الإخوان هم الإخوان المسلمون، تلك الجماعة الإسلامية التي تدعو إلى الله على هدْي كتاب الله وسنة رسوله، انطلاقاً من قوله تعالى – مانّاً على العرب بهذا الدين الذي وحّدهم على كلمة الحق بعد فُرقة - : (واذكروا نعمة الله عليكم، إذ كنتم أعداءً فألَّف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً) وقول رسوله – عليه الصلاة والسلام، مُبيِّناً حقيقة موقف المسلم تُجاه أخيه المسلم - : (المسلم أخو المسلم لا يخذله ولا يُسلمه ولا يحقره) . وهم جماعة معروفة في العالم كله بصدقهم وأمانتهم – ولا أزكِّيهم على الله – وعظمة ما يدعون إليه، وأنهم خَدَمٌ لشعوبهم وذادةٌ عن أوطانهم وحماة لبيضة الإسلام .
أما المدرّج فهو المدرّج الروماني الذي يقع في الجهة الجنوبية الشرقية من عمان عاصمة الأردن المحروسة بإذن الله . وهو مدرّج بناه الرومان يوماً مّا في بلادنا الشامية الحبيبة ليقيموا عليه مساخرهم وألعابهم البهلوانية، ويقدّموا فيه مسرحيّاتهم لجماهير شعبهم الذي يدين بالوثنية ولا يؤمن بالله الواحد ولا يتحرّج من معاقرة الخمر وارتكاب الفواحش من على خشبات مسارحه، أو في زواريب دهاليزه التحتية أو الجانبية، أو التحريش بين الحيوانات كمصارعة الثيران، ومن ثم التمتّع أثناء ذلك بكل مساءة ورذيلة، والتلهِّي عن كل محمدة وفضيلة.
وأما عمّان فهي ربّة عمّون كما هو اسمها العربي أو السامي القديم، أو فيلادلفيا كما هو اسمها الروماني أو اليوناني، أو بلد دقيانوس امبراطور الرومان الوثني الذي هرب من ظلمه وكفره فتية أهل الكهف فراراً بدينهم إلى الله حيث لجؤوا إلى تلك المغارة بظاهر المدينة كي يمارسوا فيها عبادة التوحيد بحريتهم، بعيداً عن عسف جلاوزته وسياط جلاّديه وعيون شرطته وزنازين سجونه التي قد يُغرون عليهم فيها، الكلاب المضرّاة أو الوحوش المفترسة تنهش أجسادهم، وتأكل لحومهم، لأنهم يتبنّون حضارةً، الناسُ فيها عندهم عبيد وأقنان، أما هم فأرباب وآلهة والعياذ بالله !!
وأما الحفل الذي كان الإخوان ينوون إقامته على هذا المدرج العتيق، فهو إشهار قوائمهم الانتخابية في جميع أرجاء بلدهم العزيز، لمجلس النواب الثامن عشر تحت مسماهم الجامع (التحالف الوطني للإصلاح) الذي يبين عن محبتهم لديرتهم واحترامهم لشعبهم وسعيهم للتآزر مع غيرهم على الخير، انطلاقاً من قوله تعالى : (وتعاونوا على البر والتقوى، ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) وقوله : (إنْ أُريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكّلت وإليه أنيب) ليثبتوا أنهم شريحة فاعلة من شرائح هذا الشعب بشتى أصوله ومنابته .
وأما الإلغاء فهو المنع بعد الإذن، وهو ما كان . فقد طلب القائمون على حزب جبهة العمل الإسلامي - وهم جمهرة الإخوان وحلفاؤهم الكرام - من الجهات الرسمية الموافقة على إقامة هذا الحفل قبل مدة كافية، فجاء الجواب بالسماح ومن ثم ذهب هؤلاء القائمون يحضّرون للحفل بأحسن ما يستطاع كي يُظهِروا من خلاله للعالم شخصية الأردن المتّسم بالأريحية والمقدّر للديمقراطية التي يُنادَى بها في المجتمع الدَّوْلي كله، والمحترم للرأي والرأي الآخر كما يُقال على أن تكون هذه الإقامة يوم الجمعة (26/8/2016م) الساعة الخامسة مساءً، وإذ بالأمر قبل ساعات معدودة من ذلك التاريخ قبض الريح، ولأسباب لا تثبت للمنطق الحق ولا تصمد لدليل سليم .
والأعجب من ذلك مما لا يُسيغه عقل، أن المسؤولين عن مصلحة الآثار في الحكومة – كما نُقِل عنهم - رأوا بأن مثل هذه المواقع الأثرية لا تصلح للدعاية الانتخابية أو أن الحكومة نفسها تريد أن تقف من جميع الفئات والأحزاب المترشّحة على مسافة واحدة !! أما أنها لا تصلح لمثل هذه الأغراض وهي أغراض شريفة تُعبّر عن آراء الناس، وتسعى لخدمة البلد ويُقاس بها صدق المناداة بالديموقراطية واحترام الحرية من عدمهما، فكيف إذن تصلح هي نفسها لإقامة المهرجانات الغنائية والأحفال الموسيقية التي يصمُ أكثرَها طابَعُ العبث واللهو ؟! وأما قضية الوقوف من الجميع على مسافة واحدة، فإذا أرادت الحكومة أن تخرج مما تدّعيه من حرج في السماح للحركة الإسلامية به، فما المانع من أن تسمح لغيرها أن تقيم مهرجاناتها على هذا المدرج أو سواه، كما تقيم الحركة نفسها وهي لا تمانع في ذلك البتّة، بل تؤيده وتحفز عليه ؟!
وإنني لأقول للمسؤولين في البلد : إن أولى الناس بهذا المدرّج هم الدعاة إلى الله من أبنائه، لأنهم أحفاد أولئك الغر الميامين من الصحابة والتابعين الذين فتحوه بالحق، وأزالوا منه دولة الرومان الظالمة، ومن بعدُ محضوه للصالحين من أبنائه الذين هم نحن الإخوان وغيرنا ممن يتهدّى خطا السلف المستقيمة . أجل، إننا ولا فخر الوارثون لمجد الإسلام في هذا الوطن وغيره، والحاملون لقيم العروبة الحقّة فيه، وأننا أتباع خير الرسل الذي شرّف عمّان بأن ذكرها في حديثه، وأن حوضه يمتد ما بينها وبين عدن ولأننا ننادي بعزّة هذه الأمة وندعو لحريّتها واستقلالها، ولكنّ شأننا – ويا للأسى والأسف – مع أبناء جلدتنا الرسميين كما يقول الأول : (أُريد حياته ويريد قتلي) !!
ويبدو أن هؤلاء الرسميين في هذا البلد ما زالوا يسيرون لسبب أو لآخر على السياسة القديمة التي كانوا ينهجونها، ولاسيما بالنسبة لهذا المدرّج ونظائره من المدرّجات الأخرى، إذ حدث في فترة الخمسينيات من القرن الماضي أن حجزت الحكومة المياه عن سكان عمان لعدة أيام وجرّتها إلى ساحة المدرج المذكور لتجمّدها، ومن ثم تتزلّج عليها فرق غنائية أجنبية دُعيت إلى هذه الأرض الزكية لتدنّسها بعروضها الشائنة وتشوّه وجهها الناضر بفحشها وفسادها، وكذلك الشأن في مهرجان جرش في تلك الآناء عندما جُلِبت الفرق من أبناء الأردن وبناته لتقيم فيها الليالي الحمراء، وعندما اعترض مسؤول الجماعة آنذاك الأستاذ محمد عبد الرحمن خليفة على هذا السوء كان نصيبه الاعتقال والزجّ في السجن !!
وفي الختام أقول : إنه مما لا شك فيه أن الأمر في إلغاء مهرجان الحركة الإسلامية هذا، يُعدّ نكتة سوداء في التاريخ السياسي لهذا البلد الذي نجلّه ونحترمه لأنه من الأقطار التي طهّرها الصحابة من رجس الرومان، وهو بالتالي ليس في صالح الحكومة بحالٍ . ثم إن منعَ الحكومةِ الموافقةَ عليه وقولها بأنه تبيّن لها أن الموقع لا يصلح للاشهارات الانتخابية، يُردُّ عليها بما لا يُبقي لها حجة، إلا إذا أرادت المكابرة، وهو أين إذن كانت إدارتها عندما سمحت به، وعلامَ ارتكز قرارها، أم أنها لا تريد أن تُطهّر بالإسلام آثار الرومان ؟! ولتعلم الحكومة أن الحركة الإسلامية وهي حركة وطنية راشدة لا يُعوِزها أن تجد لها مكاناً مناسباً تقيم فيه مهرجانها أو مهرجاناتها بهذا الخصوص وغيره اليوم أو غداً، فإنها متوفرة لأن أمكنتها في الضمائر والقلوب، قبل أن تكون في الأمكنة والدروب !! وما أنسب ما يوجّه للحكومة في هذا الصدد، وقد منعت بعدما وافقت، ما قاله المثقِّب العبدي الشاعر :
لا تقولنَّ إذا ما لم تُرِدْ
أن تُتمَّ الوعْدَ في شيءٍ نَعَمْ
حسنٌ قولُ نعمْ من بعدِ لا
وقبيحٌ قولُ لا بعْدَ نعمْ
إنَّ لا بعدَ نعمْ فاحشَةٌ
فـ (بِلا) فابدأ إذا خفتَ النّدمْ
فإذا قلتَ نعم فاصْبرْ لها
بنجاحِ القولِ إنَّ الخُلْفَ ذَمّْ
وأما عمّان فهي ربّة عمّون كما هو اسمها العربي أو السامي القديم، أو فيلادلفيا كما هو اسمها الروماني أو اليوناني، أو بلد دقيانوس امبراطور الرومان الوثني الذي هرب من ظلمه وكفره فتية أهل الكهف فراراً بدينهم إلى الله حيث لجؤوا إلى تلك المغارة بظاهر المدينة كي يمارسوا فيها عبادة التوحيد بحريتهم، بعيداً عن عسف جلاوزته وسياط جلاّديه وعيون شرطته وزنازين سجونه التي قد يُغرون عليهم فيها، الكلاب المضرّاة أو الوحوش المفترسة تنهش أجسادهم، وتأكل لحومهم، لأنهم يتبنّون حضارةً، الناسُ فيها عندهم عبيد وأقنان، أما هم فأرباب وآلهة والعياذ بالله !!
وأما الحفل الذي كان الإخوان ينوون إقامته على هذا المدرج العتيق، فهو إشهار قوائمهم الانتخابية في جميع أرجاء بلدهم العزيز، لمجلس النواب الثامن عشر تحت مسماهم الجامع (التحالف الوطني للإصلاح) الذي يبين عن محبتهم لديرتهم واحترامهم لشعبهم وسعيهم للتآزر مع غيرهم على الخير، انطلاقاً من قوله تعالى : (وتعاونوا على البر والتقوى، ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) وقوله : (إنْ أُريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكّلت وإليه أنيب) ليثبتوا أنهم شريحة فاعلة من شرائح هذا الشعب بشتى أصوله ومنابته .
وأما الإلغاء فهو المنع بعد الإذن، وهو ما كان . فقد طلب القائمون على حزب جبهة العمل الإسلامي - وهم جمهرة الإخوان وحلفاؤهم الكرام - من الجهات الرسمية الموافقة على إقامة هذا الحفل قبل مدة كافية، فجاء الجواب بالسماح ومن ثم ذهب هؤلاء القائمون يحضّرون للحفل بأحسن ما يستطاع كي يُظهِروا من خلاله للعالم شخصية الأردن المتّسم بالأريحية والمقدّر للديمقراطية التي يُنادَى بها في المجتمع الدَّوْلي كله، والمحترم للرأي والرأي الآخر كما يُقال على أن تكون هذه الإقامة يوم الجمعة (26/8/2016م) الساعة الخامسة مساءً، وإذ بالأمر قبل ساعات معدودة من ذلك التاريخ قبض الريح، ولأسباب لا تثبت للمنطق الحق ولا تصمد لدليل سليم .
والأعجب من ذلك مما لا يُسيغه عقل، أن المسؤولين عن مصلحة الآثار في الحكومة – كما نُقِل عنهم - رأوا بأن مثل هذه المواقع الأثرية لا تصلح للدعاية الانتخابية أو أن الحكومة نفسها تريد أن تقف من جميع الفئات والأحزاب المترشّحة على مسافة واحدة !! أما أنها لا تصلح لمثل هذه الأغراض وهي أغراض شريفة تُعبّر عن آراء الناس، وتسعى لخدمة البلد ويُقاس بها صدق المناداة بالديموقراطية واحترام الحرية من عدمهما، فكيف إذن تصلح هي نفسها لإقامة المهرجانات الغنائية والأحفال الموسيقية التي يصمُ أكثرَها طابَعُ العبث واللهو ؟! وأما قضية الوقوف من الجميع على مسافة واحدة، فإذا أرادت الحكومة أن تخرج مما تدّعيه من حرج في السماح للحركة الإسلامية به، فما المانع من أن تسمح لغيرها أن تقيم مهرجاناتها على هذا المدرج أو سواه، كما تقيم الحركة نفسها وهي لا تمانع في ذلك البتّة، بل تؤيده وتحفز عليه ؟!
وإنني لأقول للمسؤولين في البلد : إن أولى الناس بهذا المدرّج هم الدعاة إلى الله من أبنائه، لأنهم أحفاد أولئك الغر الميامين من الصحابة والتابعين الذين فتحوه بالحق، وأزالوا منه دولة الرومان الظالمة، ومن بعدُ محضوه للصالحين من أبنائه الذين هم نحن الإخوان وغيرنا ممن يتهدّى خطا السلف المستقيمة . أجل، إننا ولا فخر الوارثون لمجد الإسلام في هذا الوطن وغيره، والحاملون لقيم العروبة الحقّة فيه، وأننا أتباع خير الرسل الذي شرّف عمّان بأن ذكرها في حديثه، وأن حوضه يمتد ما بينها وبين عدن ولأننا ننادي بعزّة هذه الأمة وندعو لحريّتها واستقلالها، ولكنّ شأننا – ويا للأسى والأسف – مع أبناء جلدتنا الرسميين كما يقول الأول : (أُريد حياته ويريد قتلي) !!
ويبدو أن هؤلاء الرسميين في هذا البلد ما زالوا يسيرون لسبب أو لآخر على السياسة القديمة التي كانوا ينهجونها، ولاسيما بالنسبة لهذا المدرّج ونظائره من المدرّجات الأخرى، إذ حدث في فترة الخمسينيات من القرن الماضي أن حجزت الحكومة المياه عن سكان عمان لعدة أيام وجرّتها إلى ساحة المدرج المذكور لتجمّدها، ومن ثم تتزلّج عليها فرق غنائية أجنبية دُعيت إلى هذه الأرض الزكية لتدنّسها بعروضها الشائنة وتشوّه وجهها الناضر بفحشها وفسادها، وكذلك الشأن في مهرجان جرش في تلك الآناء عندما جُلِبت الفرق من أبناء الأردن وبناته لتقيم فيها الليالي الحمراء، وعندما اعترض مسؤول الجماعة آنذاك الأستاذ محمد عبد الرحمن خليفة على هذا السوء كان نصيبه الاعتقال والزجّ في السجن !!
وفي الختام أقول : إنه مما لا شك فيه أن الأمر في إلغاء مهرجان الحركة الإسلامية هذا، يُعدّ نكتة سوداء في التاريخ السياسي لهذا البلد الذي نجلّه ونحترمه لأنه من الأقطار التي طهّرها الصحابة من رجس الرومان، وهو بالتالي ليس في صالح الحكومة بحالٍ . ثم إن منعَ الحكومةِ الموافقةَ عليه وقولها بأنه تبيّن لها أن الموقع لا يصلح للاشهارات الانتخابية، يُردُّ عليها بما لا يُبقي لها حجة، إلا إذا أرادت المكابرة، وهو أين إذن كانت إدارتها عندما سمحت به، وعلامَ ارتكز قرارها، أم أنها لا تريد أن تُطهّر بالإسلام آثار الرومان ؟! ولتعلم الحكومة أن الحركة الإسلامية وهي حركة وطنية راشدة لا يُعوِزها أن تجد لها مكاناً مناسباً تقيم فيه مهرجانها أو مهرجاناتها بهذا الخصوص وغيره اليوم أو غداً، فإنها متوفرة لأن أمكنتها في الضمائر والقلوب، قبل أن تكون في الأمكنة والدروب !! وما أنسب ما يوجّه للحكومة في هذا الصدد، وقد منعت بعدما وافقت، ما قاله المثقِّب العبدي الشاعر :
لا تقولنَّ إذا ما لم تُرِدْ
أن تُتمَّ الوعْدَ في شيءٍ نَعَمْ
حسنٌ قولُ نعمْ من بعدِ لا
وقبيحٌ قولُ لا بعْدَ نعمْ
إنَّ لا بعدَ نعمْ فاحشَةٌ
فـ (بِلا) فابدأ إذا خفتَ النّدمْ
فإذا قلتَ نعم فاصْبرْ لها
بنجاحِ القولِ إنَّ الخُلْفَ ذَمّْ