يا وطني الحبيب إن العتب على قدر المحبة، وبمقدار حبي الكبير لك سأعاتبك، واعاتبك، واعاتبك، وسأبقى احبك وأقدرك وأفتديك. فيا وطني أنت للجميع، تماماً كما هو حال ابناؤك مع مليكهم والذي هو لهم جميعاً.
فياسيدي يا جلالة الملك عبدالله، إنك لكل الاردنيين، وهم شعبك وأنت حدقة العين بالنسبة لبياضها عندهم، فأنت أغلى ما لدينا كأردنيين. وكذلك انت يا وطني ستبقى حبيبا لكل ابناءك وستبقى عالي الجبين مرفوع الراية، ولن نخذلك باذن الله لأننا جميعاً نحبك، ويجب أن نحبك، وينبغي ان نحبك، فأنت يا وطني لكل الاردنين، ولست لعلان أو فلان، فمن حق ابناءك عليك أن لا تقصيهم او تستثنيهم، فهم يحبونك لأنهم يحبون العدل، فسماتهم هي من سماتك، ويحبونك لأنهم يكرهون الظلم وأنت منه براء، ويحبونك لأنك شفاف، يحبونك لأنهم يحبون الذي علمهم ان يحبوك، ويحبونك لأنك الحياة بالنسبة اليهم.
ولكن لماذا ياوطني العزيز اجد نفسي مظلوماً كمواطن أحبك ويحبك وسيبقى يحبك؟؟ فأنا يا وطني أعيشك وانت مني شريان الحياة، ونحن مثل مليكنا نريد الاصلاح، ونحب الاصلاح، ولا نريد غير الاصلاح. دمنا لك يا وطن، وجميعنا نفداك.... ولكن لماذا يا وطني تضعنا في حيرة ونحن نفكر فيك؟ ونقف عاجزين أمام معالجة خطط الاصلاح التي تريدها ان تكون، كما يريدها قائد الوطن، وكما يردها كل الذين يعشقون ترابك.
فلماذا؟ ياوطني ترضى ان تجد أحد الذين يحبونك ويعمل بمؤسساتك الحكومية ويحمل درجة البكالوريوس، يقبض راتباً لا يكفيه معيشة أسرته، بينما هناك آخر في مكان آخر ويحمل المؤهل نفسه لكنه يقبض راتباً بثلاثة أو أربعة أضعاف راتب الاول. يا وطني الحبيب انني اشعر بالغبن مع مثل هذه الحالة وأنا فيك وأحبك، فمتى يا حبيبي سأتخلص من الغبن..؟؟
لماذا؟ ياوطني ترضى ان تجد أحد المرضى يراجع إحدى المستشفيات الحكومية، لكنه لا يجد الطبيب الذي يستطيع التحدث اليه بكل اريحية وصراحة كحديثه مع طبيب في القطاع الخاص؟؟ لماذا يُقمع المرضى عند بعض أطباء القطاع العام، ولماذا لا يجد كثير من المراجعين من يتفهم أوضاعهم الصحية فتكون معاناتهم أكثر عندما يعطون موعدا لطبيب الاختصاص ربما قد لا يدركونه لخطورة حالاتهم. فيا وطني الحبيب إن اوضاع كثير من مواطنيك لا تسمح لهم اوضاعهم الا ان يكونوا تحت رحمة اطباء الحكومة في هذه المستشفيات، فهل ترضى بذلك ياوطني الحبيب؟؟.
لماذا؟ ياوطني ترضى أن تجد أحد أولياء الامور يراجع إحدى المدارس ليسأل عن ولده وفلذة كبدة فيجد بعض مدراء المدارس ومديراتها لا يقدر حضوره للمدرسة وربما لا يستمع اليه ، بل وتجد مثل هؤلاء المديرين يدافعون دفاع المستميت عن أنفسهم ويقلبون الحقيقة، فيصبح الابن هو المخطيء وهو السفاح وهو الغبي، ولا تسمع في المدرسة الا ما يضيق منه الصدر ويقنع ولي الامر باستحالة اصلاح سلوك ولده، فعندها يتالم الف مرة لهذا الواقع المدرسي، ويتاسف الف مرة لمراجعته للمدرسة، فهل هكذا تكون ادارات المدارس يا وطني الحبيب، وهل هكذا تكون ردات الافعال تجاه فلذات اكبادنا.
لماذا؟ ياوطني ترضى ان تجد احد الذين يراجعون بعض شركات التامين حول حادث يقع لسيارتهم، فتجد موظف التامين يقلل، بل ويبخس بحجم الحادث كي لا تحصل على حقك القانوني في التعويض، ويحاول اقناعك بان الحادث بسيط وهمه من وراء ذلك أن لا تحصل على قيمة التأمين الحقيقية التي تستحقها لاصلاح سيارتك، ومهما أكثرت ىمن الناقش وحاولت ان تقنعه بان المبلغ لا يغطي تكاليف التصليح فإنه لا يقتنع ؟؟ لماذا يا وطني تحاول هذه الشركات ان تنكر حق الاخرين في التعويض العادل ؟ والله انك يا وطني محبوب عندنا فلماذا يحاول البعض تشويه قناعاتنا بعدلك ؟؟ .
لماذا؟ ياوطني ترضى أن تجد أحدهم وعندما يشغر مكان في احدى مؤسسات الوطن ويتقدم لملئه، فإنه لا يجد أمامه سبيلاً للوصول الى هذه الوظيفة الا بالواسطة والمحسوبية، وهي الغول الاول والاخير الذي يقتنص تلك الوظيفة الشاغرة، أو يجييرها لاحد المحسوبين والاقارب، والله ياوطني إنا نحبك، فلماذا نجد آخرين يمنعوننا عنك ويشدوننا الى الوراء؟؟
لماذا؟ ياوطني ترضى ان تجد ابن شرق عمان الحبيبة، محروم من المولات والشوارع المتسعة والجسور التي تسهل عليه حركته، وعندما تذهب بسيارتك الى غرب عمان الحبيبة تجد الخدمات فتدرك بانك تتألم على الشرق الحبيب من عمان؟؟؟ فلماذا هذا التحييز يا أمانة عمان الحبيبة ونحن في شرقها نحبك يا وطني كما يحبونك من هم في غربها.
لماذا؟ ياوطني ترضى أن تجد أحد اولياء الأمور من الذين ساهموا في بنائك يقف عاجزاً أمام الايفاء بمتطلبات الجامعة اذا كان لديه ابن مؤهل للقبول في الجامعات الحكومية؛ ولا يستطيع دفع رسومها وتكاليف ساعاتها الدراسية، وكذلك مصاريفها اليومية؟؟ فما بالك يا وطني بالذي لديه ثلاثة أو اربعة ابناء يدرسون في الجامعات، وهو موظف بالقطاع العام، فلا بواكي للآباء او لأبنائهم ؟؟ والله ياوطني اننا نحبك ونحب التعليم في جامعاتك.
لماذا؟ ياوطني ترضى ان تجد بعض ابناءك الموظفين يقبض راتبه في نهاية كل شهر فيكون في ابهى ساعات الفرح ، ولكن هذا الفرح محدود وسرعان ما يتحول الى همّ وغمّ واكتئاب، عندما يجد هذا الموظف نفسه خالي الجيوب ولو من دينار واحد، ولا يدري أين ذهب راتبه؟ للخبز أم للرز أم للحمة ام للزيت أم لدفع اجرة البيت ام لمصاريف الاسرة ام لرسوم الجامعات ام للعلاج ... ام ... ام ؟؟؟؟ فلماذا ياوطني الحبيب، فوالله وتالله اننا نحب ان نعيش فيك ونفرح معك، لكننا قد لا نستطيع.
لماذا؟ ياوطني تجد بأن جامعاتنا ترفض توظيف أحد ابناءك ممن تخرج بشهادة الدكتوراه لأنه تخرج من إحدى الجامعات العربية، فلماذا يا وطني الحبيب لا تقف أمام وجه المخدوعين بمقولة" الفرنجي برنجي" ويرفضون الخريجين إلاّ ان يكونوا من خريجي الجامعات الاجنبية؟ والله يا وطني الحبيب نحبك ونتحيز إليك وللامة العربية فمتى يتحيز رؤساء الجامعات للخريجين من الجامعات العربية.؟؟ فمقارنة بسيطة يا وطني الحبيب بين الفئتين لا تقودك الى أي فرق في المعرفة والعلم والاداء فأين هي معايير التفريق الموضوعية للتعيين بين الخريجين؟؟؟.
والله يا وطني الحبيب إنني اخجل أن استمر في ذكر سلبيات كثير من الذين يدعون حبك على حساب حب الجميع لك، والله يا وطني أنت الأب والأم والأخ للكثير من ابنائك، فمتى يصبح البعض أصدقاء لك يا وطني الحبيب؟؟؟ ومتى تكون يا وطني قادراً على ارضاء ابنائك وازالة الغبن عنهم، وإعادة البسمة الى شفاههم، وتكون أنت من الجميع على المسافة نفسها؟؟ والله يا وطني ومع كل ما يقال حولك سنبقى نحبك ولن نخذلك، وسيبقي قائدنا أبا الحسين في قلوبنا فهو الذي علمنا معنى الحب والتضحية من أجلك يا وطن.