خاص لـ أخبار البلد
في أعقاب حادثة حريق احدى اليات سحب الطائرات في مطار الملكة علياء الدولي نهار الثلاثاء والذي تسبب بحرق اجزاء من هيكل احدى الطائرات خلال عملية سحبها ونقلها لمكانها المخصص بحسب البيان الذي سارعت "مجموعة المطار الدولي" لإصداره "سريعا" عقب الحادثة، وما أعقب ذلك البيان من تصريحات رئيس مجلس إدارة الملكية الأردنية سليمان الحافظ والذي أكد أن الضرر الذي لحق بجسم الطائرة الخارجي، "محدود للغاية، ولن يؤثر على برنامج رحلات الملكيّة الأردنية"، فقد اتجهت الانظار والتساءلات عن غياب التصريح الرسمي "المفترض" لنائب مدير عام الملكية الكابتن سليمان عبيدات بالوكالة، والذي "يفترض" أنه يمثل المدير العام "عبيدات" الذي يشارك في احدى المؤتمرات بالخارج.
فإن يتم التغاضي عن عدم التصريح للمدير العام الكابتن عبيدات لتواجده بالخارج، فلماذا تم اقصاء وتغييب نائبه بالوكالة والذي يعد رسميا المدير العام بالانابة ، ولماذا عُهدت التصريحات لـ"مجموعة المطار الدولي" التي لا علاقة لها من قريب او بعيد بإدارة ومجلس ادارة الملكية الأردنية !
تصريحات سليمان الحافظ رئيس مجلس الادارة جاءت بصورة "هشة" وأقرب إلى التصريحات التي قد يُصدرها "رقيب سير" ازاء "كروكة" لحادث سير وقع في "قفقفا" وليس وصول النيران لإحدى طائرات اسطول "الملكية" الناقل الوطني للدولة الأردنية !
الحافظ الذي طمئن الرأي العام الأردني بأن الفِرَق الفنيّة المختصة في الشركة "باشرت بإصلاح الأضرار، وستعود الطائرة إلى العمل ضمن الأسطول قريباً" بحسب تصريحه عقب الحادثة، ايضا تحدث عن "أضرار مادية طفيفة"، والتي أصابت الهيكل الخارجي للطائرة التي كانت بمحاذاة الآليّة المذكورة في الوقت الذي اشتعلت فيها النار، لكن الحافظ .. و"مجموعة المطار الدولي" لم يتحدثوا عن ماهية "الطائرة" ونوعها، واكتفوا بالاشارة الى كونها "طائرة" تماما كمن يؤكد ان المركبة التي تضررت بفعل النيران هي "طائرة" وليس غواصة او برمائية او قطار !!
نفهم انها طائرة لانها في مطار ولا نفهم لماذا تم "التعتيم" على نوع الطائرة !!!
وللإجابة على سؤال "التعتيم" وجب ان نعرف نوع الطائرة المتضررة وهو "بوينغ 787" !!
كما يتوجب ان نعرف مسبقا عن تلك الهالة الاعلامية الدعائية التي رافقت دخول طائرات الـ "بوينع 787 لأسطول "الملكية" بوصفها المعلن والمعمول به "دريم ايرلاين" والتي يبلغ ثمن الطائرة الواحدة منها نحو (100) مليون دولار من مجموع نحو 11 طائرة دخل 6 طائرات منها اسطول الملكية نهايات العام الماضي بموجب اتفاقية شراء لم يتم دفع ثمنها حتى الان ، وهو ما قد نستخلص منه ان هذه الطائرات عير مدفوعة الثمن اثقلت كاهل "الملكية الاردنية" المتهاوي حد الافلاس !!
اللافت في تصريحيّ "مجموعة المطار - والحافظ" انهما اجمعها على الاضرار الطفيفة، والتي لن تكون "طفيفة" ونحن نتحدث عن مثل هكذا نوع من الطائرات، فالطائرة "المصابة" ليست "باص مؤسسة" وكلفة اصلاح الضرر في هيكلها يتبع كلفتها الباهظة.
اما عن الحريق البسيط الناتج عن تماس احرف الية السحب ووصل الـ "بوينغ 787" فقد كان من الممكن ان يصل لأبعد من هيكل الطائرة ليصل الى داخلها ومقاعدها وكابينة قيادتها وخزانات وقودها.. كان - لا قدر الله - من الممكن ان يصل الى شقيقاتها بذات المنطقة وكان من الممكن ان تتحول "دريم ايرلاين" الى مشروع "الاحلام المحترقة" .. هذا كله والحافظ خرج علينا ليقول تم تشكيل لجنة لتفحص الاضرار والتحقيق بسبب الحريق، عن اي لجنة تحقيق يتحدث ؟؟ ومن هم اعضاء اللجنة ؟؟ وكم نسبة التمثيل الرسمي فيها ؟؟
اللافت المضحك بالقضية والقضايا الاردنية عالية الحساسية بأنه اذا اراد المسؤول ان يطوي ملفا ما ، فما عليه الا الاعلان عن تشكيل لجنة بشأن ذلك الملف .. واالذاكرة الوطنية حية وتشهد !!
التساؤلات التي باتت تطرح وبقوة ازاء اجراء الترميم او الصيانة او اصلاح الاضرار لهيكل الطائرة المتضررة يقودنا الى فكرة تعطلها وبقائها رابضة على ارض المطار لمدة غير معلنة، وتلك المدة هي بالمحصلة استنزاف لرأس مال لم يتم دفعه، هي استنزاف في سلم الخسارات التي منيت بها طيران الملكية منذ تم "خصخصتها ببيع 71 بالمئة من أسهمها الى مستثمرين أجانب ومحليين في طرح عام أولي نهاية 2007 وذلك في أول عملية خصخصة لناقلة وطنية عربية !!
فهل تتحمل "الملكية الاردنية" رئاسة مجلس ادارة ومدير وموظفون ومجموعة المطار لمسؤولياتها ، ليس بسبب حجم الاستنزاف والخسارات المادية وانما لأن "الملكية الاردنية" ليست مجرد "شركة طيران"بل هي الناقل الوطني الذي يعد الواجهة الاقتصادية والديبلوماسية وسفيرة الطيران الاردني للدولة الاردنية !!