لماذا تفشل سياسات حرب الإرهاب؟

لماذا تفشل سياسات حرب الإرهاب؟
أخبار البلد -  


 

على مدى عقود شكك سائر الخبراء بجدوى الاقتصار على المقاربات العسكرية والأمنية في مواجهة الظاهرة الإرهابية، ذلك أن ظاهرة «الإرهاب» تستند إلى أسباب وشروط وظروف موضوعية سياسية واقتصادية واجتماعية مركبة ومعقدة، وتعتمد في تشكلاتها وتمثلاتها على بنى إيديولوجية وثقافية شائعة، فالإيديولوجيات لا تقصف بالطائرات، فعندما دشنت الولايات المتحدة الأمريكية سياسات «الحرب على الإرهاب» عقب هجمات تنظيم القاعدة على نيويورك وواشنطن في 11 أيلول / سبتمبر 2001، كان الهدف المعلن يتمثل بالقضاء على تنظيم القاعدة والحركات الجهادية المساندة.
عقب سنوات من «الحرب على الإرهاب» تكشفت المقاربات عن خلل فادح وفشل ذريع، إذ لم تسفر الحملات العسكرية عن حرمان الإرهابيين المفترضين من ملاذاتهم الآمنة، ولا أسفرت عن حصارهم وتجفيف مصادر تمويلهم، ولا أدت إلى تدمير إيديولوجيتهم الخطابية، ولا تمكنت من تقويض دعايتهم الإعلامية الإلكترونية، ففي أفغانستان تبدو عودة حركة طالبان وحلفائها من التنظيمات الجهادية والقاعدة مسألة وقت، وفي العراق وسورية يسطر تنظيم «الدولة الإسلامية داعش»، على مساحات واسعة.
لقد برهنت الانتفاضات العربية السلمية على أهمية المسألة الإيديولوجية في التجنيد والاستقطاب والحشد لدى الجهاديين، حيث فقدت إيديولوجية تنظيم القاعدة العنفية جاذبيتها وباتت توشك على الأفول والزوال، إلا أن عسكرة الثورات وتعثر مسار التوجهات الإصلاحية والتحولات الديمقراطية، عمل على بعث وإحياء الخيارات الراديكالية العنفية، فقد استثمرت الجهادية العالمية سلسة الإخفاقات بتطوير استراتيجيات جديدة للتمدد والانتشار، وإعادة التموضع في العالمين العربي والإسلامي تقوم على دعامتين أساسيتين الأولى: بناء شبكات شعبوية محلية تحت مسمى «أنصار الشريعة» تمهد لبناء منظومة إقليمية متحدة، وتشكل خزانا لجلب أعضاء جدد للانخراط في الإيديولوجية الجهادية، والثانية: المزاوجة بين قتال «العدو القريب» و»العدو البعيد» من خلال «دمج البعد القاعدي» العالمي والمحلي، ولم تعد أجندة الجهادية تقتصر على الأذى والنكاية بل أصبحت تسعى إلى السيطرة والتمكين.
في سياق تشكل إيديولوجية إصلاحية بديلة بعد الربيع العربي تنشد الحرية والعدالة والديمقراطية، تراجعت الإيديولوجية العنيفة، حيث كان تنظيم القاعدة عموما والفرع العراقي خصوصا، يشهد تراجعا واضحا، ويعاني حالة من العزلة والضعف والضمور، ويفتقد إلى الجاذبية الإيديولوجية الضرورية للحشد والتعبئة والتجنيد، وبفتقد إلى الموارد البشرية والمالية اللازمة للصمود، ويفتقر إلى الحاضنة الاجتماعية الأساسية للازدهار والنمو، ولا يتوافر على عمق جغرافي استراتيجي لإسناد حروب الاستنزاف، إلا الإيديولوجيات الإصلاحية تعثرت مرة أخرى بسبب النزعات السلطوية والذهنيات البطريركية، الأمر الذي عمل على تدشين ولادة جيل جديد للجهادية العالمية.
قصور مقاربة الحرب على الإرهاب العسكرية الأمنية تبدو واضحة، ففي الوقت الذي تمكنت فيه الولايات المتحدة من تفكيك منظمة القاعدة المركزية في باكستان وأفغانستان بصورة كبيرة، وتكللت بقتل زعيم القاعدة أسامة بن لادن، ومعظم القيادات الهامة أمثال: أبو اليزيد المصري، وأبو حفص المصري، وأبو الليث الليبي، وأبو يحيى الليبي، وعطية عبد الرحمن، كما تمكنت من اصطياد قيادات كبيرة للفروع الإقليمية، أمثال: أبومصعب الزرقاوي زعيم الفرع العراقي،، وسفيان الشهري نائب زعيم جزيرة العرب، والمنظر اليمني أنور العولقي، ومختار أبو الزبير زعيم الفرع الصومالي حركة الشباب المجاهدين، وغيرهم، وتمكنت من اعتقال قيادات عديدة أمثال: خالد شيخ محمد، ورمزي بن شيبة، وأبو زبيدة، وأبو الفرج الليبي، وسليمان أبو غيث، وأبو أنس الليبي، وغيرهم، كانت الإيديولوجية الجهادية العنيفة تشهد تطورا.
فالمعضلة الكبرى أن سياسات الحرب على الإرهاب ساهمت بولادة جيل قاعدي جديد أشد خطورة، وأكثر انتشارا، إذ اقتصرت سياسات الحرب على الإرهاب على الجانب الأمني العسكري الصلب، وغابت سياسات الأمن الفكري، وتفاقمت النزعة السلطوية، الأمر الذي أدى إلى موجة الانتفاضات العربية بداية 2011، إلا أن النتائج الكارثية للتعامل مع الحركات الاحتجاجية المطالبة بالحرية والديمقراطية والعدالة، أدت إلى تعاظم الراديكالية، حيث باتت إيديولوجية القاعدة العنيفة أكثر جاذبية، وأصبح التنظيم قادرا على بناء شبكات ممتدة.
إن الجهادية العالمية اليوم أشد خطرا وأوسع انتشارا مما كانت عليه منذ أحداث أيلول / سبتمبر، وتقود الولايات المتحدة اليوم تحالفا دوليا جديدا للقضاء على الحركات الجهادية الصاعدة في العراق وسوريا، إلا أن استراتيجية الحرب على الإرهاب لا تزال تستند إلى ذات المعالجة العسكرية الأمنية الصلبة، وتكتفي بالحديث عن الأسباب والشروط المنتجة للإرهاب دون معالجة المسألة الإيديولوجية، الأمر الذي استثمرته الجهادية العالمية بالتدليل على صواب نهجها العنيف بالتغيير، وبات خطابها الراديكالي أكثر جاذبية للأجيال الشابة في المنطقة، كما طورت استراتيجياتها ونوعت من تكتيكاتها القتالية.
لقد تطورت الجهادية العالمية وأصبحت تسيطر على مساحات واسعة في أماكن عديدة، في العراق وسوريا وليبيا والصومال واليمن وسيناء وفي دول جنوب الصحراء والساحل، وشهدت الجهادية انشطارا إلى نهجين خطرين، أحدهما يتمسك بأجندة القاعدة التقليدية بزعامة أيمن الظواهري، والنهج الآخر يقوده الفرع العراقي المتمرد المعروف بــ «الدولة الإسلامية داعش» بزعامة أبوبكر البغدادي.
فشل سياسات الحرب على الإرهاب لا يحتاج إلى تبصر عميق ونظر دقيق، فقد باتت الحركات الجهادية تتصدر المشهد في بلدان عديدة، كما أن إيديولوجيتها الخطابية أصبحت أكثر جاذبية، فالاعتماد على المقاربة الأمنية العسكرية الصلبة، وإهمال الأسباب والشروط والظروف الموضوعية التي أنتجت الظاهرة الجهادية، وغياب الحلول السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، أدى إلى نتائج منطقية كارثية، وعلى الرغم من وجود شبه إجماع على أن الفساد والاستبداد وغياب العدالة والإنصاف هي الروافع الأساسية لتشكل الإيديولوجية الجهادية، إلا أن سياسات «الحرب على الإرهاب» تصر على التعامل مع الأعراض واعتبار العنف «الإرهابوي» اعتباطيا عبثيا عدميا.

 
شريط الأخبار حزب الله ينفي التوغل الإسرائيلي بلبنان الملك يؤكد ضرورة تكثيف الجهود للتوصل إلى تهدئة شاملة في المنطقة بورصة عمان تغلق تداولاتها لجلسة اليوم الثلاثاء بنسبة انخفاض 0.1% المومني: توجيهات رئيس الوزراء بضرورة الانفتاح على وسائل الإعلام وتعزيز انسيابية تدفق المعلومات وحدة تنسيق القبول الموحد تعلن عن بدء تقديم الطلبات الإلكترونية لطلبة إساءة الاختيار والطلبة الراغبين بالانتقال الأمن يعلن عن اغلاقات وتحويلات مرورية في عمان الجمعة - أسماء عشرة صواريخ باليستية تهز تل أبيب وإصابة مستوطنين صافرات الإنذار تدوي واصابات في تل أبيب بعد رشقة صاروخية من حزب الله (فيديو) "رفعة الأداء والشفافية" تضع البنك المركزي على منصة التكريم الملكي وشركس يتسلم الجائزة اختتام ملتقى مستقبل الاعلام والاتصال بنسخته الثانية ( صور) ضبط مطلق النار داخل مصنع في العقبة .. توضيح أمني دائما الغذاء والدواء بالمرتبة الأولى.. "برافو " نزار مهيدات .. فيديو الجيش الإسرائيلي يتحدث عن معارك بظروف صعبة وحزب الله يقصف تجمعاته الجيش اللبناني يوضح: لم ننسحب من جنوب لبنان وائل جسار وسيرين عبد النور بالأردن والتذكرة تصل إلى 400 دينار وفيات الثلاثاء 1-10-2024 الزرقاء تفقد أحد رجالاتها .. النائب الاسبق (محمد طه ارسلان) في ذمة الله ترقب لحكم الاستئناف بحق نائب متهم بالرشوة بعد التاج الاخباري .. رجل الأعمال طارق الحسن يخسر قضيته أمام “صوت عمان” في قضية وثيقة مصرف الشمال مقتل نجل منير المقدح قائد كتائب شهداء الأقصى بغارة إسرائيلية على مخيم عين الحلوة بلبنان( فيديو)