ضمن احتفالات جامعة البترا بعيد الاستقلال، استضافت عمادة شؤون الطلبة في الجامعة ندوة علمية بعنوان " حقوق الإنسان "، شارك فيها بعض الأساتذة المعنيين بقضايا حقوق الإنسان على المستوى المحلي والدولي.
وقد استهلت الندوة الأستاذة المحامية فاطمة الدباس؛ نائب رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان، بالحديث حول اتفاقية "سيداو" للقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة.
وأكدت الدباس على ضرورة القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، والمواءمة بين الالتزامات المتعلقة بحقوق الإنسان وبين التشريعات والممارسات الوطنية، مؤكدة التزام الأردن بالاتفاقيات الدولية التي صادق عليها ومنها الاتفاقيات التي تخص المرأة، وعلى رأسها اتفاقية «سيداو».
وأشارت الأستاذة إلى أن هذه الاتفاقية تحتل موقعاً هاماً بين المعاهدات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان، فالمرأة تشكّل نصف مجموع البشر، وقضايا المرأة وهمومها تندرج في صُلب الموضوعات التي تتناول حقوق الإنسان، حيث تؤكد الاتفاقية على ضرورة الاستفادة من الطاقات والكفاءات النسائية، وسن التشريعات التي تسهل خروج المرأة للعمل، ومن ضمنها إجازات الوضع والحضانة مدفوعة الراتب، وتوفير حضانات للأطفال في مؤسسات العمل الكبيرة، وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بالنسبة للإناث والذكور، سواء فيما يخص الرواتب أو الحوافز أو فرص الترقي، وغيرها.
كما تحدث الدكتور محمد رجب سلامة حول الشرعية الدولية لحقوق الإنسان، مبينا أن للشرعية الدولية مصادر متعددة، تبدأ بالقانون الدولي بفروعه المختلفة؛ من قواعد وأحكام ومبادئ، مروراً بقانون المنظمات الدولية. وتشمل أيضاً مجموعة المعاهدات والاتفاقيات والعهود الدولية، التي أقرها القانون الدولي، وهي تمثل المبادئ التي نص عليها الميثاق؛ مثل عدم استخدام القوة، أو التهديد باستخدامها في العلاقات بين الدول، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، والمساواة في السيادة بينها، وحق الشعوب في تقرير مصيرها واختيار نظمها السياسية والاقتصادية والاجتماعية بحرية، وواجب الدول في تنفيذ التزاماتها وفقاً للميثاق، وفي تسوية نزاعاتها بالطرق السلمية.
وقد اختتم الدكتور محمود الصباح الندوة بالحديث حول اتفاقية مناهضة التعذيب وغيرها من ضروب المعاملة السيئة أو اللاإنسانية أو المهينة، والعقوبة القاسية، مبينا أن الدول التي وقعت على هذه الاتفاقية، ترى ضرورة الاعتراف بالحقوق المتساوية وغير القابلة للتصرف، لجميع البشر، لأن ذلك يتوافق مع المبادئ المعلنة لميثاق الأمم المتحدة، كما أنه يتوافق مع إيمانها بالكرامة المتأصلة للإنسان،
لذا تضع في اعتبارها الواجب الذي يقع على عاتقها بمقتضى ذلك الميثاق، بتعزيز واحترام حقوق الإنسان وحرياته الأساسية، ومراعاتها على مستوى العالم،
ومراعاة مواد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان المدنية والسياسية.
وقد أدار الندوة السيد اطراد المجالي مساعد عميد شؤون الطلبة، وجرى في نهايتها حوار مثمر بين المحاضرين وجمهور الطلبة والأساتذة، تناول عدة أمور تتعلق بقضايا حقوق الإنسان. ثم قدم الأستاذ الدكتور أحمد الخطيب؛ عميد شؤون الطلبة درع الجامعة التقديري تكريما للأساتذة المحاضرين.