** قراءة على قارئة البرميل **
(رداً على قصيدة ( قارئة البرميل ) للشاعر حسن محمد نجيب صهيوني .
مالي ومال البوحِ بالأسرارِ + فبه الشقاء بكثرة الأخطارِ **
ومع المذمة والوقوع بمَوبِقٍٍ + نفياً به مع كثرة الأسفارِ **
كل الشعوب ترفهت في ثروةٍ + مُنحت لها من مُنعمٍ غفارِ **
وتنعَّم الأنسان في خيراتها + وغدا يجوب لمُجمل الأقطارِ **
فبها الرفاهُ بلا حدودٍ عندها + ومن التقدم في ذُرى الإعمارِ **
والعُرب كلُ الذل في ثرواتهم + جلبت لهم بمهانة وصَغارِ **
بترولنا عبئٌ على أقطارنا + فيه الهوانُ مكللاً بالعارِ **
فكأنه حِلٌ لكل مُغاصبٍ + ولأمتي في أعمق الأغوارِ **
فتمتعت كل الشعوب بفضله + ولنا به بضعٌ من الدولارِ **
يا قارءاً للنفط في برميله + وأفقتنا من حلمنا بخُوارِ **
أبدعت في وصف المواضع جُلِها + وجعلت دمع العين نهرٌ جاري **
كنا نياماً منعمين براحةٍ + فكشفت عنا الذعر بالتبصارِ **
بخرافة نسجت بها عرافة + ملأت بها لقلوبنا بذعارِ **
وغدت تؤلف ما بدا برميلنا + يبدي به في البوح من أسرارِ **
فتبصرت في رؤيةٍ بتوقعٍ + فيما بدا في السر بالإظهارِ **
أخذت بوصف عراقنا في بؤسه + وتوجهت غرباً لدى الثوارِ **
فشعرت أن الكون أصبح ضائقاً + من مشرق ولمغرب بسوارِ **
أحرجتنا في قول صدق حقيقةٍ + شمساً تبين بروعةٍ الإجهارِ **
فبها المكانة موصفاً في أمتي + بين الشعوب بأسفل الأقعارِ **
ومن المذلة ما لنا من أمرنا + إلا الهوان مزيناً بفخارِ **
وإذا علا صوتٌ بوصف حقيقةٍ + فإلى المعاقل مجبر الإقرارِ **
أني عميلٌ قد تلقى أمرَهُ + عيثاً من الإرهاب في الأمصارِ **
أما اللبيب وقد تلقن درسه + فلقد تعلم مهنة الشطارِ **
وله وصالاً في العواصم دائماً + متلقياً لأوامر وقرارِ **
لو كان دَمُّ اليعربي مقدراً + كالنفط للأعداء من فجارِ **
لتسابق الزعماء في تصديره + نقلاً له ببوارجٍ وبحارِ **
حتى ينالوا من محبة عمهم + سامٌ . . . لقسطٍ مربح الإتجارِ **
ولحولوا حق الشعوب بإسمهم + بخزائن الأعمام دون ظهارِ **
يا من حرمتم أمتي من حقها + أبدلتموها عزةً بدمارِ **
فاستعبدت أعتى الرجال بأمتي + وغدا الكرامُ لأجله كجواري **
فالنفط صار لأمتي كمصيبةٍ + غصبت لنا بمراتب الأحرارِ **
عجباً لهذا النفط في أسراره + فله الدماء تسيل كالأنهارِ **
** فاخر الضرغام الحياصات **