جاء حديث الملك مع الزميلة «الدستور» في وقته، فالملفات التي تناولها اللقاء لم نسمع عنها منذ فترة ليست بالوجيزة، ولا سيما ان رئيس الحكومة نادرا ما يتحدث في هذه القضايا.
الملك اكد ان قرار اغلاق الحدود مع سوريا مستمر، وان المناطق الشمالية والشمالية الشرقية هي مناطق عسكرية مغلقة، وان هذا الامر استراتيجية اردنية مرتبطة بالامن الوطني.
من جهة اخرى تناول الملك موضوع العملية الانتخابية بلغة جديدة، فهو حين يقول «ان التغيير لا يكون الا بصناديق الاقتراع»، ويستخدم لفظ «التغيير»؛ فهذا مؤشر على افكار تدور في ذهنه تتعلق بقادم الايام.
الملك ايضا في لقائه اشار بوضوح الى «لن نسكت عن أي شخص يحاول أن يزرع الفتنة بيننا، أو يسيء إلى عقيدتنا ومختلف الأديان، فهو عدو كل أردني، وعدو هذا الوطن ومبادئه التي بني عليها».
هذه العبارة هامة، ولعلها قد تكون مناسبة ليفهم تيار بعينه اندفع في الآونة الاخيرة نحو اعتقادات لديه بأنه وصي على اصلاح الخطاب الديني، فما قاله الملك قد يفرمل اندفاعة هؤلاء غير المتورعة في استسهال نقد الدين.
في الشأن الفلسطيني جاء الملك –كما هو المألوف– على ذكر مقاربة «حل الدولتين»، لكنه هذه المرة طرحها بطريقة انها تموت، فحين يقول إن الابتعاد عن حل الدولتين يغذي العنف والتطرف، فالاشارة واضحة إلى ان البعد حاصل وواضح.
على كل الاحوال، كان بإمكان من يجري اللقاء الذهاب اكثر نحو معرفة ما يفكر به الملك، لكنه اكتفى بأسئلة كلاسيكية، ربما اجابت عن بعض ما نبحث عنه.