يوم الثلاثاء المقبل اول ايام الترشيح للانتخابات النيابية المزمع اجراؤها في العشرين من الشهر المقبل بإذن الله.
دعونا نتفق ان مجرد اجراء الانتخابات هو جسارة سياسية بامتياز في ظل الاجواء العاصفة التي تحيط بالمنطقة.
المراقب للمشهد الانتخابي يصل الى نتيجة مفادها ان الحراك الانتخابي لا يزال ضعيفا رغم الحملات الاعلامية والاعلانية التي تقوم بها الهيئة المستقلة للانتخاب؛ ما يعني أن عزوف الناخبين يترك سؤالا بلا اجابة وهو : لماذا يعزف الناخب الاردني عن التوجه الى صندوق الاقتراع، وهو يعرف ان المجلس النيابي المنتخب الجديد سيكون له اثر بالغ في حياته السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
بكل وضوح يجيب الناخبون انه لا ثقة بالمجالس النيابية، وان التسابق المحموم لخوض غمار الانتخابات بشكل فردي ودون برامج واضحة يعني ان كل نائب سيغني على ليلاه، وقليل منهم يغني على ليل الوطن.
التجارب التي تعلم منها الناخب الاردني كثيرة، وهو يرى نواب البزنس، ونواب الحارات، ونواب الكلاشنات، ونواب الطوشات، ونواب «المباطحة»، فضلا عن تناقض النواب بين ليلة وضحاها وسرعة انقلابهم على القوانين والقرارات التي تصدر عن المجلس ذاته، فالنائب الذي لا يحترم القانون الذي شرّعه كيف له ان يحترم الناخب.
هنالك دعوات لمقاطعة الانتخابات، وهي ليست الحل، الحل هو ان يتوجه الناخب الى الصندوق ويختار النائب صاحب التاريخ المعروف، وصاحب كلمة الحق، وصاحب الرأي الذي يخشى على سمعته، ونائب الوطن الذي ينظر الى الوطن على انه مكان يأوينا جميعا وليس من ينظر الى الوطن بمنفعة شخصية ويزنس.
نحن امام استحقاق دستوري ووطني، ليقل كل منا كلمته في القائمة والنائب الذي يتوسم به خيرا، فالقائمة الانتخابية لا تساوي شيئا امام القاعدة الانتخابية وكل منهما تكمل الآخرى.. وللحديث بقية.