فيصل زيغان .. الرحيل الموجع
أخبار البلد - ما أصعب أن تكتب عن رحيل استاذ من جيل الرواد ممن كان لهم الفضل في مراحل التعليم المبكرة. وما أصعب أن تكتب عن الأستاذ ومربي الاجيال فيصل زيغان ابو وسيم الذي تحمل له الذاكرة صورا عديدة مختزنة داخل قاعة الصف وفي ساحات المدرسة وفي أيام الحياة وانت على مراحل الطفولة وحين تقدمت في السن كنت ما ازال اراه شامخاً مثل الطود. بكل المحبة والود كان يقترب منا ويبذل اقصى جهده لنكون اوفياء لمن يصنعون معنا فضلاً في كل مناحي الحياة، ما زلت اذكر ذلك «الكف» الذي ضربني به ذات نهار ليقول لطلبة الصف: رغم انه من اقاربي ومن المتقدمين لكن لن اسامحه عندما يخطئ ليكون عبرة للاخرين، ما زلت اذكر ذلك « الكف» الذي صدم وجهي بيده العريضة حتى اليوم رغم مرور ما يزيد عن اربعين عاما على تلك الحادثة. أخي العزيز ابو وسيم ما اصعب رحيلك وما اصعب أن نكتب كلمات قليلة في وداعك وما اصعب أن نمضي وقتا مستقطعاً في بيت عزائك، ونحن نحمل منك ذكرى جميلة .. ذكرى المحبة والاحترام والود الاسري والعائلي. ستبقى صورتك ماثلة في اذهان محبيك يا مربي الاجيال، وحاضرة امامهم وهم يستذكرون رموزاً ناصعة من سيرة التعليم لمعلمي وكالة الغوث، ستبقى صورتك محفورة في قلوب كل من احبك من تلاميذك وزملاء المهنة والعطاء على درب الحياة الطويل. خذلتك الصحة وقدماك وانت تسير بكل قوة ومهابة تصنع من المستقبل صورة للاحلام الجميلة، لن تكفي لنا أن نقول لك رحمك الله ايها المعلم النبيل والقدير ومن يستحق الاحترام، وعبرك في هذا الموقف الصعب نقول لكل الاساتذة الاجلاء الذين كانوا من صحبك من مات منهم ومن لا يزال ينتظر، ستبقى سيرتك العطرة حاضرة في كل مسارات الانتظار التي يعرفها طلبتك ومحبوك ومريدوك ولك الجنة بمشيئة الله ورحمته. سلام عليك وأنت ترحل الى مثواك الاخير .. سلام على الصف الذي درست فيه .. وسلام على حطين وخيامها وساحاتها وشوارعها التي كنت تعبرها بكل جبروت الاحترام الصارم .