هل يزور الرئيس الجالية الأردنية في عُمان..؟!
· موسى الصبيحي
ما من جالية أردنية في دول العالم إلاّ ولها همومها وأشجانها، حتى تلك الجاليات المنتشرة في دول مجلس التعاون الخليجي الشقيقة، وعلى الرغم مما تحظى به الجاليات الأردنية في الخليج من احترام وتقدير وثقة عالية بقدراتها ودورها في التنمية والبناء في تلك الدول، إلاّ أنها كانت ولا تزال تفتقد إلى المتابعة والرعاية والاهتمام من قبل الحكومات الأردنية ذاتها.. وكثيراً ما تستمع إلى شكاوى مؤلمة من هذه الجالية أو تلك مختلطة بهموم تحمل الكثير من العتب على المسؤولين في الدولة لقلة اهتمامهم وربما عدم التفاتهم إليهم إلاّ في القليل النادر من المناسبات أو المصادفات..!!
مناسبة هذا الحديث اللفتة الطيبة للرئيس البخيت بلقائه أبناء الجالية الأردنية في أبوظبي، وهي تنم عن احترام واهتمام من الرئيس واستعداد لفتح باب الحوار واللقاءات مع أبنائنا الأردنيين المقيمين والعاملين في دول الخليج الشقيقة، وأعتقد أن الجاليات الأردنية في هذه الدول في أمسّ الحاجة إلى فتح الحوار معها، والاستماع إلى همومها وقضاياها، ومنها الكثير من القضايا التي تهمّ الوطن، وتنعكس إيجاباً عليه، وبخاصة ما يتصل بفتح آفاق فرص عمل كثيرة متوفرة في تلك الدول ويعرف عنها الأردنيون العاملون هناك، ويعرفون مداخلها وأبوابها أكثر ممن يجلسون على مكاتبهم في عمّان ويدّعون أنهم يعرفون الكثير، وهم لا يعرفون إلاّ أقل القليل..!!
لقد كنا وفداً من مؤسسة الضمان الاجتماعي قبل أسابيع قليلة في زيارة عمل إلى سلطنة عمان الشقيقة، بهدف فتح نافذة للأردنيين المقيمين في السلطنة للاشتراك الاختياري بالضمان الاجتماعي ضمن تنفيذ المؤسسة لاستراتيجية توسيع نطاق الحماية الاجتماعية لتشمل كافة المواطنين سواء المقيمين داخل المملكة أو خارجها، في خطوة قد لا تكون مسبوقة في شمولية التغطية التأمينية، نفتخر بأننا نسبق فيها الكثير من الدول النامية والمتقدمة على حدّ سواء، مع العلم أن ما نقوم بفتحه من نوافذ للضمان يتم عبر شراكات وتعاون مع مؤسسات مالية عاملة في تلك الدول..
ولقد أفدنا كثيراً في لقائنا بأبناء الجالية الأردنية في مسقط، تحاورنا معهم وأطلعناهم على أبرز تعديلات قانون الضمان الاجتماعي الجديد، وكانوا في غاية السعادة أن مؤسسة أردنية مثل مؤسسة الضمان تزورهم وتفتح ذراعيها لهم، وتُشركهم فيما تُشرك به الأردنيين داخل الوطن، حماية وحرصاً على مستقبلهم ومستقبل أبنائهم وعائلاتهم، ولقد شعرنا أنهم متعطشون للاستماع إلى كل ما هو أردني، إلى كل مؤسسة من مؤسسات الوطن، وكل وزارة، وكل مسؤول، فثمّة أفكار كثيرة تدور في خلدهم، وثمّة اقتراحات إيجابية عديدة يتمنّون طرحها أمام المسؤولين، وثمة رؤى تستحق الاطلاع والدراسة..
الجالية الأردنية في سلطنة عُمان، جالية نشطة ولها ناديان أحدهما في مسقط، والآخر في صلالة، ويقوم على عليهما ثلة من الأردنيين الطامحين والممتلئين حيوية وحماساًً ووطنيةً، وهم يتطلعون إلى الفرص التي يلتقون فيها مسؤولين أردنيين يزورونهم ويحاورونهم في همومهم وقضاياهم واقتراحاتهم، علماً بأنهم لا يطلبون لأنفسهم شيئاً وإنما يسعون لاستثمار العلاقات الطيبة والمتميزة التي تربط الشقيقتين الأردن وعُمان بما يخدم اقتصاد الدولتين، وعليه فإننا نتمنى على الرئيس البخيت أن يوجّه عدداً من وزراء حكومته لزيارة قريبة إلى سلطنة عمان للإلتقاء بالمسؤولين المعنيين في السلطنة وأيضاً الالتقاء بأبناء الجالية هناك، وعلى الأخص وزراء العمل والتربية والتعليم العالي والصحة والصناعة والتجارة والأشغال العامة والإسكان والاتصالات، كما أن الدعوة موجّهة أيضاً لقطاع النقابات المهنية مثل نقابة المهندسين ونقابة الأطباء ونقابة الصيادلة، ونقابة الممرضين وغيرها حيث فرص ومجالات الاستفادة من النهضة العُمانية لا تزال في أوجها..
Subaihi_99@yahoo.com