لعلّ من أبرز المعيقات التي تمنعنا من السفر حول العالم هو عدم القدرة على فهم لغة جميع الشعوب الأخرى، ومن ثم صعوبة التواصل معهم. وبالطبع، هذا يثير المخاوف لدى المسافر من أن يتعرض لمواقف غير مريحة بسبب جهله لغة البلد. لكن، مع ابتكار "بلوزة المسافر" سيصبح من الأسهل عليك التحدث بالإشارات مع سكان البلد المستضيف، في حال لم تكن تفهم لغتهم.
هذا القميص كما يظهر في الصورة أدناه يحتوي على رسمة من 39 أيقونة متنوعة المعاني، تعبر عن المواصلات والطقس والإنترنت والطعام والفنادق. فبدلاً من أن تحاول استجماع كل الكلمات التي تعرفها في اللغة الأجنبية، أو تجرب عبثاً لغة الإشارات لتعرف مكان أقرب مطعم أو حمام عمومي، ما عليك إلا الإشارة بإصبعك للأيقونة المرسومة على قميصك ليفهم الشخص المقابل طلبك، ويحاول هو بطريقة ما إرشادك، وكل ذلك بعيداً عن تعقيدات اللغة.
قد تكون الفكرة بسيطة لكنها خلّاقة وتعتبر بذرة لحل مشكلة حقيقية يواجهها السياح في السفر، وربما تحفز المتخوفين من السفر لاستشكاف بلدان غريبة عليهم على كسر حاجز الخوف من اللغة والإقدام على السفر. وهنا يذكر أن صاحب الفكرة هو عدة شباب سويسريين معروفون بإدمانهم للسفر، وهم فلوريان ناست، وجورج هورن، واستيفان ستريت.
خلال رحلتهم في فيتنام عام 2013 خطرت لهم الفكرة بعد أن تعطلت الدراجة النارية التي كان يستقلها جورج، وهو ما جعله يحتاج إلى طريقة مبتكرة ليشرح للفيتناميين حاجته إلى معدّات لإصلاح مركبته، لذا اكتشفوا أن استخدام الرموز كان أفضل طريقة منطقية لتخطي حاجز اللغة والتواصل مع المحيط الغريب.
وبحسب ما ذكرت صحيفة الديلي ميل البريطانية فإن الشباب الثلاثة استخدموا نفس الطريقة للتعامل مع عدة مواقف واجهتهم في عدة دول بالعالم. وفي أواخر عام 2015، نضجت الفكرة لديهم، وقرروا تحويل قائمة الرموز الأكثر فائدة للمسافر إلى قميص مريح وفريد من نوعه، والذي أصبح يباع اليوم في المتاجر الإلكترونية.
وأضافوا للصحيفة أن فكرة القميص لن تتوقف عند هذا الحد، فهم يعملون على تطويرها من حيث الشكل، ومن حيث خدمات التواصل التي يمكن تقديمها للمسافر، إذ يدرسون المزيد من الرموز والطرق التي ستجعل تجربة السفر أكثر متعة وأقل إرباكاً.


