وردة لوليمة ولم يغب مدعو قط، فلمن تراها تكفي إلا ان ينظر اليها فقط، وهي في الواقع تكفي لشبع بتخمة إن كان نحوها احساس بما فيها من لون بديع، وعطر يفوح بما يزكم الانوف بأطيب الطيب، وهي زهرة من برعم أقل حجما من أصغر ناب ليفكر بالتهامها، ومع ذلك هناك من يفكر ويخطط ليفوز بها وحيدا، وهذا بعينه الذي يعشش بوجدان متخفي بورع لا يفيد معه كبر اي عمامة، وهنا تماما تكمن قصة الضمير المستتر.
ومن الذي لا يشك اليوم بملتح وقد بات كل من يطلقها يحظى بلقب شيخ وان هو بمستوى ابتدائي راسب، وللفتاوى من صنف هكذا عالم حدث ولا حرج، فمن له باطلاق خياله ليكون في الجانب الاخر والدين كله يسر والرب رب قلوب، ومن الذي يحدث بنعمة ربه حقا وقد شرح الصدور، وأكد ان مع العسر يسرا، فمتى نعود مسلمين حقا، إلا ان يحل بيننا مسلم حقا يستحق الراية فعلا وليس زورا وبهتانا وإفكا.
كل اللواتي في الشوارع لأي سبب هن من بيوتنا، وكل الذين في الشوارع من ذات البيوت ايضا، فكيف يستوي ان ينهش السائر السائرة، وكيف اتفق القوم على النهش المتبادل. وتجد الناس يدخلون في دين الله افواجا كل يوم جمعة، وبعدها لكل سبيله بلا جامع الا ان يعود لمقلوبة او منسف، ومن ثم استعداد لنصرة مرشح العشيرة، وكأن غيره لم يكن الى جانبه مع الافواج المسلمة، والمصيبة بعدم الغياب عن افواج يوم الجمعة ويصدق حاضرها انه كامل الاوصاف، وهناك من فتن به رغم ما يغلقه من طرقات واطلاق للزوامير بعد نهاية قول الله اكبر، وتراهم يظنون بالتكبير زوامير فما العمل؟!
لو كان علي حاضرا اليوم ومعه معاوية لما اختلفا على عثمان ابدا، ولما كان قميص الاخير حجة لاحد، وها هي أرواب النوم لا تستر عورة ولا تثير احدا كلما تلوثت بالدم، وهو شلالات إن في الشام او الكوفة، فعن اي سنة او شيعة يجري الحديث اليوم؟!