أخبار البلد - انتهت انتخابات نقابة الصحفيين بالشكل المعتاد الذي يتكرر في كل دورة انتخابية، إذ تنقلب الترشيحات فيها إلى منافسة بين المؤسسات الصحفية وليس الصحفيين، وتكون حامية الوطيس بين مؤسستي الرأي والدستور، ومعهما وكالة الأنباء الأردنية بترا، باعتبارها كتلة انتخابية حاسمة ومقررة، ويضاف إليها كتلة الإذاعة والتلفزيون، لتطل مؤسسة الغد، ومعها مؤسسة العرب اليوم الحلقة الأضعف في تقرير المصير، خصوصاً أنه لم ينجح منهما أي مرشح لعضوية مجلس النقابة.
أسماء المنافسة على منصب النقيب أتت بالانتخابات على الشكل المعتاد، فالزميل سيف الشريف نقيب سابق ومعتاد على خوض المنافسة، ومثله الزميل طارق المومني الذي فاز بهذه الدورة وكما في كل دورة انتخابات يرافق الأسماء البارزة أسماء أخرى غير مؤهلة للتنافس تماماً، وهو ما حصل مع الزملاء أسامة الرنتيسي والزميل خالد محادين، واللذان انسحبا منها وهما الزميلان سلطان الحطاب ونبيل الغزاوي.
لجهة مجلس النقابة فإن الآليات في الترشيح والمنافسة والفوز هي نفسها أيضاً، ولا جديد في الانتخابات الأخيرة عن مجمل الدورات الماضية تظل أجواء الانتخابات لنقابة الصحفيين في إطار سخونة محدودة الدرجة، وضمن آليات وإدارة مشوبة بالفردية وليس العمل الجماعي، وهي بالمجمل متخلفة عن انتخابات النقابات المهنية الأخرى.
إدارة انتخابات الصحفيين تكون مربكة، إذ توقع الأخطاء من لجنة الإشراف يظل قائماً جراء الآليات المتبعة بالانتخابات والقائمة على المناداة بالاسم للتصويت، وهو الأمر الذي يتطلب وقتاً مضاعفاً، ويتيح فرصاً أكبر للأخطاء بالعد واحتساب الأوراق والأصوات، ومثل هذا الحال يتكرر في كل دورة انتخابية وحصل بالأخيرة أيضاً، وإن كان بشكل محدود.
نقابة الصحفيين ليست معزولة عن أجواء التغيير والتطوير والإصلاح، غير أن الانتخابات الجمعة تركتها في ذات المكان المخصص لها منذ عقود، فلا ملامح تغيير وإصلاح بالمستويات السياسية والمهنية والخدمية، بقدر ما في الأمر بقاء لذات آليات العمل وبذل ذات الجهود.
رغم وجود تحركات لتجمعات نقابية سبقت الانتخابات، إلا أنها ظلت عاجزة عن إثبات حضورها.
ربما الأجدر الآن، للجميع أن ينطلق عمل الزملاء بالهيئة العامة لفرض الإصلاح، ولا مناص أو بديل عن تحركات مؤثرة لهم، ليس ممنوعاً أن تصل إلى درجة الشعب يريد إصلاح النقابة.