ارجو اعتماد هذه النسخة واسلموا دائما
علاج الفساد وعلاج السكري
تصريح رئيس الحكومة الاخير حول نيته احالة كل من يدعي وجود الفساد او وجود فاسدين الى القضاء اذ ان الامر ينطوي على اغتيال للشخصية في اغلب الاحيان، ذكرني بقصة حدثت ذات يوم كنت استقبل فيه بعض الزملاء وكان والدي عافاه الله حاضرا وفي معرض حديثه عن مرض السكري قال لهم ان هذا المرض اللعين قد( توشعه) وداهمه على حين غرة ، الى ان تخلص منه ( عف عنه) ، وقد استثارت واستفزت العبارة الاخيرة جميع الحاضرين وشدت انتباههم فمن عافاه الله منهم من هذا المرض ابتلى به اخا او اما او ابا او صديقا ، واخذوا ينظرون الي بلهفة كيف تخلص هذا الرجل من مرض السكري الذي لا فكاك منه، لعله اهتدى الى عشب في البرية او دواء ، ولاني اعرف السكري جيدا واعرف ابي واعرف ضيوفي فلم ادع حيرتهم تطول وحتى لا يذهبوا بعيدا اخبرتهم ان والدي قد توقف منذ فترة عن اجراء الفحص والاختبار للمرض، واقنع نفسه انه شفي من المرض ، وبالفعل لم يطل بنا المقام حتى بدا يشكو واكتشف انه لم يشف بعد ، وان ما كان يردده مجرد وهم.
تذكرت هذه القصة وانا اقرا بشفقة تصريح دولة الرئيس، الذي وعد بالاصلاح ومحاربة الفساد ، واذ لم يوفق في مسعاه عندما اكتشف ان الفساد اكبر من ان يتصدى له ، فانتقل من محاربة الفساد الى محاربة من يدعي وجود الفساد .
لن اتحدث عن الفساد حتى لا تطالني تهديدات الحكومة، وانما ساتحدث عن مرض السكري ، فحتى لو كان المريض على قناعة تامة انه قد شفي تماما من مرض السكري ، ولو تمكن من اقناع كل من حوله بذلك ،ولو اصدر الف تشريع بان يلاحق كل من يتهمه بانه مريض بالسكري فان كل ذلك لن يشفيه من مرضة ، ولا بد من علاج ناجع.