اخبار البلد : أيمن الفارس بني خلف - بكل جرأة وحزم؛ صرح عمرو موسى أن الدول العربية لن تلتزم الصمت حيال ما يتعرض له الشعب الليبي (الشقيق).. وبعدها بدأ مسلسل التدخل الأطلسي الذي تزايدت وتيرته حتى وصلت لحد جعل قتل القذافي هدفا" شرعيا" مقبولا" على اعتبار أنه مجرم حرب ارتكب جرائم ضد الإنسانية بحق الشعب الليبي الأعزل سابقا" المسلح حاليا" بجهود وبركات حلف النيتو, وصمت وأكثر من (هزة رأس) بالموافقة من مجموعة الدول العربية التي أصاب الملل رؤساء وفودها من الجلوس لساعات مستمعة" لتنظير العقيد خلال (التجمعات العربية النادرة)!
أغلب العرب يوافقون على ما يحدث في ليبيا من مساعدة للثوار مع التحفظ (الشعبي) الشديد على النوايا التي يبيتها أعضاء الناتو لليبيا خصوصا" من وجد فيها فرصة سانحة للعودة لليبيا من البوابة الخلفية.. لكن السؤال المطروح بشدة للأمين العام للجامعة العربية المتحدث باسم العرب سواء" أكان السيد عمرو موسى أم خلفه المنتظر السيد نبيل العربي هو.. ألم.. وكيف.. ولماذا؟!
السيد عمرو موسى.. السيد نبيل العربي.. أيها السيدان في قومكما.. كيف لم تصلكما أنباء سوريا بعد ولماذا؟! ألم يصدف وأن وقعت أعينكما على مشهد من مشاهد الاغتيال في سوريا التي تحوي ثلاثة وعشرين مليونا" من العرب الذين هم بالمناسبة أفراد شعب (شقيق) أيضا"!!
أم أن المسير للأحداث هو فقط مجموعة من المصالح (الناتوية) لم يبق سوى نفط ليبيا بعيدا" عن أيديهم؟!
وأنا هنا لا أنادي بالمطالبة بتدخل أجنبي لإنصاف السوريين الذين يقتلون يوميا" على أيدي عصابات لا تشابه الجيش السوري سوى بلون اللباس؛ بل أطالب بأضعف الإيمان, موقف عربي واضح يرفض ما يحدث في سوريا ويطالب بوقف القتل لأهلنا الذين يسحقون تحت أقدام عصابات ماهر الأسد في سيناريو يعيدنا رغما" عنا لبدايات الثمانينيات عندما كانت سرايا دفاع رفعت (الأسد؟؟) تصول وتجول في شوارع دمشق تمزق الحجاب عن رؤوس بنات سوريا في الجامعات والمدارس والشوارع بل وحتى في الحافلات العمومية.. ومن ثم انتهت تلك الأحداث بتدمير حماة عن بكرة أبيها وقتل أبنائها واعتقل من اعتقل وهرب من هرب ممن استطاع النجاة من أبنائها شرقا" وغربا".. ولا يزال الكثيرون منهم يقبعون في أقبية السجون في تدمر ودمشق أو يعيشون في دول مجاورة بهوية غير سارية المفعول أو بجواز سفر منتهٕ منذ تسع وعشرين سنة يحملون وثيقة لا فائدة لها سوى تذكيرهم أنهم ما زالوا آدميين!!
سيناريو عام 1982 في حماة بنسخة أوضح وأكثر قسوة؛ يتكرر يوميا" في درعا وحماة وحمص و(حلب) وتلبيسة والعريضة وتل كلخ وداعل وجاسم وإنخل وإبطع وعتمان وإزرع والشيخ مسكين والعديد من المدن والبلدات والقرى السورية هدفه فقط تكميم أفواه الملايين من السوريين الذين ملت حلمات التذوق في ألسنتهم طعم الملح وتعبت أعينهم ملامسة الرماد.. كل ذلك يحدث بدعوى أن المظاهرات التي تطالب بالحرية والعدالة ووقف تغول الأجهزة الأمنية على حقوق المواطن السوري الذي روّت دماؤه تراب الأرض العربية من المحيط إلى الخليج قبل أن تتشبع بها ذرات التراب في مرصد جبل الشيخ في الجولان الجريح.. محض مؤامرة غربية عربية هدفها النيل من منعة سوريا وصمودها الذي لم نلمس منه سوى التجبر على السوريين طوال أربعين عاما".. منعة في حماية الحدود الإسرائيلية وصمود في وجه كل من يحاول اجتيازها غربا" لا شرقا".. وعليه فلا بد من وقفة عربية أكثر وضوحا" بكثير من مجرد الصمت الذي لا نمتلك تفسيرا" له سوى أنه انتظار لمن سينتصر.. للبدء بالتصفيق.. ما هو مطلوب من العرب يختلف كثيرا" عما اقترفته السلطات اللبنانية بتسليمها جنديين سوريين رفضا قتل أبناء جلدتهما ولجآ إلى أراضيها فرارا" بحياتهما وإيمانهما أن السلاح يجب أن يوجه غربا".. لا شمالا" ولا جنوبا" ولا شرقا".. فقط غربا".. ما هو مطلوب فقط أن يقوم عمرو موسى الذي أختزن في ذاكرتي له الكثير من الاحترام والتقدير على مدى سنين.. أو خليفته نبيل العربي الذي كفى اسم عائلته حاكيا" تاريخه.. أن يقوم أي منهما وعلى الملأ.. بشرح مفصل للنشيد الذي وعيت الدنيا مستمعا" مرددا" لصدى كلماته: بلاد العرب أوطاني من الشام لبغدان.. ومن نجد إلى يمن إلى مصر فتطوان.. فلا حد يباعدنا ولا دين يفرقنا.. لسان الضاد يجمعنا بغسان وعدنان.. ويزيل اللبس الذي أربكني!!
أولا يشمل هذا النشيد (السوريين) أيضا".. أم أن فخري البارودي نظم هذه القصيدة فرحا" باستقلال (كوت دي ڤوار أو الباهاماس)؟؟!!
aymanbanykhalaf@yahoo.com