وتقوم هذه النّحلة/البدعة على فكرة ان النبوة لم تُخْتم برسول الله صلى الله عليه وسلم، وان النبوات مستمرة في الارض، وان الغلام ميرزا نبي تتنزّل عليه الآيات. وان كتبه «البليغة» فيما يزعمون هي بعض براهين نبوته.
ولقد كتب كثيرون عن هذه الجماعة وعن الغلام ميرزا بما يكشف اسباب نشأتها الاولى. ولكن احدا لم يقم بدراسة بلاغية لكتبه التي يرى اتباعه انها من معجزاته. وان من يقرأ أنموذجات مما اتى في بعض كتبه ليأخذه العجب كيف راج في القوم ان هذا الكلام المثقل بأكثر ألوان البديع سذاجة وثقلا على الذائقة العربية، كيف يكون دليلا على الاعجاز وهو لا يبلغ بحال ادنى مراتب التعبير السليم.
قد يكون من شأن الهندي حين يُقرأُ عليه كتاب بالعربية لمُدّعي النبوة (او الولاية) الميرزا غلام ان يعجب كيف أُتيح له الكتابة بالعربية على نحو مقبول. ولكن القارئ العربي في غير هذا الوارد من الغفلة والاستغفال، وهو يملك ان يرد هذه الدعوى العريضة بالاعجاز الى عصر بلغت الركاكة فيه مبلغها من اذواق الناس، فلا اعجاز حينئذ ولا ما يحزنون.
ثم ان النشأة الأولى لهذه النحلة، ومراكز انتشارها وثِقلها، ولا سيما في اسرائيل، مؤشرات دالة على ان ثمة مهمات مستقبلية لها، ولخلفائها الذين بلغوا الان خمسة يُبايَعُون واحداً إثر واحد على الطاعة، كُلّ أوان، فيما لا يغضب البريطان أو اليهود أو الأميركان.
هذه النّحلةُ ومهمّاتها
أخبار البلد -
اقامت بريطانيا (التي كانت توصف بالعظمى) القاديانية على ساقيها الضعيفتين في الهند وباكستان. وامدتها بأسباب الحياة، وكانت (ولعلّها ما تزال) ترفدها بما يمكنها من حضورها الواهن في كثير من المجتمعات الاسلامية، ولا سيما في افريقيا والمهاجر الغربية. وكان السبب الاكبر في هذا التأييد الانجليزي لهذه الجماعة انها لا توجب الجهاد بما هو واجب على كل مسلم ومسلمة اذا هوجمت بلاد المسلمين وانتهكت محارمهم، وانها لا تنفك تظهر (على لسان منشئها وخلفائه) الولاءَ لحكومة جلالة الملكة في لندن، وغير ذلك كثير مما نعلم ومما لا نعلم..