اخبار البلد- قال رجل الأعمال السوري رامي مخلوف ابن خال الرئيس بشار الأسد وحليفه الذي شملته العقوبات الأوروبية والأميركية الأخيرة، إنه لن يكون هناك استقرار في إسرائيل إذا لم يكن هناك استقرارفي سوريا"، مؤكدا أن النظام في بلاده قرر مواجهة الاحتجاجات "حتى النهاية"، محذراً من زيادة الضغوط على الأسد.
وفي مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية قال مخلوف (41 عاماً) "إذا لم يكن هناك استقرار هنا في سوريا فمن المستحيل أن يكون هناك استقرار في إسرائيل. ولا توجد طريقة ولا يوجد أحد ليضمن ما الذي سيحصل بعد، إذا لا سمح الله حصل أي شيء لهذا النظام".
ورداً على سؤال عمّا إذا كان كلامه يعني التهديد أو التحذير، احتج قائلاً "لم أقل حرباً.. ما أقوله هو: لا تدعونا نعاني، لا تضعوا الكثير من الضغوط على الرئيس، لا تدفعوا سوريا إلى فعل شيء لن تكون سعيدة بفعله".
وحذر مخلوف من أن البديل عن النظام الحالي بقيادة من وصفهم "بالسلفيين سيعني الحرب في سوريا وربما في خارجها أيضاً". وأضاف "لن نقبل به، والشعب سيقاومهم.. هل تعرفون ما الذي يعنيه هذا؟ هذا يعني الكارثة ولدينا الكثير من المقاتلين".
أولويات
وقال مخلوف إن النخبة الحاكمة في سوريا تكاتفت أكثر بعد الأزمة، ورغم أن الكلمة الأخيرة هي للأسد فإنه يتم وضع السياسات بقرار مشترك.
وأضاف "نؤمن بأنه لا استمرارية من دون وحدة، وكل شخص منّا يعرف أننا لا يمكن أن نستمر من دون أن نكون موحّدين، ولن نخرج ولن نترك مركبنا ونقامر، وسنجلس هنا ونعتبرها معركة حتى النهاية، ويجب أن يعلموا أننا حين نعاني لن نعاني لوحدنا".
ورداً على سؤال عن السبب الذي يعتقد بأنه وراء فرض عقوبات عليه، أجاب "لأن الرئيس ابن عمتي أو لأني ابن خال الرئيس"، واعتبر أن الغضب منه جاء بسبب "الغيرة والشبهات بأنه يقوم بدور مصرفيّ العائلة".
وأضاف "ربما هم قلقون من استخدام هذه الأموال لدعم النظام.. لا أعلم.. ربما، ولكن النظام لديه الحكومة بكاملها وهم لا يحتاجون إليّ". وتابع بقوله إنه مدرك للغضب الذي يثيره، ولكنه اعتبر أن "هذا هو الثمن الذي عليّ أن أدفعه".
وأكد رجل الأعمال السوري أن الإصلاح الاقتصادي سيبقى الأولوية، وقال "هذه أولوية للسوريين.. يجب أن نطالب بالإصلاح الاقتصادي قبل الحديث عن الإصلاح السياسي"، معترفاً بأن التغيير جاء متأخراً ومحدوداً إلا أنه أضاف "وإن كان هناك بعض التأخير فهذه ليست نهاية العالم".
تكتيكات
وقالت نيويورك تايمز إن مخلوف الذي أجريت معه المقابلة أمس الاثنين ودامت ثلاث ساعات، رجل أعمال ثري جداً برز خلال الشهرين الأخيرين من المظاهرات كعنصر مثير للغضب الشعبي لما يمثله من دليل على الامتيازات التي تمنحها السلطة الحاكمة في سوريا لحلفائها.
وأشارت الصحيفة إلى أن اسم مخلوف ذكر في هتافات المتظاهرين، وأن مكاتب شركته سيرياتل -أكبر شركة اتصالات خلوية في سوريا- أحرقت في مدينة درعا.
واعتبرت أن كلام مخلوف هذا يلقي الضوء على التكتيكات التي تتبناها النخبة الحاكمة التي استغلت تقلبات المنطقة من أجل الحفاظ على هدفها الأساسي وهو استمرارها.
كما اعتبرت أن تحذيرات مخلوف من عدم الاستقرار والصراع الطائفي في سوريا على غرار ما حصل في العراق، بدا كصرخة من النظام لحشد الدعم أثناء تعامله مع مستوى من المعارضة يعترف مسؤولوه بأنه أخذهم على حين غرة