أخبار البلد -
اخبار البلد- لم أتمالك نفسي من الشعور بالحزن الشديد ممزوجاً بالغضب وأنا أقرأ تصريحات دولة الرئيس معروف البخيت بتوفير الحماية لمواطن أردني يعمل في الدولة قال بوجود تسجيلات صوتية بحوزته تثبت تورط رئيس وزراء ووزير في فضيحة تهريب المحكوم خالد شاهين لقضاء فترة محكوميته في مطاعم لندن وأسواقها الفاخرة !!!!
اما الحزن الذي شعرت به وأنا أقرأ تصريحات دولته، فمبعثه أن دولة الرئيس بتعهده بتوفير الحماية لهذا المواطن الشجاع لتشجيعه على تقديم ما لديه من تسجيلات صوتية تثبت أقواله، يقول وكأن حكومته وبكل ما تملك من سطوة أمنية وقدرات استخباراتية غير قادرة لغاية الآن على تحديد من هم الذين سهّلوا عمليه هروب المحكوم شاهين إلى خارج الأردن في ظرف ساعتين بناء على اتصال من مسؤول كبير في الدولة كما ورد في تقارير صحفية.
واخشى أن تعهد دولته بتوفير الحكومة الحماية لهذا المواطن الشجاع إنما ينبع من رغبة الحكومة واجهزتها الأمنية بمعرفة كيف تم رصد هذه التسجيلات دون علمهم وليس لمعرفة المتورطين فيها، الذين لا أعتقد أن دولة الرئيس وأجهزته الامنية عاجزين عن تحديدهم اسماً اسماً.
أما الغضب الذي انتبني وانا أطالع تصريحات دولة الرئيس ، فلأنه وللأسف الشديد لا زال وحكومته يتعاملون باستخفاف ما بعده استخفاف بالشعب الأردني، فهو في الوقت الذي يتعهد فيه بتوفير الحماية لمواطن شجاع، لم تستطع حكومته وأجهزتها الامنية أن توفر الحماية للمئات والالآف من المواطنين الشجعان سواء في المسجد الحسيني او دوار الداخلية أو مسيرة العودة في الكرامة من البلطجية والزعران الذين امعنوا في التنكيل بالمواطنين تحت سمع وبصر وحماية الحكومة واجهزتها الأمنية !!!!
عذراً دولة الرئيس إذا قلت لك، ان تعهدك بتوفير الحماية لهذا المواطن كان يجب أن يسبقه بالأفعال وليس بالأقوال توفير الحماية للمواطنين العزل الذين يطالبون بالإصلاح وللصحافيين الذين يقومون بعملهم والذين تعرضوا لبطش هؤلاء البلطجية والزعران والذين لم تلقوا القبض على أي واحد منهم وكأنكم لا تعرفونهم ولا تعرفون أين يعملون أصلاً !!!!!
دولة الرئيس، أعتقد ويعتقد معي كثيرون ، أن حكومة دولتكم وقد فشلت في كافة التحديات التي تواجه الوطن والمواطن السياسية منها والإقتصادية ، فلا بأس وقبل أن ترحلوا وعسى ان يكون قريباً ، أن تتعهد حكومتكم بما تبقى لها من وقت في الدوار الرابع بحماية الشعب الأردني الذي أنت وحكومتك مستامنين عليه من التغول الذي جاوز الأعراف والقوانين والذي تمارسه الاجهزة الامنية المفترض أن تتبع لحكومتك لا أن تتبع حكومتك لها ، فتارة تعتقل طالباً من صفه في مدرسة حكومية، وتاره تجيّش فئات من الشعب على فئات أخرى، وتارة لا تمتثل لإرادة ملك البلاد بالتوقف عن التدخلات في شؤون الجامعات والحريات الطلابية، وكان آخرها كما تواردت الأخبار عن اعتقال عدد من شباب 15 آيار الذين شاركوا في مسيرة (العودة) الأسبوع الماضي بعد ضربهم والتنكيل بهم في تلك المسيرة.
دولة الرئيس، آن الآوان لأن تصارح الشعب الأردني، بأن توفير الحماية للشعب الأردني أمر فوق طاقة الحكومة، وان الأمن والحماية التي نرغب بها ونتمنى لا تتاتى إلا حين تملك الحكومة زمام أمرها بأن تكون صاحبة الولاية العامة على كل مؤسسات الدولة، وبغير ذلك ، فإن من يقرأ تصريحات دولتكم لا وبد وأن يشاطرني الرأي بانه : شر البلية ما يضحك !!!!
والله هو الحامي والحافظ لنا من كل شر وسوء يُراد بنا، ومن يتوكل على الله فهو حسبه....