كادالفساد ان يكون كفرا
لا شكّ أن اكبر همً عند المواطن الاردني هو الفساد الذي ينهش لحم المواطن سواء نتيجة سلبه للموارد الوطنية لمصلحة جماعة صغيرة العدد ووفيرة الغنى أو بأخذ حقوق المواطن في التعيين والتعليم وخلافه أو وهو الخطر الأكبر ان يسيًر السياسة الأردنية حيث يستفيد هو وليس للمصلحة الوطنية .
وحيث أنّ التوجه الملكي السامي وألإرادة السياسيّة العليا هي إجتثاث هاذا الفساد من جذوره بل ومعاقبة الفاسدين حتّى وإن تسلّلوا للديوان الملكي العامر وهذا ما يكرره جلالة الملك في كتب التكليف السامي للحكومات المتعاقبة ولكن لا حياة لمن تنادي وكأن هؤلاء الفاسدون بعبعا يخيف أي حكومة قادمة بل ويجعلها احيانا وكأنها أو بعضها شريكا له كما حدث في الحكومة الحاليّة في موضوع تمكين السيد خالد شاهين من مغادرة البلد وهو محكوم عليه ويواجه شبهات فساد في غير قضية على الأقل .
وقد إستفحل الفساد حتى بات أن يكون كالكفر ومعاذ الله أن أفتي في أمر لا أفقه فيه ولكن الفاسد الذي يكفر في النًعم التي وهبها الله له ولم يقنع وراح يسلب حقوق الغير أوليس ذلك الفاسد إنسان شيطان. مع أن تصريحات الرئيس وأعضائها بعد التشكيل مباشرة كانت شبه مطمئنة أو تكاد ولكن سرعان ما بدأت الصورة تنعكس شيئا فشيئا وهذ يلهب أعصاب المواطنين ويجعلهم يعودون للشوارع للمطالبة بحقوقهم ومنها إسقاط الحكومة .
هل يُعقل أن لا أحد يجرأ على كشف الفاسدين وهم أوضح من شمس الظهيرة وهل لا يجرأ احد على محاسبتهم ومعاقبتهم وفي ظهره مساندة جلالة الملك ام هل قوّة الفاسدين أقوى من أيً قوة أوقانون أو تعليمات رسميّة بحيث تخًرّ لهم القوى ساجدينا ؟؟؟
إن كنت تدري أيها الرئيس فتلك مصيبة وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم وكلُّ تلك المصائب تقع على رأس الفقير المعدم المواطن الذي يبحث عن لقمة عيش كريمة بينما يجول الملك الدول باحثا عن دعم لبني وطنه اللذين يفتدوه بالنفيس لحبًهم الحقيقي له ودائما يضع الاردن النموذج في مصاف الدول المتقدًمة جاذبا للإستثمار جالبا الخير للبلد .
هل كان للفساد أن يستقوي ويستشري لو لم يكن من أهله مسؤولون ومتنفذون وغياب الردع والقمع ألا يجب ان تُرفع الحصانة عن الوزراء والنواب وكبار المسؤولين وتعطى هذه الحصانة والحماية لإصحاب الضمائر الحيّة التي تُقدًم تباليغ أو دلائل عن الفاسدين .
إلى متى ستعجز الحكومات عن تطبيق ما يرد في كتب التكليف السامي ومحاربة الفساد بشكل جريئ وفعّال وتعليق الفاسدين على منصّات الحقً ليأخذوا عقابهم العادل بإرجاع ما سلبوه وتصحيح ما خرّبوه ويذوقوا مرارة الحبس والحرمان على ما فعلوه .
وإلى متى سيبقى الفاسدون ينهشون لحم الغلابى والمساكين ويتلذّذون بسلب حقوقهم وتسوًد عيشتهم ويتمتعون بعذابهم .
وإلى متى سيبقى العامّة يكتفون بالتظاهر والمطالبة ويسكتون عن جرائم الفاسدون هل بعد أن يسلب الفاسد حليب ابنائهم الرضّع من صدور امهاتهم .
إن كان الفاسدون يشعرون ان البلد مزرعة لهم وأن البقر الحلوب فيها ما تزال تحمل الخير فليعلموا أن الأبقار قد نشّفت ولم تعد تُدرُّ حليبا بل شرابا زؤاما فيه مرارة عيش الشرفاء الذين علوا بنيان البلد بزنود سمراء وبقيادة هاشمية على مرً السنين وهؤلاء لن يتركوا البلد تضيع من أجل حفنة من الفاسدين الذين لا يحللون ولا يحرًمون إلاً لجيوبهم بغضَ النظر عن صاحب الحق والمال .
(وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ) (غافر) صدق الله العظيم
(وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاء بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنزِيلًا ﴿25) الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا ﴿26﴾ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا ﴿27) الفرقان) صدق الله العظيم
المهندس احمد محمود سعيد
دبي – 20/5/2011