الخطرين.. ايهما ام كليهما؟

الخطرين.. ايهما ام كليهما؟
أخبار البلد -  

الخطرين أيهما.. أو كليهما؟

 

بغض النظر عن حالة السكون الضاربة على الحدود العربية المجاورة له..  يقف العدو الصهيوني متحفزا غير مستقرا في سياساته الداخلية والخارجية  ضمن طوق مغلق بحدود جغرافية غير ثابتة أو آمنة له ، فهذا السكون النظري مرتبط بالنظرة الإستراتيجية للأنظمة العربية المحيطة لهذا الكيان وليس بقناعة الشعوب العربية بهذا الدخيل.. وهذا بالتأكيد ما يدركه قادة ومفكرين الكيان الصهيوني مع تخوفهم من رجوع القرار لصاحبه الأصلي (الشعوب العربية) وحسب مفهوم الديمقراطية أو الشورى الواجب إسقاطه أو سقوطه على العامة وقادتهم وبفعل التطور الحضاري والانفتاح العالمي المنساب ربما قصرا دون سيطرة على كمياته ونوعياته ليدغدغ بالنهاية الفطرة الإنسانية  بالحرية والعدالة، مما يجعل بالتالي وبالنهاية عملية قبول افتراس الابن الأصيل لصالح الورم الدخيل موضوعا غير قابل للطرح أصلا وموضوعا.

 

وبالتأكيد تدرك القيادة الصهيونية أن استمرار العزلة والتقوقع بالحيز الجغرافي والمراقبة المتبادلة بين الكيان الغاصب وبين الشعوب العربية  ونخبها الوطنية بكل تفاصيلها هي خطر دائم يهدد المشروع العقائدي الصهيوني  التوسعي - مشروع (إسرائيل الكبرى) ويهدد نواتها (فلسطين المغتصبة عام 1948)، مما يؤجج حاجتها للخروج بالكيان الغاصب من كيان غريب رخوي في محيط متجانس الى كيان غريب ثابت في محيط يتشكل من غرباء أو من مستغربين(هيئات مقترحة للشعوب العربية بعد تغيير قواعد الاصطفاف والالتحام)، فاستمرار بقاء الكيان الصهيوني بحدود مغلقة بالغالب أمام فشل ذريع للتطبيع ومحاولة احتواء نواتج عمليات السلام الفردية سيؤدي الى انفراط البرتوكولات الصهيونية التي تسير الدولة الفاقعة الغرابة ضمن المحيط.

 

ولا نتوقع بالتالي أن يستكين وينطوي هذا الكيان في غربته المستحقة.. ولا يتواجد أيضا ضمن أجندته أية نوايا للتعامل مع المبادرة العربية للسلام التي استشعر منها احتمالية التلاشي مع السباق الديموغرافي مع أبناء فلسطين  1948 الذين يعيشون ضمن هذا الكيان كمواطنين رسميين..  أو الحصر في مربع جغرافي لا يشكل ربع تطلعاته التي تصل من النيل للفرات.. مما يجعل عملية تدجين المحيط المغرّب له ليصبح مكون من كتل متناسقة ومتناغمة مع كيانه عملية واردة ورئيسية أمام المعادلة السابقة خاصة بعد تأكده من إضعاف بل إقصاء الاحتمال العسكري العربي للحل في هذه المرحلة..

 

 ومن هنا يجب أن ننطلق بالبحث عن المجريات والأحداث التي تتم في الوطن العربي لصالح مشروع الصهيوني.

 

وحيث أن الحروب العسكرية أصبحت تحت المراقبة الدولية (وان كانت شكلية فهي لاجمة للتوسع المباشر دون مبررات صورية على الأقل).. ولتغيير المحيط بما يخدم (إسرائيل) حيث لا يساعدها تطورها وتقدمها العسكري والنووي في ذلك إلا كدرع دفاعي وتهديدي.. لا بد أن تعمل (إسرائيل) على التفكيك العضوي للمحيط العربي وإلغاء جميع الروابط بين أفراد الشعب العربي والتي قد تصبح أحزمة ناسفة لمشروعه.. وعلينا لفهم الآلية المستخدمة لذلك أن ننطلق من المبادئ والعوامل التي تؤثر على الشعوب والدول والتي تعمل على فك النسيج القائم من خلال تغيير الفطرة العربية بما يخدم  فسخ الترابط الأسري ثم الإقليمي ثم القومي لفسح المجال لتغيير الصورة الإجمالية في الوطن العربي من فسيفسائية متناسقة عضويا الى بلاطات متنافرة تقبل بالتالي البلاطة السوداء (إسرائيل).

 

وفي طرف الصراع الآخر على المنطقة لا يمكن أن نغض الطرف عن إيران اللاعب المتحمس للدخول أو لتثبيت الدخول القصري للمنطقة برهانا لمشروعها الغيبي في استخراج (المهدي) وهو المشروع الذي قام عليه النظام الإيراني الحديث بعد الثورة واستطاع بتسويقه أن يضمن حشدا جماهيريا من الداخل ومن المنطقة العربية ممن يملكون الايدولوجيا  المتطابقة مع ملالي طهران حيث نجح الاستقطاب الأيدلوجي الإيراني في إخضاع العراق ولبنان وسوريا لمصلحة المشروع الإيراني الذي يبحث عن مناطق من هذا الشرق الأوسط الجديد كمناطق توسعية له، ولكن  بعد وصول هذا (الفيلم) لنهايته دون أي تحقيق تقدم حضاري حقيقي للمشروع الإيراني الذي استطاع تجميع جميع المشاكل  والتناقضات الاقتصادية والإنسانية والأخلاقية في دولة واحدة رغم وجود الطاقات الاقتصادية والبشرية والجغرافية فلم يعد يملك القائمون على هذا النظام سوى الهروب للأمام من هذه المشاكل من خلال خلق الإمبراطورية المزعومة وعلى حساب (الشرق الأوسط الجديد).

 

أن نظرية الشرق الأوسط الجديد الذي تم  تسويقه قبل عدة سنوات قد يختصر الفكرة.. ولكن كيف الوصول إليه ضمن شعب عربي موحد قديما قدم التاريخ..؟ (وان قسّم كأقاليم بواسطة الاستعمار الحديث.. فهو ما زال موحدا بالتراث واللغة والدين والدم والطموحات).

 

هنا علينا النظر لربيع الثورات العربية كمسببات ونتائج، وعلينا البحث عن دور هذا الربيع  في رسم هذا (الشرق أوسط الجديد)، ويتوجب كذلك البحث طويلا في نخب أو طلائع الجيل الثائر والجيل المتوقع بعد هذا الربيع الذي تم (سحب رجله) بهدية مجانية سهلة (سقوط مبارك وبن علي المستحق) وترك أسوء الأنظمة وأحقها بالمسح من دفاتر التاريخ ( أنظمة الحكم في سوريا وليبيا) كحالات مفتوحة ودمارا متواصلا مع المحافظة ضمنيا على هذه الأنظمة والعمل على إثراء حاجة الشعب للخارج للمساهمة في إزالتها.. لتتم مساومة الشعب  على ذلك وبنفس الوقت تعمل على مساومة الأنظمة وأولياء الأمر لهذه الأنظمة ( إيران مثلا  لسوريا)، ثم علينا النظر في بعض (الثورات) التي عملت على تضخيم المبررات وركوب الحالة دون مسببات حقيقة حيث لم تنتج هذه (الثورات) سوى الفوضى ونزع الثقة بين أبناء الشعب الواحد  كما حدث في مملكة البحرين التي عانت من هذه ( الثورة) المصنعة في إيران ..

 

يضاف الى ما سبق من ظواهر لهذا الشرق الأوسط الجديد..الحالات العربية المأزومة قبل هذا (الربيع) مثل حالة السودان الذي أصبح سوادنيين، والعراق المغتصب من متلازمة ( أمريكا وإيران)، ولبنان المخطوف من قبل حزب  الله، واليمن (السعيد) الذي اخرج العفريت من القمقم ولن يستطيع تكتيفه من جديد.

 

خلاصة:

1- إن الجيل الجديد الناشئ والماسك لزمام تحريك الثورات هو الوقود الفعلي للتغيير والمستهدف الرئيسي له، وهو ليس مسئولا عن  إنتاجها أو قيادتها في هذه المرحلة لضمان خلق مجتمع ليبرالي الشكل ومختلط المعارف ومنزوع الايدولوجيا ويساعد في تشكيل ذلك المجتمع المنشود التواصل الاجتماعي المنفتح عالميا والتعليم الأجنبي  الذي تضاعفت نسبته قياسا مع التعليم الحكومي العربي خمس وثلاثون مرة خلال عشرة سنوات لأسباب أصبحنا نعرفها الآن..!!.

 

2- اتفقت عمليا القيادتين (الغربية الصهيونية) و(الإيرانية) على مجمل القضايا المحورية في الشرق الأوسط وعلمت كفريق واحد معا وبالتنسيق الكامل فيما بينها ومن أهم هذه القضايا (العراق وأفغانستان وركوب الثورات العربية وإنتاج بعضها ومحاولة إجهاض بعضها)، فيما لم ينتج عن تناقضها الصوري أو النظري إلا بيانات متصاعدة وخطابات.

 

3- تلتقي مصالح الغرب و(إسرائيل) وإيران في تفتيت الوطن العربي الى كيانات تتكون من نواتج  تمترسات  طائفية أو أثنية أو عرقية أو ليبراليه أو عشائرية وبحيث لا يكون الإسلام والعروبة العامل المشترك بينها، وإن لم يتم ضمان استخراج هذه التمترسات من (ربيع الثورات العربية).. فسيتم إنهاك الشعب (الثائر) لإيجاد البديل القابل للجوء الى احد الحاضنين (الغربي أو الإيراني) أو فرض الحل الغربي أو الإيراني لحل إشكالية استمرار الثورة دون جدوى.

 

4- تحاول وسائل الإعلام ومراكز الفكر العالمي وبعض المراكز العربية المحسوبة على احد المعسكرين الغربي والإيراني الى  تسويق فكرة ضعف معظم القيادات العربية  وأنظمتها العسكرية الدفاعية، حيث ينظر لبعض الأقطار العربية بأنها مخطوفة القرار ولا تملك القدرة على الدفاع عن نفسها بالإضافة الى اختلاق أو تعظيم وإبراز مظاهر الفساد والإفساد في بعض الأنظمة (والتي قد يكون الغرب شارك في  صنعها سابقا وتحضير ملفاتها)، وبالتالي لا ينظر إليها بأي نوعا من المهابة.. وبما يؤدي بالتالي الى إكمال عملية الفصل التام بين جميع القيادات العربية وشعوبها لضمان خلق التوتر الشعبي في جميع الأقطار متى استدعت الحاجة لذلك.. وهنا علينا أن نتذكر ربيع ويكلكس الذي سبق ربيع الثورات العربية الذي أدى هذا الدور(مع اعترافنا بوجود أخطاء بعضها قاتلة في مسيرة بعض القيادات العربية ولكن لا يعني ذلك بالضرورة هدم البيت على أصحابه كما يحصل في اليمن مثلا وبالوقت الحاضر القاتل..!).

 

5- التفتت دول الخليج العربي بخطوة ايجابية لهذه المعادلة المركبة من عاملين أساسين شكلا متلازمة ( إيران والغرب) للتفتيت رغما عن الاستفزاز المستمر من الجار اللدود إيران ورغما عن محاولات الابتزاز الغربية  والإيحاء القصري بالحاجة للدفاعات الغربية، واستطاعت أن تتجاوز الضغوطات الخارجية للارتكان الهش على القوة الغربية في الدفاع عن مصالحها.. لتتجه لتعزيز مجلس التعاون الخليجي وتعمل على إثرائه وتعزيز تكامله بخطوة الترحيب بانضمام الأردن والمغرب له، وهذه الخطوة قد تكون اللبنة الأولى نحو الوحدة العربية التدريجية (وبلا مبالغة بالتأكيد.. فالأصل في الأمور هي الوحدة العربية ونحن لغاية الآن..وربما لغاية هذه الدقيقة فقط  بخير.. ونملك القرار بالتأكيد..!).

 

(أصبح الوقت يلعب ضد الجميع الآن.. وعلى احد ما اخذ زمام الأمر لمسابقته حتى لا نصبح خارجه، ومن يدرك أن السيف قد يصل عنقه ولم يشهر حسامه الآن.. عليه أن يسلم نفسه طوعا للركوب إن جانب السيف الصواب).

 

جرير خلف

 

 

 

 

شريط الأخبار الإفراج عن الأسيرين الأردنيين النعيمات والعودات حملة لإنفاذ سيادة القانون في البترا المعايطة يوعز بالتحقيق في الفيديو المتداول لتجاوزات أثناء إلقاء القبض على أحد الاشخاص نائب الملك يشدد على ضرورة الارتقاء بنوعية التعليم العالي ارتفاع سعر البنزين أوكتان (90) بنسبة 4% عالميا "اعتماد التعليم": لن يكون هناك برامج راكدة بالجامعات خلال 2-3 سنوات صالح العرموطي رئيسا لكتلة نواب "العمل الإسلامي" الأمن العام يوضح تفاصيل التعامل مع التجمع الاحتجاجي في البترا مكاتب استقدام الخادمات.. الوزير خالد البكار والخيارات المفتوحة في الامتحان الأول الأردن يعـزي إيـران بضحايا حادث انفجار منجم للفحم في إقليم خراسان من هو (فادي) الذي حملت صواريخ حزب الله اسمه؟ الحبس ل 4 أشخاص في الكرك خططوا لقتل مسؤولين مكافحة المخدرات تلقي القبض على 19 تاجراً ومروجاً للمخدرات اللواء الركن الحنيطي: القوات المسلحة مستعدة لتنفيذ أي مهمة دفاعية لحماية حدود المملكة الأوراق المالية توافق على طلب تسجيل رفع رأس المال لـ شركة "المتحدة للتأمين" إصدار 326 ألف شهادة عدم محكومية إلكترونيا منذ بداية العام الحالي إلغاء الإجتماع غير العادي لشركة الأردن الدولية للتأمين بلاط العبدلي مول "مخلع"...! أقساط التأمين تبلغ 569 مليون دينار بارتفاع 10.3% حتى نهاية آب الماضي “التربية”: تفعيل أسس النجاح والرسوب بحق متجاوزي نسبة الغياب