خاص باخبار البلد - خالد أبو الخير
خرج من معطفه الطويل العشرات من الناشرين
بسيط وذكي وذو طموح، تعلم أخيرا أن يشذبه، واليه يعزى الفضل في نشوء نمط جديد من الصحافة، حين أسس جريدة شيحان، في مرحلة الاحكام العرفية، ومع الايام صارت منارة اعلامية مهمة.
الطبيب العائد من دراسة الطب في اليونان كان يتمتع بطموح لا حد له، واختار أن يبدأ بانشاء صحيفة اسبوعية لم تحظ الا بترخيص "جريدة زراعية مناطقية".
الصحيفة الاسبوعية الاشهر في الاردن لا يعرف كثيرون انها ابتدأت بغرفة واحدة في مكتب بمنطقة المدينة الرياضية، وبعدد محدود جدا من العاملين ، واستندت الى الترجمات في كثير من ابوابها. بيد انها لم تكن بعيدة عن تقلبات السياسة.
شيحان التي بدأت تشاغب، بمقاييس ذلك الوقت، كانت عرضة للاغلاق في عهد حكومة زيد الرفاعي، نهاية الثمانينيات، اغلاقا نهائيا لمخالفتها شروط الترخيص، ما دعا رياض الحروب الى نقل طباعتها الى اليونان فالقاهرة.. لتدخل البلد كأي صحيفة اجنبية، مع سقف متدن ، ما ادى الى تراجع توزيعها.
بعد محاولات فاشلة لاعادتها الى الصدور، شكل مضر بدران حكومته عام 1989، واستمع الى تظلم مالك شيحان وأمر باعادة اصدارها ، و"أمر مدير مكتبه بكتابة نص إعادة شيحان الى الصدور فكان خطأ المدير وقتذاك بأن تضمن نص الكتاب الرسمي "إعادة إصدار صحيفة شيحان السياسية”، وهي الجملة التي غيرت مجرى صحيفة شيحان الزراعية لتصبح سياسية لاحقا، ولتبرز بإستمرار في السنوات اللاحقة جملة "سياسية إجتماعية شاملة” في أعلى صفحاتها" .
ركزت الصحيفة على المحلية أكثر من القضايا العربية والعالمية، مما استرعى انتباه جمهور من القراء ما كان يحظى بنفس المقدار من الكتابة في الشؤون المحلية من صحف اخرى.
كما انغمست الصحيفة في الاحداث التي عصفت بالمنطقة، وخصوصا حرب الخليج، وكانت توزع " للمفارقة فقط" في بغداد والرياض.. كما يروي عاملون قدماء بها.
منتصف التسعينيات بدأ مشروع " العرب اليوم " بالتبلور، كصحيفة يومية، لكن المشروع الذي ظهر الى العيان عام 1997، بقيادة طاهر العدوان وصالح القلاب ونخبة من الصحافيين المتميزين والمعروفين لم يستمر بنفس العنفوان حين دخل رياض الحروب في معركة مفتوحة مع رئيس الوزراء عبد الرؤوف الروابدة.. كانت نتيجته ان ترك الصحيفة لمالكها الجديد رجائي المعشر.
الى جانب شيحان والعرب اليوم كان الحروب اصدر العشرات من المطبوعات من ضمنها "المسائية و"اراب ديلي- بالانجليزية" و"حوادث الساعة" و"عبد ربه " و" الصياد" وصحيفة "البلاد" التي اشتراها من ناشرها نايف الطورة... وغيرها.
بعد اغتراب استمر سنوات في امريكا عاد الحروب ليطلق صحيفة " الانباط" منتصف الالفية، واذكر انه استدعاني وزميلي بسام العنتري ليطلعنا على التفاصيل ويستشيرنا والتقينا في مكاتبها في المدينة الرياضية ايضاً، فلم اشجعه على اصدار الصحيفة، قائلا ان : "المستقبل للمواقع الالكترونية". لكنه لم يأخذ بنصيحتي.
بعد الانباط جاء مشروع قناة جوسات الفضائية.. ويبدو ان الحروب استقر عندهما.
.. شخصيا عرفت رياض الحروب في محطات مهمة من حياتي، وترك، كانسان، انطباعا طيبا في نفسي، وعملت في صحفه " عبد ربه" و"المسائية" و" الساعة" وكتبت في "العرب اليوم" في بدايتها.
لا يمكن القول ان رياض الحروب ملاك خال من الاخطاء، فالرجل ارتكب الكثير من الحسنات والخطايا، وتعامله مع زملاء لطالما عملوا بمعيته وتخرجوا من مدرسته وإن أنكروا، كان فيه كثير من الدعم والحسنات وفيه ايضا كثير من المثالب لكنه يبقى شيخ الكلمة وسيد الصحافة المستقلة وباني قواعدها اسمه خالدا في شارع الصحافة الحّرة كلما حاول احدهم المرور او قطع الشارع .. فرياض الحروب يكفي ان للاسم فخامته .