هذه العقدة من الخيوط المفلوتة هي بالنسبة للاردني الذي يعرف سوريا والسوريين، عقدة عسيرة على فهمه السويّ البسيط للعرب والعروبة، ثم هو يشهد في قراه ومدنه وبواديه سوريين لاجئين، وقد يتصوّر انه يمكن ان يكون مثلهم، ولكن الى اين يلجأ؟ فهو محاط بالصحاري.. وبالمستعمرة اليهودية الكبرى.. بديل سوريا الكبرى التي كان يرفع علمها، وينشد نشيدها كل صباح: انت سوريا بلادي.
من الصعب توصيف وضع الاردنيين ضمن المشهد الدموي الذي يحيط بهم، لا لانهم خائفون او مذعورون فلهم ثقة بنظامهم السياسي وجيشهم وتماسك شعبهم، وإنما لانهم غير قادرين على فهم هذا الذي يجري ويستثير مستنقعات الدم والخراب الذي يزلزل مدن سوريا ودساكرها وكل جزء من حياتها.
نحن لا نخاف من اخطار الداخل، ولا نخاف ايضا من اخطار الخارج، لكننا لا نفهم المعادلة الخارجة عن حكم العقل والضمير، وهذا توصيف قد لا يقبله المتفذلكون الذين يحبون قراءة الممحي، لكنه التوصيف الحقيقي الموجع.
لأنه غير قابل للفهم
أخبار البلد -
ليس من السهل فهم ما يجري.. لان ما يجري خارج حدود الفهم الطبيعي البشري، فمن يصدق ان تغيير النظام في سوريا يستدعي خمس سنوات من الحرب؟ ومن يصدّق ان هناك لبنانيين مسلحين الى جانب جيش ايراني الى جانب مرتزقة افغان وباكستانيين يقاتلون دفاعاً عن نظام استهلك نفسه من اربعين عاماً؟ ومن يصدق ان قوى الديمقراطية السورية تتحالف مع تركيا، وقطر وكوادر حزب العمال الكرد – التركي، لاسقاط نظام الاسد؟ ومن يصدق ان روسيا واميركا يشكلان الان مفتاح الحل السوري؟