فوبيا المسار الوظيفي
بقلم: شفيق الدويك
... و قبل الإمتحان النهائي لمادة تمويل الشركات، أبدى أستاذ المادة ، البروفيسور باريكمان، شديد الإستياء من طريقة إجابة الطلاب في الإمتحانات السابقة، و هدّدنا و توعدنا في حال إكتشافه أن إجاباتنا تماثل خلطة فطور الكلاب، فيها أي شيئ و أحيانا كل شيئ أو بعض الشيئ مقدمة بطريقة مقززة !
يستفاد من الأمر السابق أكثر من درس و عبرة بل و حكمة وذلك فيما يتعلق بمخرجات الناس كل الناس، حيث أن الإستجابة أو السلوك ينبغي أن يكون فحواه بمقدار المطلوب و بعناية دقيقة و فائقة تلقى القبول بالتمام و الكمال رغم وجود هامش طفيف مقبول من الخطأ.
إن مبدأ " دبّر حالك " المعمول به في معظم مؤسساتنا مرده أن المدخلات ، في معظم الأحيان، تسير وفق نهج " الشلفقة " أو " السلق " أو " محداش قاري ورق " المسكوت عنه، و ما تم بطريقة الشلفقة ينجم عنه مخرجات "شلفقة" ، و الضحايا في المحصلة مجتمع بأسره تقريبا.
لقد بـحّ صوتنا يا معظم وزاراتنا و نحن نقول: على المؤسسات تبني معايير دقيقة فيما يتعلق بالمدخلات لنضمن مخرجات بنفس الجودة قادرة على الحياة و المنافسة في أي سوق، و لم يعد هناك مكان أو حيّز لفايروس الشلفقة الذي يؤذي جميع أطراف العملية.
و بحّ صوتنا يا وزارة العمل و نحن نقول: على جميع المؤسسات الإلتزام بعملية التوظيف غير المتحيّز إلاّ للكفاءات، و التدريب الحقيقي الذي ينجم عنه تحسّن ملموس في معدليّ الإنتاجية و الجودة تحت طائلة المسؤولية، مع ضرورة خلق برامج حوافزعادلة تنمي روح المبادرة و خلق الأفكار، و الإلتزام بالمسار الوظيفي الواضح، و عدم هدمه من خلال أكذوبة إعادة الهيكلة التي تجعل أكفّاء كُثر في الشارع بدون وجه حق، إذا كانت لدينا النية الأكيدة للإصلاح.