اخبار البلد
الاردنيون لا يعرفون أي التوقعات الجوية يصدقون، ضاعوا تائهين بين نشرات دائرة الارصاد الجوية وهواة الرصد الجوي. فوضى تحتم أن يفتح حولها نقاش وطني مسؤول وجاد ينهي ويحسم العبث والاستهار بمصالح الناس على مختلف مستوياتها. شيء فعلا غريب يكسر كل القواعد، فصل الشتاء الذي ينتظره الاردنيون طمعا بخير السماء الوفير
صار عبئا ثقيلا على الناس، كل منخفض جوي تتكرر مسألة تشتت التوقعات الجوية، الناس يصابون بالهلع والحيرة يصدقون من.
نشرت تقارير الرصد الجوي توقعات بتساقط للثلوج على ارتفاع 500 متر و800 متر، كما حسمت تقارير دون احترام لادنى الادبيات والاصول العلمية للرصد الجوي مدد تساقط الثلوج وكثافتها، وتفاصيل أخرى مرافقة للمنخفض الجوي تحتاج الى رصد جوي مزود بادوات تكنولوجية وعلمية متطورة.
هذه الفوضى في الرصد الجوي لا تحصل الا في الاردن، ومن الملاحظ أن هواة الرصد الجوي الذين نموا كـ»الطفيليات « على أطراف مواقع الكترونية تعتاش مما تمارسه من خداع وتضليل وتسويف للأخبار الجوية، و كل ذلك يتم عبر ما يسمى تطبيقات الهواتف الذكية ورسائل sms وغير ذلك من خدمات عالم الاتصالات الحديثة المدفوعة.
يفترض أن يتم وقف نشرات أولئك الهواة ولجم نشاطهم العابث والمستهتر بالرصد الجوي، وأن يحاسب كل من يعبث باخبار الطقس، فالمسألة ليست بالبساطة والسخف حتى يطلق العنان لهواة يعبثون ويقامرون في خدمة عامة «سيادية «تستخدم في مجال الزراعة والطيران والملاحة البحرية والبئية وقضايا المياه وما يرتبط أيضا بالكوارث الطبيعية.
فوضى أخبار الطقس تتسبب ببث الرعب في صفوف الناس، والمفارقة أن الحكومة ومؤسساتها وتحديدا وزارات الداخلية والتربية والتعليم والبلديات تتعامل بجدية مع اخبار الطقس التي ينشرها الهواة، وتركن جانبا نشرات دائرة الارصاد الجوية.. ألا يثير ذلك سخرية ؟.
كل منخفض جوي تتكرر الفضحية، قرارات حكومية مرتبكة وعشوائية بالتعاطي مع اخبار الطقس، وعلى قاعدة أن الحذر قد يكفي، فتعطل المدارس ويؤخر الدوام الصباحي للموظفين، ويدب الناس على المخابز ومحطات المحروقات، وتسود البلاد حالة من الهلع والخوف، وفي أخر النهار تأتي التقديرات غير دقيقة دون أي اعتذار أو أسف.
فارس الحباشنة