اخبار البلد - مبروك لنقابة الصحفيين مجلسها الجديد، الذي سيقود أعمالها النقيب المحترم الزميل طارق المومني والزملاء أعضاء المجلس لمدة ثلاثة أعوام.
فالمجلس الجديد، الذي انتخب أول من أمس في انتخابات ديمقراطية متميزة يقف على اعتاب مرحلة مهمة وحساسة سياسيا وعلى صعيد الحريات الإعلامية.
ووفق ما أكده النقيب الزميل المومني في كلمته التي ألقاها بعيد فوزه بالانتخابات فان النقابة معنية وستعمل لان يكون لها دور بارز في الحراك السياسي نحو الإصلاح ونحو تعزيز الحريات الإعلامية، ووقف اي انتهاكات تعرضت وتتعرض لها وسائل الإعلام المتنوعة.
نعم، الزميل النقيب حدد في كلمته المقتضبة الأهداف التي ستسعى اليها النقابة في المرحلة المقبلة التي وصفها بالصعبة وعلى رأسها المشاركة بعملية الاصلاح وتعزيز الحريات الإعلامية.
هذه الاهداف ليست سهلة او بسيطة، وانما كبيرة وتتطلب جهدا متميزا تتكاتف فيه الأسرة الصحافية مع مجلس النقابة لتحقيقها.
ان مجلس النقابة الجديد، يعي ان عملية الإصلاح التي نشهدها اليوم، لا يمكن ان تتقدم الى الأمام من دون حريات إعلامية واسعة، تتمكن فيها وسائل الإعلام من كشف الحقائق، ونقد التوجهات غير الإصلاحية، وفتح كافة الملفات وعلى رأسها آليات الإصلاح السياسي، ومكافحة الفساد والمفسدين.
يواجه مجلس النقابة تحديات كبيرة على هذا الصعيد، وبتكاتفه مع الأسرة الإعلامية يستطيع ان يحقق انجازات مهمة، ويتقدم الى الامام بالوسط الصحافي ليجعله مشاركا حقيقيا في الإصلاح، وليس متفرجا، او ناقلا لخطوات الإصلاح، ومتحدثا عنها فقط.
فالإعلام الحقيقي الذي نسعى اليه هو الإعلام الذي يأخذ على عاتقه مهمة المساهمة بالإصلاح الشامل، وذلك ممكن من خلال رفع القيود عن وسائل الإعلام المختلفة، واتاحة ممارسة المهنة الصحافية ضمن المعايير المهنية بكل حرية.
ويدخل بهذا السياق وقف التدخلات الأمنية في وسائل الإعلام، فالتقدم الى الامام والمساهمة بالإصلاح يتطلبان وقف هذه التدخلات مهما كان حجمها. فوسائل الإعلام تحرص تماما على صالح البلد وشعبه وقيادته، ولا يمكن لها ان تتناول قضايا تمسها بسوء، وانما على العكس فانها تساهم بصالحها من خلال كشف السلبيات، وتعزيز الايجابيات.
لا يجوز ان تطالب وسائل الإعلام بالتصفيق للانجازات مهما كانت ضئيلة، واخفاء السلبيات، والتغطية عليها. فالعكس هو الصحيح، فكشف السلبيات وتسليط الضوء عليها هو الذي يساهم بتقدم البلد الى الامام. ان السكوت عن الخطأ يؤدي الى المزيد من الاخطاء التي تتفاقم لتصبح معالجتها عملية صعبة.
نهنئ مجلس النقابة الجديد بفوزه، ونؤكد له اننا معه في معركة تعزيز الحريات والديمقراطية، فنحن فريق واحد نسعى جميعا لصالح وطننا الغالي.