بعض غلوائك ايها الظل المرسوم والخط المعلوم..
بعض ما انت فيه من وهم واهم وحلم حالم..
وتعال اصارحك بكنه امرك وسر وجودك وغايتك التي اطلقت لها, ووظيفتك التي اصطنعت لادائها.
إنك انما اقمت حيث انت لأنك من لزوم ما لا يلزم, ولأن ثمة فراغاً في اللوحة يستحب, لغاية في نفس صاحبها, أن تشغله وانت تتولى سدانته.
فيالك من سادن للفراغ يحسبه معارج وبروجاً ويحسب الاصداء فيه شهباً ثاقبة, ويحسب نفسه صانعاً للمطر ومزجياً للسحاب!!
بعض هذه الغفلة, فما أنت الا عرض أتى به الاتفاق (الصدفة) وسيذهب به الاتفاق, واثبتته الغايات وستذهب به الغايات, وحسبك من هوان حالك أن تكون رهن مزاج صاحب اللوحة, في سخطه أو في رضاه, وأن تكون ظلاً لما لا تعلم مبدأه ولا تدرك منتهاه.
ولقد يذهب بك الظن الذي لا يغني من الحق شيئاً الى انك مركز اللوحة أو واسطة عقدها أو محورها الرئيس. فإن كان ذلك فقد جمعت جهالة الى جهالة, وعدوت ايها اللون قدرك, ولم تستبن انك مجرد ضربة فرشاة على خشبة أو قماشة ستكون مهما أتيح لها من بقاء طعمه للنيران وسخرية للزمان, كما ستكون اللوحة التي تراها كوناً عامراً لقى مطروحاً في الطريق تتقاذفها الارجل أو يسومها اصحاب الخلقان أو يتلاعب بها الصبيان.
أيهذا اللون الذي تفشّى به غروره على صفحة الأفق قد غبت عن حقيقتك طويلاً, فأفق.
مجرد ضربة فرشاة
أخبار البلد -
أيهذا اللون المزهو في شدته, الفرح بما يتبوّأه من مكان في هذه اللوحة العريضة, الماكث حيث هو, يتواجد كيف يشاء, ويظن أن الكون قد زوي له في مثابته, وأنه ظاهر على حركات الافلاك, وأنه مطّلع الى ما وراءها, وأن ثمة من حقائق الاشياء ما ينطلق منه وما يعود اليه.