إربد – انتشرت مؤخرا في مدينة إربد ظاهرة سرقة محتويات المساجد كصناديق جمع التبرع وأسطوانات الغاز وأجهزة الصوت، كان آخرها سرقة 4 أسطوانات غاز من أحد المساجد في لواء بني كنانة، وفق مدير أوقاف إربد الدكتور فايز العثامنة.

وأشار العثامنة إلى أن العام الماضي سجل 6 حالات سرقة في مساجد المحافظة، من خلال خلع النوافذ الخارجية أو الأبواب، أو مغافلة المصلين أثناء تأدية صلاتهم وسرقة أسطوانات الغاز أو أي محتويات أخرى كأجهزة الصوت.

وأكد أن بعض المساجد في إربد لجأت مؤخرا إلى تركيب كاميرات مراقبة للحد من تلك السرقات، مؤكدا أن انتشار السرقات بات مشكلة تؤرق المديرية، مشيرا إلى انه تم التعميم على الموظفين بالمساجد بضرورة أخذ الحيطة والحذر والتأكد من اقفال المساجد بشكل جيد قبل مغادرتها.

وأكد العثامنة أن المساجد في محافظة إربد وغيرها في مساجد المملكة باتت مستهدفة من قبل قلة من الأشخاص الخارجين عن القانون، لافتا إلى انه وفي حال وقوع اي سرقة يتم على الفور تبليغ الأجهزة الأمنية التي تقوم بدورها باخذ البصمات وإجراء التحقيقات اللازمة.

وأشار إلى أن المديرية تقوم ايضا بتشكيل لجنة تحقيق ما اذا كانت تلك السرقة نتيجة اهمال الموظف أو جراء كسر أو خلع، مؤكدا أنه إذا ثبت أنه نتيجة إهمال موظف فإنه يتم تغريم الموظف ثمن تلك السرقات واتخاذ العقوبات المناسبة بحقة.

وأكد العثامنة أن الأصل بممتلكات المساجد ان تكون آمنة، وبالتالي فإن غالبية المساجد في إربد غير محمية بشبك حماية خارجي وبالتالي يسهل على اي شخص خلع كسر النوافد والدخول اليها، مشيرا إلى ان بعض المساجد الحديثة في إربد تحتوي على العديد من الموجودات والتجهيزات والمتمثلة بالمكيفات وأجهزة الصوت وأسطوانات الغاز وغيرها.

ولفت إلى أن ظاهرة سرقة المساجد في إربد اصبحت مزعجة، معتبرا ان الاعتداء على بيوت الله أمر خطير وعقابها كبير عند الله، خصوصا أن ذلك يتسبب بإيذاء المصلين وفيها خرق لحرمة بيوت الله، وخصوصا أن المديرية تحاول قدر المستطاع تأمين المساجد من خلال جمع التبرعات بوسائل الراحة والطمأنينة للمصلين.

وأشار إلى ان اللصوص يقومون باتباع أساليب مختلفة سواء بخلع باب المسجد او كسر نوافذه والدخول إليه، إضافة إلى استغلال وقت إقامة الصلاة وتأديتها من قبل المصلين وبالتالي سرقة محتويات المسجد.

وأكد العثامنة أن سرقة المساجد او أي أماكن أخرى بداعي الفقر والبطالة لا تبرر هذه الجريمة، مشيرا إلى ان المديرية وبالتعاون مع الاجهزة الامنية تمكنت من إلقاء القبض على سارقي بعض المساجد وتمت إعادة المسروقات إلى المساجد.

وقال استاذ علم اجتماع التنمية والجريمة في جامعة مؤتة الدكتور حسين المحادين إنه من المتعذر معرفة الخصائص النفسية الاجتماعية لكل اللصوص الذين يقدمون على سرقة المساجد او أي اماكن اخرى، والأجدى دراسة كل حالة على حدة، مع التذكير ان الفعل او التخطيط للسرقة سواء للمسجد او مكان آخر هو إصرار قبلي من الشخص السارق نحو كسر النظام العام والمشتركات الدينية والاجتماعية بالمسموح والمنهي عنه بما نعلمه جميعنا من خلال مؤسسات التنشئة المختلفة.

وأضاف أنه لا ينظر إلى هذا النوع من السرقات الموجعة أكثر مما يجري على المجتمعات الاوسع بتحلل منظومة القيم وتراجع فيها الكثافة الدينية التي كانت وما تزال في ضبط وتوجيه سلوكات الاشخاص المحمودة والتي هي بالضد من كسر القانون أو التكافل الاجتماعي كحق عام.

وعزا العثامنة ظاهرة السرقة في المساجد إلى الجهل بالدين والمقامات، وعدم وعي اللصوص بأهمية بيوت الله، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أفضل البقاع هي المساجد وشر البقاع هي الأسواق"، مردفا أن المجرمين لو علموا بشاعة ما يقدمون عليه من جرم في حق الله وفي حق ضيوفه لامتنعوا عن ذلك.

ويعمد اللصوص، وفق العثامنة إلى سرقة محتويات المساجد بعد منتصف الليل، وخصوصا للمساجد التي تكون بعيدة عن التجمعات السكانية.

ودعا إلى تربية الناشئة على أهمية دور العبادة والتشبث بالشعائر الدينية، بالإضافة إلى تشديد العقوبات القانونية على ممارسي هذه الأفعال الإجرامية.

وكان ’خر تلك السرقات اول من امس، بعدما ان اقدم لص على سرقة أربع أسطوانات غاز من احد المساجد في إحدى مناطق محافظة إربد

وحسب شاهد عيان، فإن اللص أقدم على سرقة إسطوانات الغاز بعد خروج المصلين من المسجد عقب صلاة العشاء، واستغل عدم وجود أحد من المواطنين بالقرب من المسجد.

وألقى مجموعة من الأشخاص القبض على السارق وتم ضبط أسطوانات الغاز معه وإعادتها للمسجد، وتبليغ الأجهزة الأمنية لاتخاذ الإجراءات اللازمة بحقه.

بدوره، قال مصدر أمني إن الأجهزة الأمنية وفور تلقيها شكوى بتعرض مساجد أو اي مكان آخر للسرقة فإن أفرادا من مختبر البحث الجنائي يقومون بالكشف على الموقع ورفع البصمات وفتح تحقيق بالحادثة، لافتا إلى أن الأجهزة الأمنية تمكنت خلال العام الماضي من كشف حالات سرقة للمساجد وتم إيداع الأشخاص المشتبه بهم للقضاء.

يشار إلى أن مجموع المساجد بمحافظة إربد وألويتها تبلغ 657 مسجدا، بعدد سكان يصل قرابة مليون و200 ألف نسمة.