ءفجأة تعالت الأصوات و بدأت الخطب : أنا جاي من الصبح ..وأنا قاعد من نصّ الليل ..لا لا بدنا قُرعة ..معقول اللي أجا أول واحد يطلع رقمه آخر واحد ..وين العدل ..وين التنظيم ..وين ووين ..؟ كنتُ أعتقد وأنا أسمع كل هذا من أكثر من شخص في إحدى مراكز تسجيل المرشحين أن الأمر يستحق كلّ هذا الصراخ وكل هذه الحدّة ..
هناك اعتقاد سائد بأن المرشح أو القائمة التي تحصل على رقم (واحد) سيكون حظها بالفوز كبيراً و أن الناس (من حالها لبالها ) تروح وتركض و تصوّت (لأول شيء تشوفه قدامها) ..! وكأن الناس لا رأي لها ..ولا تعرف ماذا تريد ..! وكأن الناخب المضروب على رأسه و الذي تعنّى في المجيء و هو يعرف من سينتخب ؛ عند التصويت سيحدث له في ثواني (غسيل دماغ) لأن القائمة رقمها واحد ..!
هذه سطحية في التفكير ولا تبشّر بخير لمرشحين من المفترض أن يكونوا بعد قليل (نواباً) ..أن يكون تفكيرهم بالناخب الأردني بأنه من النوع الذي لا يفكر والذي لا يعرف كيف يقرأ ..والأدهى انه ناخب (كسول جداً) لا يريد تقليب صفحات دفتر الانتخاب ..!! يا جماعة وحدوا الله ..!
إذا كان المرشح بهذا التفكير ..والناخب بهذا التطبيق ؛ فقولوا على المجلس القادم (عليك السلام) ..! فنسبة الأميّة التي تكاد تندثر بيننا ..و إرادة التغيير التي من المفترض أن تفرض نفسها على الناخب ؛ تستدعي احترام الناخب و احترام عقله وذكائه ..بل على الأقل احترام قراءته و كتابته ..!
ما زلنا نركض خلف رقم موبايل مميز يتحول بعد قليل إلى اسم لا نعرف رقمه ..ما زلنا نركض خلف رقم لوحة سيارة مميزة وكأن رقمها سيجعلها سيارة (لا تعمل حوادث ولا تتعبّى بنزين ) ..وما زال تفكير غالبية (النواب القادمين) يركضون خلف رقم (واحد) في التسجيل للقائمة لأنهم لا يرون في الشعب الناخب إلا رقماً فقط ..صوتاً يوصلهم إلى الكرسي ..!
لله درك يا شعب ..هل فعلاً أنت لا تعرف تقرأ و تكتب وستذهب للرقم واحد بغض النظر من يكون ..؟؟!
احجز رقم قائمتك الانتخابية
أخبار البلد -