هل في الحديث عن النفس مرض ؟ - مقال في التسويق
بقلم: شفيق الدويك
لقد لفت إنتباهي تعليق الأستاذ جلجميش بعنوان " نشر السيرة الذاتية " على مقالي بعنوان: " فوبيا المسار الوظيفي " ، و نصه: " أكبر فوبيا موجودة من ينشرون سيرتهم الذاتية لكي تعرفهم الناس والأصل هو أن تتحدث عنهم الناس وعن إنجازاتهم ومؤهلاتهم . وكثير منشوف مثل هيك نوعيات تشعر بالنقص."
راق لي أن أنقل التعليق و ردي عليه هنا، بغرض إستقطاب المزيد من الآراء حول موضوع التعليق المذكور لكي تعم الفائدة.
كتبت: " تحياتي أخي الأستاذ جلجميش المحترم و شكرا لكم على المرور و التفاعل. لقد مر معي أثناء تواجدي في الولايات المتحدة ثقافة أخرى مغايرة تماما لثقافتنا من حيث الحديث عن النفس فسألت، و كانت الإجابة: ليس بالضرورة كل الناس تعرف من أنت. لذا عليك التعريف بنفسك و الترويج لها في الوقت المناسب و بالطريقة المناسبة، فهذا من حقك. قد تكون في دائرة عملك الضيقة و لا يعرف الناس قدراتك التي من الممكن أن تكون كبيرة و متنوعة لدرجة تتجاوز مؤسستك. ففي الحديث عن النفس ليس بالضرورة مرض نفسي في معظم الأحيان لأن الفرص المتاحة لتحسين وضعك لا يتيحها لك الآخرون لأن ليس كل من إبتسم أو يبتسم بوجهك يحب الخير لك. اليس كذلك ؟
ثم أضفت، يَعْتَبر التسويق الإنسان منتجا، و المنتَج يحتاج الى ترويج، و حديث الناس عن المنتج لا يكفي، و هو أي حديث الناس بالمناسبة يقال له الكلمة المنقولةword of mouth، و الكلمة المنقولة ليس بالضرورة أن تكون إيجابية، بل في أحيان كثيرة تكون سلبية، و في هذا خطر كبير على المنتج. تحدثوا عن أنفسكم أيها المؤهلون ففي ذلك ترويج لكم و هذا حقكم في ظل المنافسة الشديدة على المناصب و المراكز. كوكا كولا تخشى من بيبسي كولا و غيرها من الشركات المنافسة لها في قطاع المشروبات الغازية، و مرسيدس التي يعرفها معظم الناس تعلن عن نفسها خشية تمكن منافسة المنتجات الأخرى لها منها.
لذا، ينبغي على كل واحد منا نشر سيرته الذاتيه لكي يعلم أصحاب الأعمال حول العالم بمؤهلاتك و خبراتك و قدراتك و مهاراتك ففي ذلك فرصة لك و لأصحاب الأعمال إن كنت تبحث عن وظيفة أو فرصة أفضل من فرصتك الحالية، مع الأخذ بعين الإعتبار بأن مديرك و مدير مديرك يبحثان عن فرص أفضل تماما مثلك !