطري بقية القصة: قررنا تقديم شكوى رسمية وقبل تقديمها راجعنا مدير مستشفى جرش واخبرناه بالقصة فضحك في بداية الامر واتخذ القضية هزءا الى ان زودناه بالتفاصيل الدقيقة ، حينها احضر الملفات المتعلقة بولادة الطفلتين نور وعبير وبدت الريبة واضحة على معالمه ، وتم تحويل الموضوع الى الامن العام.
وتم تحويلنا مع العائلة الاخرى الى المدعي العام وبدوره حول القضية الى مديرية حماية الاسرة التي قامت بأخذ عينات الدم من الطفلتين وابائهما لفحص DNA وارسلت للمختبر الجنائي الذي اثبت واقعة تبديل الطفلتين في المستشفى وصحة الشكوى وصدر قرار تسليم كل طفلة الى ذويها الفعليين يوم امس الخميس واسترددنا طفلتنا الحقيقية وسلمنا نور الى ذويها.
عندما تحدثنا الى ذوي الطفلتين كانوا مجتمعين في منزل السطري في جو ودي ولكنه "حزين " للتعارف والحديث وتقول فاطمة الشطي والدة الطفلة عبير "لقد كان الموت اهون علي من هذا الامر " فكيف اتخلى عن ابنتي التي ربيتها وارضعتها حناني طوال الاشهر السبعة الماضية ومن سيعوضني حرمان ابنتي الحقيقية وما حدث معي ، خاصة وانني لم اشك يوما بان عبير هي ابنتي فلا اعتقد انني سامر يوما بموقف اصعب من هذا.
ووافقت عواطف السطري ما ورد على لسان الشطي واضافت هذا موقف حزين وصعب علينا جميعا ولكن من كان السبب في هذا الخطا القاتل عليه ان يتحمل مسؤوليته بالرغم من ان لا شيء يمكن ان يعوضنا ما عانيناه وما عانيته بشكل شخصي من نظرات الشك والريبة من قبل المحيطين.
والجدير بالذكر ان عائلتي الطفلتين نور وعبير قدمتا شكوى رسمية للمدعي العام، على مستشفى جرش والكادر الطبي المسؤول نظرا لما لحقهما من ضرر وطالبتا بالتعويض منتظرتين البت بها.
الرأي قامت بالاتصال بمدير مستشفى جرش الدكتور علي المحاسنه الذي قال انه لم يرده أي شيء رسمي ولا يعلم شيئاً عن الموضوع ورفض التعليق.
عبير ونور عادتا بعد تسعة اشهر الى عائلاتيهما الطبيعية بعد ان تبادلتا الاسماء فاصبحت عبير - نور و نور عبير بانتظار ان يقول القضاء كلمته النهائيه بحق المتسببين بهذا الخطأ .