اخبار البلد- التقى جلالة الملك عبدالله الثاني الأربعاء شخصيات فلسطينية قدمت إلى المملكة من مختلف محافظات الضفة الغربية وقطاع غزة للتعبير عن الشكر والامتنان لجلالته على جهوده الموصولة لدعم الشعب الفلسطيني، وتحقيق تطلعاته في التحرر وإقامة دولته المستقلة.
وأكد جلالته خلال اللقاء في الديوان الملكي الهاشمي أن الأردن "سيبقى المساند لكم وسنواصل دعمكم سياسيا واقتصاديا في المرحلة المقبلة وصولا إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على الأرض الفلسطينية". ورحب جلالته بإبرام المصالحة الوطنية الفلسطينية في القاهرة اليوم والتي من شأنها إنهاء الانقسام الفلسطيني وتوحيد كلمة الشعب الفلسطيني.
وفيما يخص مدينة القدس الشريف، شدد جلالته على أن الأردن سيواصل دوره في حماية المقدسات ورعايتها، إضافة إلى دعم صمود المقدسيين والتصدي لكل الإجراءات الإسرائيلية الأحادية التي تستهدف تغيير هوية المدينة وعروبتها.
وجرى خلال اللقاء حوار بين جلالته والمجتمعين ركز على الخطوات اللازمة لمساعدة الشعب الفلسطيني في تحسين ظروفه المعيشية الصعبة التي يعاني منها جراء استمرار الاحتلال.
وحضر اللقاء، الذي تخلله مأدبة غداء، مستشار جلالة الملك لشؤون الإعلام والاتصال امجد العضايلة، والقائم بأعمال مكتب التمثيل الأردني في رام الله احمد عناب وأمين عام الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية للإغاثة والتنمية والتعاون العربي والإسلامي احمد العميان.
ويصل الأردن الأشقاء في الضفة الغربية وقطاع غزة بجسر مساعدات دائم ومتواصل، حيث وصلت قيمة المساعدات التي تم إرسالها خلال العام الماضي فقط نحو 35 مليون دولار.
وتشمل تلك المساعدات، وفقا لرئيس الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية للإغاثة والتنمية والتعاون العربي والإسلامي احمد العميان، الإعانات المتصلة بتقديم المواد الغذائية والدوائية والمستلزمات الطبية، فضلا عن دور المستشفيات الميدانية في الضفة والقطاع.
وقال يتم تجهيز المساعدات وفقا لاحتياجات الأشقاء، وبناء على طلبهم في كثير من الحالات، مشيرا إلى ان المساعدات طالت جوانب أخرى مثل توفير الكراسي المتحركة لذوي الاحتياجات الخاصة، حيث تم إرسال500 كرسي العام الماضي، مثلما ارسل100 مصحف يعمل بطريقة برل للمكفوفين، اضافة الى تيسير وتسهيل دخول المساعدات التي ترد من دول العالم. من جهتها عبّرت الشخصيات الفلسطينية عن تقديرها لجلالة الملك على ما يقدمه الأردن من دعم ومساندة لقضية الشعب الفلسطيني في مختلف المحافل العربية والدولية، معربين عن تقديرهم أيضا لرعاية جلالته للاماكن المقدسة ولأهل القدس، وللأعمار الهاشمي المستمر للمسجد الأقصى المبارك. وثمنت المساعدات الإنسانية والطبية التي قدمها الأردن للشعب الفلسطيني تخفيفا لمعاناته من خلال الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية للإغاثة والمستشفيات العسكرية الميدانية التابعة للخدمات الطبية الملكية.
وأعربت عن اعتزازها بما يربط الشعبين الأردني والفلسطيني من علاقات أخوية وتاريخية تعد مثالا يحتذى للوحدة العربية، ناقلين لجلالته تحيات القيادة والشعب الفلسطيني.
واكدت الشخصيات خصوصية العلاقة بين الشعبين، فالأردن حسب وصفهم هو "رئة ومتنفس فلسطين".
ولفت المتحدثون إلى خطورة استمرار النشاط الاستيطاني والإجراءات الإسرائيلية التي تستهدف تهجير المسيحيين من القدس وهي من أهم التحديات التي يواجهها المسيحيون في المدينة المقدسة.
وفي مقابلات مع وكالة الأنباء الأردنية، وصف عدد من أعضاء الوفد الزيارة بأنها تجسد العلاقة الوطيدة بين الشعبين الأردني والفلسطيني، والتي هي علاقة تاريخية راسخة.
وأكد غسان الشكعه ان العلاقة الأردنية الفلسطينية هي انجح العلاقات بين شعبين متماسكين ومتاحبين.
وقال ان الدعم الأردني سياسيا واقتصاديا هو محط تقدير الشعب الفلسطيني، مشيرا الى الجهود التي يبذلها جلالة الملك على الصعيد السياسي من اجل ان ينال الشعب الفلسطيني حريته وحقوقه.
وبين ان الشعب الفلسطيني يعاني من صعوبات عديدة فرضها الاحتلال، خصوصا في المجالات الصحية والتعليمية، ناهيك عن الإجراءات التهويدية للمدن والقرى الفلسطينية.
وأشار رئيس مجلس أوقاف القدس عبد العظيم سلهب إلى الإجراءات التي تستهدف نزع الهوية العربية الإسلامية عن القدس، وقال إن "القضية الفلسطينية تدخل مرحلة خطيرة في ظل الاستيطان الذي يلتهم الأرض الفلسطينية بشكل عنيف خصوصا في القدس".
وبين ان أهل القدس يقدرون دور الأردن ودعم جلالة الملك للقدس، خصوصا فيما يتصل بالاعمار الهاشمي او عبر إجراءات تعزيز ودعم صمود المقدسيين.
وبخصوص مشاريع الأعمار أكد سلهب أنها مستمرة ومتواصلة وتطال جميع مرافق المدينة المقدسة، حيث تجري صيانة لفسيفساء الصخرة المشرفة، ويتم تبليط ساحات المدينة، وتم الانتهاء من تركيب نظام الإنذار المبكر للحرائق وغيرها من المساهمات الهاشمية المتواصلة والتي تطال أيضا موظفي الاوقاف وحراس وسدنة المسجد الاقصى.
أما رئيس بلدية الخليل، فؤاد حسين فأشار الى أن مواقف جلالة الملك في دعم الشعب الفلسطيني مهمة، مشددا على ضرورة بذل مزيد من الجهود للوقوف في وجه التحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني.
وتطرق الى التحديات التي يواجهها الحرم الإبراهيمي والمدينة القديمة التي يفرضها الاستيطان بهدف نزع هويتها العربية والإسلامية.
اما رجل الأعمال محمد الفرا، فنقل اعتزاز وتقدير أبناء عزة وحبهم للأردن وقيادته الحكيمة التي وقفت الى جانبهم في جميع المحن والتحديات التي واجهوها، خصوصا خلال فترة الحصار والعدوان الإسرائيلي على غزة.
واكد ان لقاء جلالة الملك بالوفد يدل على مدى التقارب الأردني الفلسطيني، مشيرا الى الظروف الصعبة التي يمر بها شعب غزة، خصوصا فيما يتصل الجوانب الصحية والتعليمية.
اما داوود مصطفى من مدينة القدس، فأشار الى دعم جلالة الملك في التخفيف من معاناة الفئات المحتاجة في الضفة والقطاع، خصوصا الايتام والمؤسسات الطبية والمستشفيات.
واشار الى حاجة مستشفيات الضفة الى دعم خصوصا في مجال الأدوية والمستلزمات الطبية.
من جهته قال رجال الدين المسيحي الاب الياس عواد الرئيس الروحي في منطقة رام الله واللواء ان الدعم الاردني للمقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس والضفة له دور مهم في الحفاظ على هوية تلك المقدسات التي تواجه تحديات تستهدف صورتها وتاريخها.
وأكد ان العلاقة التاريخية التي تربط الشعب الاردني والفلسطيني هي علاقة متأصلة ومتجسدة في شتى المناحي، مشيرا الى ان الوفد طرح خلال اللقاء جملة من القضايا المرتبطة بالتنبه لخطورة هجرة المسيحيين في ضوء الظروف الصعبة التي تواجههم وتواجه الشعب الفلسطيني بعامه.
من جهته اكد ظافر النوباني ان الوفد الذي يضم فعاليات شعبية فلسطينية جاء الى الاردن ليعبر عن تقديره لمساندة الاردن الدائمة والمستمرة للشعب الفلسطيني في مختلف المجالات.
وقال ان المساعدات الاردنية للشعب الفلسطيني طالت مختلف الجوانب من قوافل خير متواصلة ومستمرة وكذلك في تزويد الشعب الفلسطيني بالمستلزمات الطبية ومواد الاغاثة.
واشاد بالدور الاساسي والرئيسي الذي قدمته وتقدمه المستشفيات الميدانية الاردنية التي اقميت في جنين ورام والله ونابلس وقطاع غزة والتي عملت على معالجة مئات الالاف من المرضى، مشيرا الى ان المستشفى الميداني في غزة يعالج لوحدة نحو27 الف حالة شهريا.